16/06/2019 - 17:18

إسرائيل تشارك بورشة المنامة و"صفقة القرن" قد تؤجل

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مساء اليوم، الأحد، مشاركة الحكومة الإسرائيلية في ورشة المنامة الاقتصادية، التي تنطلق نهاية الشهر الجاري بتنظيم الإدارة الأميركية، للإعلان عن الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن".

إسرائيل تشارك بورشة المنامة و

غرينبلات وكوشنر خلال جولة لإقناع الأوروبيين في المشاركة بـ"ورشة المنامة" (أ ب)

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مساء اليوم، الأحد، مشاركة الحكومة الإسرائيلية في ورشة المنامة الاقتصادية، التي تنطلق نهاية الشهر الجاري بتنظيم الإدارة الأميركية، للإعلان عن الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن".

جاء ذلك في تصريحات صدرت عن كاتس، بعد مشاركته في المؤتمر السنوي لصحيفة "جيروزاليم بوست" في نيويورك، ردًا على سؤال أحد الصحافيين حول إذا ما تلقت إسرائيل دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي ينظم في العاصمة البحرينية.

وقال كاتس: "إسرائيل ستكون موجودة في ورشة المنامة. سننتهي من كل الأمور التنسيقية".

وفي خطاب له خلال المؤتمر، قال كاتس: "نحن نتعامل مع تهديدات وتحديات كبيرة، وكذلك مع العديد من الفرص. هذه سنة حاسمة، فيما نسميه ‘عملية الإقلاع بين الحروب‘"، وأضاف أنه "لدينا صراع مستمر مع إيران، مع حزب الله ومع منظمات إرهابية أخرى في المنطقة". 

وادعى كاتس أن "تأثير العقوبات الأميركية على إيران، وأنشطة إسرائيل العسكرية والاستخبارية ضد الجمهورية الإسلامية في طهران وفروعها في سورية وفي أماكن أخرى، وكذلك السياسة الروسية في سورية، كل ذلك سيحدد ما إذا كانت المنطقة ستتقدم نحو الاستقرار أم سنتجه إلى الحرب".

يذكر أن كاتس، الذي غادر البلاد مساء الخميس الماضي متجهًا إلى نيويورك، اجتمع يوم الجمعة الماضي بالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، لبحث المشاركة الإسرائيلية في ورشة المنامة الاقتصادية، في منزل الأخير بنيو جيرسي.

وأوضح كاتس أنه بحث مع غرينبلات، "التهديد الإيراني، والوضع في غزة، ومؤتمر البحرين، والتحركات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة والتعاون بين البلدين"، وشدد على أن "العلاقات الأميركية الإسرائيلية أقوى من أي وقت مضى".

بدوره، لفت غرينبلات، في مقال كتبه لشبكة "سي إن إن" الأميركية، نشر اليوم، الأحد، إلى أن الإعلان عن الشق السياسي لخطة الإملاءات الأميركية المعدة، بحسب التفاصيل المسربة لوسائل الإعلام، والتصريحات التي صدرت عن الطاقم الذي عمل صياغة الخطة والذي يترأسه كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، لتصفية القضية الفلسطينية، سيتأجل بسبب إعادة الانتخابات في إسرائيل.

وكتب غرينبلات في مقاله: "نريد أن نطلق القسم السياسي من الخطة عندما تكون لها الفرصة الأفضل لمساعدة المنخرطين لتحقيق مستقبل أفضل، عندما يكون لديها أقوى فرصة للنجاح". وتابع: "نعلم أن لا وقت مثاليا، ولن نتظاهر بأن الانتخابات الإسرائيلية لن يكون لها تأثير على ذلك التوقيت. لن نتظاهر بأن تحقيق الاتفاق لا يتطلب تنازلات من كلا الطرفين".

وخلال مشارته في مؤتمر "جيروزاليم بوست" اليوم، أشار غرينبلات إلى أن الإدارة الأميركية تدرس تأجيل الإعلان عن الشق السياسي لـ"صفقة القرن"، حتى السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الموعد المحدد للإعلان عن الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وقال إن إدارة الرئيس ترامب "كانت ستصدر الخطة خلال الصيف، لو لم تدع إسرائيل إلى إجراء انتخابات في أيلول/ سبتمبر". 

