19/09/2019 - 22:20

الأحزاب الإسرائيلية تبدأ بحلحلة عقدها الانتخابية تمهيدا لتحالفات أوسع

وسط ارتفاع الأصوات المؤيدة لتشكيل حكومة وحدةفي إسرائيل، ومع نتائج انتخابات الكنيست الـ22 التي يتعذر معها اتباع سيناريوهات بديلة، بدأت الأحزاب بتذليل العقبات التي تبدو كثيرة أمام ذلك. ومع بقاء نتنياهو، حاضرًا في قلب المشهد تبقى الصورة ضبابية.

الأحزاب الإسرائيلية تبدأ بحلحلة عقدها الانتخابية تمهيدا لتحالفات أوسع

وسط ارتفاع الأصوات المؤيدة لتشكيل حكومة وحدة في إسرائيل، ومع نتائج انتخابات الكنيست الـ22 التي يتعذر معها اتباع سيناريوهات بديلة، بدأت الأحزاب بتذليل العقبات التي تبدو كثيرة أمام ذلك. ومع بقاء وجود رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حاضرًا في قلب المشهد السياسي، تبقى الصورة ضبابية.

معضلة لبيد والحريديون

وكشفت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، مساء اليوم، الخميس، أن أعضاء الكنيست من حركة "ديغل هتوراه" التابع لكتلة "يهدوت هتوراه" الحريدية الأشكنازية، توجهوا لمرجعياتهم الدينية، لتحصيل موافقتهم على المشاركة في حكومة تضم المرشح الثاني لـ"كاحول لافان"، يائير لبيد، علما بأنهم كانوا قد أبدوا رفضهم المطلق لخطوة مماثلة.

وأوضحت القناة أن ذلك لا يأتي بهدف الشروع بالتفاوض للمشاركة بحكومة وحدة مع "كاحول لافان" بشكل مستقل عن إرادة نتنياهو، وإنما من أجل إعطاء نتنياهو الضوء الأخضر للتفاوض مع "كاحول لافان"، باسم الكتلة الحريدية، لتشكيل حكومة وحدة تضم الحريديين.

ولفتت القناة إلى أن الكتلة الحريدية تخشى من إقصائهم وتشكيل حكومة وحدة ليبرالية تضم الليكود، "كاحول لافان" بالإضافة إلى "يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان، الذي يدفع بهذا الاتجاه.

وبحسب القناة، فإن ضوءًا أخضر من قبل المرجعيات الدينية في هذا الشأن، يفتح المجال أمام مفاوضات ثنائية مباشرة بين الحريديين و"كاحول لافان".

في المقابل، ذكرت القناة أن الشق الثاني لكتلة "يهدوت هتوراه" المتمثل بحركة "أغودات يسرائيل"، يبدو أكثر عزما على رفض المشاركة بحكومة تضم لبيد. غير أن موافقة المرجعيات الدينية لـ"ديغل هتوراه" على ذلك، قد تدفع "أغودات إسرائيل" إلى التراجع عن موقفها المتصلب بهذا الشأن، علما بأن المرجعيات الدينية لـ"أغودات يسرائيل" ستجتمع الأسبوع المقبل، للبت في الموضوع.

وعلى الرغم من ارتفاع تمثيل الحريديين في الانتخابات الأخيرة (17 مقعدًا - 9 شاس و8 يهدوت هتوراه)، إلا أن فشل نتنياهو في تحصيل أغلبية 61 عضو كنيست، تمكنه من تشكيل حكومة، وضعهم في موقف صعب.

فمن جهة، ظل الحريديون موالين لنتنياهو ولا يزالون يأملون بالمشاركة في حكومة بقيادته، من جهة أخرى يخشون أن يتخلى عنهم نتنياهو، ما يجبرهم على الإبقاء على جسور للتواصل مع "كاحول لافان".

في حين، أبدى رئيس "شاس" أرييه درعي، موافقته على الانضمام لحكومة بمشاركة لبيد، ونقلت هيئة البث الإسرائيلي (كان) عن مسؤولين في "شاس"، أن درعي تخلى عن رفضه المتكرر للتعاون مع لبيد، وأنه يفتح الباب أمام مفاوضات لتشكيل الحكومة مع "كاحول لافان" والليكود، بقيادة نتنياهو.

