19/05/2019 - 12:50

نتنياهو... "غول" يقف خلف سياسة ترامب تجاه إيران

تتهم قطاعات واسعة في اليمين واليسار الأميركيين، على حدّ سواء، رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بأنه "الغول" الذي يقف خلف سياسات إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجاه إيران، بحسب تصريحات رصدها موقع "جيروزاليم بوست"، أمس، السبت.

نتنياهو...

نتنياهو وترامب في البيت الأبيض (أ ب)

تتهم قطاعات واسعة في اليمين واليسار الأميركيين، على حدّ سواء، رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بأنه "الغول" الذي يقف خلف سياسات إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجاه إيران، بحسب تصريحات رصدها موقع "جيروزاليم بوست"، أمس، السبت.

واقتبس الموقع عن مستشار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بين رودس، قوله، الأسبوع الماضي، إنّ نتنياهو "واحد من أولئك الذين يدفعون باتجاه مواجهةٍ مع إيران"، في حين اتهم المرشّح الأميركي، تولسي غابارد، "السعوديّة ونتنياهو والقاعدة"، الأسبوع الماضي، بالدفع نحو حرب ضدّ إيران.

وهو الاتهام ذاته الذي وجّهه وزير الخارجيّة الإيراني، محمد جواد ظريف، للإدارة الأميركيّة "بأنها تفضّل أولا اعتبارات نتنياهو".

وحين سئل منظّر اليمين المحافظ في الولايات المتحدة، باتريك بوكانان، عمّن يريد الحرب مع إيران، أجاب على موقع الرسمي، أول من أمس، الجمعة، "وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، ورئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ووليّ العهد السعودي، محمّد بن سلمان".

ويلقى الربط بين نتنياهو وبن سلمان وبولتون بوجود ملحوظ في اتهامات اليمين واليسار لسياسات ترامب تجاه إيران، وكرّرها رودس في تغريدة له على موقع تويتر، كتب فيها: "بولتون، بن سلمان ونتنياهو يدفعون نحو مواجهة إيران (عسكريًا)".

كما أن أحزاب أقصى اليمين الأميركيّة، حتى تلك النيونازيّة، ترى في نتنياهو، الذي تسمّيه "شيطانياهو" أنه الذي يدفع الولايات المتحدة لحرب مع إيران.

بولتون ونتنياهو (مكتب الصحافة الحكومي)
بولتون ونتنياهو (مكتب الصحافة الحكومي)

وتربط نتنياهو وبولتون صداقة قديمة، تعود إلى أيام عمل نتنياهو مندوبًا لإسرائيل في الأمم المتحدة، كما أن نتنياهو كان من أبرز المحرّضين على غزو العراق في العام 2003، وجلس أمام الكونغرس الأميركي للدفع باتجاه تبنّي سياسة "صقوريّة" دفع بولتون باتجاهها.

وخفّفت إسرائيل من لهجتها، مع تصاعد اللهجة الأميركيّة، في الأسبوعين الأميركيين، تجاه إيران، وعزا مراسل الشؤون الإسرائيليّة في موقع "ألمونيتور"، بن كاسبيت، ذلك إلى رغبة نتنياهو بألا ينظر إليه وكأنه دفع الأميركيين إلى التحرك عسكريًا ضدّ إيران، في مغامرة من غير الواضح إن كانت ستنجح أم لا.

وأثبتت الوقائع التي تلت غزو العراق والخسائر الأميركية العسكريّة الكبيرة بأرواح جنودها تحت وطأة عمليّات المقاومة العراقية زيف الادعاءات التي قدّمها نتنياهو أمام الكونغرس، ومنها أن الرئيس العراقي حينها، صدّام حسين، يسعى إلى تطوير سلاح نووي وأن إسقاط النظام العراقي سيساعد في كبح إيران واستقرار الشرق الأوسط كلّه، إلا أنّ ذلك كلّه لم يحدث بعد إسقاط نظام صدّام، بل على العكس تمامًا، فإنّ غزّو العراق هو ما جرّ المنطقة كلها إلى الاشتباكات الطائفيّة وتغوّل إيران.

وفي هذا السياق، تحاول إسرائيل الآن التقليل جدًا من علاقتها مع بولتون ومع مواقفه "الصقورية" الداعية إلى حسم الصراع مع إيران عسكريًا.

وقال شخص عمل لسنين طويلة في قضايا الأمن لموقع "ألمونيتور"، "في الغرف المغلقة يصلّي نتنياهو أن ينجح بولتون بإقناع ترامب بالتحرك عسكريًا ضد إيران... لكن من الممنوع أن يبدي نتنياهو ذلك، أو أن يكون متماهيًا مع نظرة بولتون، بعدما ظهر في السابق كمن دفع الأميركيين لغزو العراق".

وليس اتهام إسرائيل بالتوترات بين إيران والولايات المتحدة جديدًا، ويحظى بتاريخ عريض في أوساط الخارجيّة الأميركيّة، بحسب موقع "جيروزاليم بوست"، فقد اتهم كاتبان أميركيان مرموقان، هما جون ميرشايمر وستيفان والت، إسرائيل واللوبيهات الموالية لها بأنها تهندس سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران "ضمن خطة لإعادة ترتيب الشرق الأوسط".

ويميل ترامب، بحسب موقع "ذا هيل" إلى عدم التدخّل عسكريًا في الخارج، فسحب قواته من سورية ويسعى إلى سحبها من أفغانستان وانتقد غزو العراق، بينما تجنّب مواجهة عسكريّة مع كوريا الشماليّة، وسط اتهامات لبولتون بأنه يسعى إلى توريطه في حرب ضد إيران وفنزويلا.

التعليقات