24/05/2019 - 21:10

ضغوط على ليبرمان في العلن وعلى الحريديين خلف الكواليس

يمارس حزب الليكود ضغطًا كبيرًا على حزب "يهدوت هتوراه" الحريديّ، ومرجعيّته الدينيّة، في محاولة لدفعهم إلى التراجع أمام رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغادور ليبرمان، في محاولة لتخطّي انسداد أفق تشكيل الحكومة الإسرائيليّة المقبلة.

ضغوط على ليبرمان في العلن وعلى الحريديين خلف الكواليس

نتنياهو مع الحريديين (مكتب الصحافة الحكومي)

يمارس حزب الليكود ضغطًا كبيرًا على حزب "يهدوت هتوراه" الحريديّ، ومرجعيّته الدينيّة، في محاولة لدفعهم إلى التراجع أمام رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغادور ليبرمان، في محاولة لتخطّي انسداد أفق تشكيل الحكومة الإسرائيليّة المقبلة، بحسب ما ذكرت هيئة البث الرسميّة "كان"، اليوم الجمعة.

ووصلت مفاوضات تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الخامسة إلى طريق مسدود، أمس، الخميس، مع فشل المفاوضات بين نتنياهو وليبرمان، الذي اتهمه مسؤولون في الليكود بأنه عمد إلى إفشال المفاوضات الائتلافية مع الليكود، متذرعًا بقانون التجنيد لمنع تشكيل الحكومة.

ورغم تبادل الاتهامات بين ليبرمان ونتنياهو حول إفشال مفاوضات تشكيل الحكومة، ومهاجمة حزب الليكود لليبرمان في المنابر الإعلاميّة وعبر إصدار البيانات، "إلا أن الضغط الأساسي موجّه نحو المرجعيّة الحسيديّة (جماعة الورعين) غور ولواجهتها السياسية ’يهدوت هتوراه’"، ويقود المرجعيّة الحسيديّة غور أدمور (اختصار للكلمات: سيد ومعلم وحاخام) اسمه يعكوف أرييه إلتار، الذي يتمتّع بنفوذ كبير، ويتدخل في كل شؤون الحريديم، سواء السياسية أو الخدماتية وحتى مناهج التعليم، ويملك ثروة طائلة تقدّر بنحو 350 مليون شيكل.

وتشير تقديرات سياسية إسرائيليّة، بحسب "كان"، إلى أن حزب "شاس" الحريدي، وحزب "ديغيل هتوراه" (أحد مكوّنات "يهدوت هتوراه") وافقا على قانون تجنيد الحريديين الحالي، وأن الرفض الأساسي سببه أدمور غور، لكنها توقّعت إلى أنه "سيتفهّم الظروف السياسيّة الحاليّة، وأنه سيتيح إقامة حكومة مقبلة".

وبحسب القناة، فمن غير المتوقّع أن يتنازل ليبرمان أمام الحريديين أكثر، "ورغم أنه يريد أن يكون جزءًا من الحكومة المقبلة، إلا أنه يريد أن يدخلها قويًا. ولذلك يستعرض عضلاته أمام نتنياهو وبالأساس أمام الحريديين"، وعزت القناة ذلك إلى إدراك ليبرمان أنه "ما لا يتم التوافق عليه الآن، لن يتم التوافق عليه لاحقًا" خصوصًا أن قوّة ليبرمان السياسيّة داخل الائتلاف المقبل أقلّ من قوّة الحريديين والصهيونية الدينية.

ورغم اختلاف التحليلات، إلا أن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن الأحزاب الحريدية حققت أكبر المكاسب خلال حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، عن طريق إلغاء قوانين وسن أخرى وتخصيص ميزانيات للوسط الحريدي على مختلف المستويات، ليخيل أن الخاسر الأكبر من حل الائتلاف سيكون الحريديّون أنفسهم، لا ليبرمان.

نتنياهو وليبرمان خلال شغل الأخير منصب وزير الأمن (مكتب الصحافة الحكومي)
نتنياهو وليبرمان خلال شغل الأخير منصب وزير الأمن (مكتب الصحافة الحكومي)

وبحسب المعطيات الرسمية، وصلت ميزانية التعليم الديني في المدارس الحريدية إلى أعلى مستوى، وبلغت 1.2 مليار شيكل، مقابل 673 مليون شيكل عام 2014، وهذه الميزانية الأعلى التي يحصل عليها الحريديّون منذ قيام إسرائيل.

نتنياهو أثبت أنه عُرضة للابتزاز

وقال المراسل السياسي للقناة، يوآف كركوفسكي، إن الطريقة التي يدير بها نتنياهو مفاوضات تشكيل الحكومة في السنوات الأخيرة "ليست أقلّ من فضيحة"، "فنتنياهو، السياسي الممتاز، يتّضح، مرّة تلو الأخرى، أنه سياسي عرضة للابتزاز. في كل واحدة من المعارك الانتخابيّة الأخيرة نجح في الحصول على أكثر من 30 مقعدًا، ورغم ذلك، في كل واحدة من جولات تشكيل حكوماته، انقلب إلى شخص مضغوط وعرضة للابتزاز بشكل غير قابل للتفسير".

وتنتهي مهلة تشكيل نتنياهو لحكومته المقبلة يوم الأربعاء المقبل، وطرح بالأمس إمكانيّة تشكيل حكومة تستند إلى ائتلاف بستّين عضوًا، غير أنه من غير المتوقع أن يحصل على تصويت عضو إضافي من حزب آخر، بحسب صحيفة "هآرتس"، خصوصًا أنه سعى خلال الفترة الماضي إلى الدفع بعضو من حزب "كاحول لافان" إلى الانشقاق.

وفي حال لم ينجح نتنياهو بتشكيل حكومته، فإنه يحق للرئيس الإسرائيلي إجراء مشاورات جديدة مع أعضاء الكنيست لتكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة المقبلة، لكن بإمكان نتنياهو استباق ذلك بتمرير قانون بحلّ الكنيست الحاليّة.

ومسار حلّ الكنيست هو المسار الذي ألمحت إليه الأحزاب المقرّبة من نتنياهو، دون أن ينفي ليبرمان إمكانيّة دعمه له.

 

التعليقات