وأضاف: "لم نتخذ قرارًا بشأن ما إذا كان سيتم التأجيل في الوقت الراهن، وربما حتى السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر". وتابع: "أعتقد أن المنطق يقول إنه إذا أردنا الانتظار حتى يجري تشكيل حكومة (إسرائيلية) جديدة، فعلينا فعلاً الانتظار، حتى 6 تشرين الثامي/ نوفمبر". 

وواصل: "لكننا سنقرر ذلك بعد البحرين، حاليا نصب تركيزنا على ورشة المنامة".

وأيد غرينبلات تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي صرح في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، نشرت السبت الماضي، أنّ إسرائيل تملك "الحق" في ضم "جزء" من أراضي الضفة الغربية المحتلة. وأضاف في ظل ظروف معيّنة، أعتقد أن إسرائيل تملك الحق في المحافظة على جزء من، لكن على الأغلب ليس كل، الضفة الغربية". وقال "أعتقد أن الأمور قيلت بأناقة وتهذيب وأنا أؤيدها".

ورشة المنامة: دعوة إسرائيل تتأجل لحين الإعلان عن مشاركة دول عربية

وجاءت زيارة كاتس للولايات المتحدة، بالتزامن مع ما يتردد حول صعوبات تحيط بالإجراءات التحضيرية التي تسبق تنظيم ورشة البحرين الاقتصادية، في ظل المخاوف الأميركية من امتناع كل من مصر والأردن، الدول العربية الوحيدة التي تجمعها علاقات رسمية مع إسرائيل، من المشاركة في المؤتمر.

وأجلت الإدارة الأميركية، بحسب تقرير للقناة (13)، نشر بداية الأسبوع الماضي، دعوة إسرائيل الرسمية لورشة المنامة، لحين الحصول على تأكيدات حول حضور بعض الدول، وعلى وجه الخصوص الدول العربية الحليفة لواشنطن.

وشدد التقرير على مخاوف الإدارة الأميركية من عدم مشاركة الأردن ومصر، اللتين لم تعلنا حتى الآن موقفهما من ورشة المنامة، وأكدتا خلال الفترة الماضية على أنهما لن تقبلا حلولًا للقضية الفلسطينية، تتعارض مع إرادة الشعب والقيادة الفلسطينية، فيما يؤكد ملك الأردن، عبد الله الثاني، على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، بحيث يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما أعلن البيت الأبيض، عبر تسريب لأحد مسؤوليه تلاقفته وسائل الإعلام الأميركية، الثلاثاء الماضي، أن كلا من مصر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشاركتها في الورشة، قالت الأردن إنها لم تعلن موقفها بعد، فيما لم تفصح القاهرة عن موقفها الرسمي من المشاركة بعد، في حين تؤكد المغرب أن موقفها من المشاركة بورشة البحرين، تعبر عنه مؤسساتها وهيئاتها، وإنه يصدر عن وزارة الخارجية "في التوقيت والسياق الذي تحدده".

وذكر مراقبون أن التردد في الإعلان الرسمي عن المشاركة في الورشة التي يقاطعها الفلسطينيون شعبًا وقيادة، جاءت لامتصاص رد الفعل الشعبي في الدول العربية، نظرًا لما يتردد من أنباء باتت شبه مؤكدة، عن انحياز الخطة الأميركية التام للاحتلال الإسرائيلي.

وإلى جانب الولايات المتحدة والبحرين، أعلنت كل من السعودية والإمارات والأمم المتحدة اعتزامها المشاركة في ورشة المنامة، فيما انضم كل من العراق ولبنان إلى فلسطين في رفض المشاركة بالفعالية، التي تعقد على مستوى وزراء المالية ورجال الأعمال.

وتوافقت السلطة والفصائل الفلسطينية على مقاطعة المؤتمر، لكونه أحد أدوات "صفقة القرن"، التي يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمشاركة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل.

وتنطلق ورشة المنامة، المسماة الازدهار من أجل السلام" في 25 و26 حزيران/ يونيو الجاري، دعت له واشنطن، ويتردد أنه ينظم لبحث الجوانب الاقتصادية لـ "صفقة القرن".

 

التعليقات