28/06/2019 - 09:19

نتنياهو: اتفاق روسي أميركي إسرائيلي على إخراج إيران من سورية

قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، إن هناك اتفاقا إسرائيليًا وأميركيًا وروسيًا أنه يجب إخراج إيران من سورية.. لكننا نختلف على كيفيّة تنفيذ ذلك".

نتنياهو: اتفاق روسي أميركي إسرائيلي على إخراج إيران من سورية

نتنياهو وبولتون، الأسبوع الماضي (أ ب)

قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، إن "هناك اتفاقا إسرائيليًا وأميركيًا وروسيًا  أنه يجب إخراج إيران من سورية.. لكننا نختلف على كيفيّة تنفيذ ذلك".

ووردت تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر العلاقات الأميركيّة – الإسرائيلية، الذي نظّمته صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس الخميس، ونشرت مقابلة معه، اليوم، الجمعة.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل "في وضع يسمح لها بإجراء مباحثات مع روسيا ومع الولايات المتحدة. أنا أبحث عن ’مناطق اتفاق’ في سورية، لأننا جميعًا متفقون أنه يجب إخراج إيران من سورية، لكننا نختلف حول كيفيّة تنفيذ ذلك".

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد قمة أمنيّة هي الأولى من نوعها في مدينة القدس، جمعت مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي، يوم الإثنين الماضي.

وخلال الجلسة الافتتاحيّة للقمّة، كان كلام نتنياهو فضفاضًا أكثر، حينما تحدّث عن "إخراج جميع القوّات الأجنبية التي دخلت سورية بعد العام 2011"، بينما يبدو حديثه، الخميس، أي بعد القمّة، محدّدًا أكثر، كما أنه يؤكد تسريبات إعلامية إسرائيليّة خلال الأيام الماضية.

ورغم التباين العلني بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي من جهة، وبين الموقف الروسي من جهة أخرى، خصوصًا لناحية الهجمات الإسرائيليّة في سورية "والمصالح الإيرانيّة"، مع تصريح مستشار الأمن القومي الروسي، نيكولاي بتروشيف، أنه يجب أخذ مصالح إيران بالحسبان، وإن أي محاولة لعرضها كتهديد لأمن العالم غير مقبول، وإن الغارات الجوية على سورية غير مرغوب بها أيضا، وإنه مدرك لقلق إسرائيل ويأمل زوال التهديدات عنها لتعيش بأمان، إلا وسائل إعلام إسرائيليّة تحدثت عن تفاهمات ثلاثيّة في سورية تتمحور في ثلاث نقاط.

ووفقًا للمحلل العسكري للقناة 13، ألون بن دافيد، فإن القمة خرجت بثلاث نقاط اتّفاق، هي: "مستقبل سورية يتحدد من خلال تفاهمات أميركية روسية"، "سورية لن تكون قاعدة لتهديد جاراتها"، وآخرها أن "استقرار روسيا يتعلق بإخراج القوات الإيرانية".

وأضاف بن دافيد، نقلا عن مصادر مطلعة، أن روسيا تعهدت بتقليص حجم الأسلحة التي تنقلها إيران عبر سورية لحزب الله اللبناني، وتحسين الرقابة الأمنية على المناطق الحدودية، والبدء بإخراج قوات ليست ذات صلة في الحرب إلى جانب قوات نظام الأسد ضد فصائل المعارضة أو الجماعات المسلحة.

أما محلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، فقال إن الاجتماع مع الجانب الإسرائيلي والأميركي، يأتي ضمن إستراتيجية روسية للتوصل لتفاهمات مع إسرائيل تفضي إلى بسط سيطرة قوات الرئيس السوري، بشّار الأسد، على الجنوب السوري، وإبعاد القوات الإيرانية عن المنطقة، مقابل تجنب إسرائيل بأكبر قدر ممكن، شن هجمات على مواقع في سورية، تحسبا لردة فعل غير محسوبة.

ووفقًا لبن يشاي، فإن نتنياهو ومؤسسة الأمن يتفقان من حيث المبدأ على قبول مطالب الروس، لكنهم في المقابل يطالبون بأن تسحب القوات الإيرانية والقوات الموالية لها من سورية وأن تتوقف قوات الأسد عن "استفزاز" إسرائيل، لضمان تقليص حجم العمليات العسكرية الإسرائيلية.

في السياق ذاته، قال محلّل الشؤون الإسرائيليّة في موقع "المونيتور"، بن كسبيت، إن أطراف القمة اتفقت على ما اتفق عليه سابقا: "في اليوم التالي (لانتهاء الحرب)، لا مكان لـ’قوات أجنبية’ في سورية، وبضمن ذلك قوات إيرانية. وسيمنع الروس بقدر الإمكان التموضع الإيراني داخل سورية وسيبذلون جهدا في إبعاد قوات إيرانية أو ميليشيات شيعية مسافة 80 إلى 100 كيلومتر عن الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان. وسيتم بذل جهد من أجل تقييد تهريبات الأسلحة، وهذا يشمل المعابر الحدودية والمجال الجوي".

وبحثت هذه القمة الأمنية موضوع التوتر الإيراني – الأميركي في الخليج. ونقل عن المسؤول الأمني الإسرائيلي قوله إنه "لا شك بأنه في أعقاب هذه القمة ستتناقل رسائل عاجلة بين موسكو وطهران. وقد التقى بتروشيف، قبل مجيئه إلى القدس، مسؤولين إيرانيين كبار، وعلى الأرجح أنه سيفعل ذلك بعدها أيضا. والروس معنيون جدا بدور الراشد المسؤول بكل ما يتعلق بالتوتر في الخليج. وتصريحات بتروشيف والدعم العلني الذي منحه لإيران غايته إرساء الثقة بين موسكو وطهران بطريقة يكون بالإمكان بواسطتها استخدامها للتهدئة والوساطة"، وأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "يحاول السيطرة على مكانة الوسيط" في التوتر الإيراني – الأميركي.

 

التعليقات