وفي تصريح لعضو الكنيست عن "كاحول لافان"، مئير كوهن، شدد على أنه "من يظن أننا ضد الحريديين، يكون مخطئًا"، مشددا على أنه "نريد حكومة قومية واسعة يشارك بها أكبر عدد من الأحزاب الديمقراطية". وتابع أنه "إذا وافق الحريديون على هذه الثوابت، يستطيعون المشاركة في الحكومة".

"كاحول لافان" يسعى إلى تكليف غانتس أولا

في المقابل، ذكر تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، أن قيادات "كاحول لافان" تعمل بجد وراء الكواليس، لحثّ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، على تكليف بيني غانتس أولا بتشكيل الحكومة، وذلك عبر إقناع الكتل بالتوصية عليه.

وبحسب هيئة البث، فإن غانتس مستعد لتشكيل حكومة مشتركة مع الليكود بقيادة نتنياهو، يتولى فيها الأخير منصبًا رفيعًا (لم يحدده)، فيما لم تستبعد مصادر في "كاحول لافان" أن يتم تشكيل حكومة وحدة واسعة مع اتفاق تناوب بين غانتس ونتنياهو، على أن يتولى غانتس رئاسة الحكومة أولا. 

وأفادت القناة 13 بأن "كاحول لافان" يدرس تقديم ضمانات لليبرمان بأنه سيشاركهم أي حكومة ممكنة، كما يسعى غانتس قبل حتى التفكير بالاجتماع بنتنياهو، التوصل لاتفاق مبدئي مع حزب العمل، يضمن توصية ريفلين بتكليفه بمهمة تشكيل الحكومة.

مشاورات ريفلين تنطلق الأحد

هذا وأعلن ريفلين، أنه سيشرع الأحد في مشاورات مع الكتل البرلمانية الفائزة في انتخابات الكنيست، تمهيدًا لتحديد من سيتم تكليفه بتشكيل الحكومة، موضحًا أن المشاورات ستنطلق بعد ظهر الأحد وستستمر يومين.

وأضاف أنه عقب المشاورات سيواصل ريفلين اتصالاته مع كل من نتنياهو وغانتس. ويأتي قرار ريفلين بعد ساعات درامية قدم خلالها نتنياهو عرضا لغانتس بتشكيل حكومة وحدة عريضة تضم "كاحول لافان" وكافة الأحزاب المنضوية في معسكر اليمين.

إلا أن غانتس رفض عرض نتنياهو ووصفه بـ "الخدعة الإعلامية"، وجدد تعهده بعدم الدخول في حكومة واحدة معه، مضيفًا أنه "يسعى إلى تشكيل حكومة وحدة ليبرالية برئاسته"، في إشارة صريحة لرفضه الشراكة مع كتلة اليمين التي تضم الأحزاب الحريدية وأحزاب القومية الاستيطانية الدينية المنضوية في معسكر نتنياهو.

وكان نتنياهو قد أعلن أن كتلة اليمين (تضم الليكود، وشاس ويهدوت هتوراه ويمينا) ستدخل المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة ككتلة واحدة بقيادته.

بدوره، هاجم ليبرمان الذي يعتبر، رمانة الميزان والقادر على ترجيح كفة اختيار المكلف بتشكيل الحكومة، نتنياهو أيضا، ودعاه "للتوقف عن ممارسة الخدع، والجلوس معه ومع غانتس من أجل تشكيل حكومة وطنية ليبرالية عريضة"، بحسب "كان".

ومن المقرر أن تلتئم كتلة "يسرائيل بيتينو"، الأحد، لتحديد مرشحها أمام الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة، فيما ذكرت هيئة البث أن ليبرمان "ممتعض من تصريحات غانتس بأنه يريد حكومة وحدة واسعة، لأنه مهتم بحكومة ضيقة، تشمله والليكود وكاحل لافان".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن القرار الحالي هو عدم التوصية بتكليف نتنياهو في ظل قراره ضم الأحزاب الحريدية إلى الحكومة القادمة، وهو ما يرفضه حزب ليبرمان.

 

التعليقات