04/12/2019 - 09:35

تقارير كاذبة للجيش الإسرائيلي بشأن تجنيد الحريديين

عمد الجيش الإسرائيلي على تزييف سجلات الإحصائيات المتعلقة بتجنيد اليهود الحريديين في صفوف الجيش، بحيث اعتاد على مضاعفة نسبة التجنيد وزيادة عدد المتجندين في السجلات، بشكل يتناقض مع النسب والأعداد الحقيقية من المتجندين في صفوف الحريديين.

تقارير كاذبة للجيش الإسرائيلي بشأن تجنيد الحريديين

الجيش تعمد تزييف إحصائيات تجنيد الحريديين (أ.ب)

عمد الجيش الإسرائيلي على تزييف سجلات الإحصائيات المتعلقة بتجنيد اليهود الحريديين في صفوف الجيش، بحيث اعتاد على مضاعفة نسبة التجنيد وزيادة عدد المتجندين في السجلات، بشكل يتناقض مع النسب والأعداد الحقيقية من المتجندين في صفوف الحريديين.

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، النقاب عن تعمد السلطات في الجيش على التزييف في السجلات المتعلقة بتجنيد الشبان الحريديين، فيما استعمل الجيش أسلوب الكذب والتضليل.

وقدم الجيش تقارير كاذبة حول تجنيد الحريديين لجميع الهيئات الحكومية، وبضمنها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، لوزير الأمن، ولرئيس هيئة أركان الجيش، وذلك بغرض إظهار معطيات تتناسب مع أهداف التجنيد التي حددت.

ووفقا لما كشف عنه من معطيات، فقد تبين أن عدد المجندين قد تضاعف حتى ثلاثة أضعاف. ففي عام 2017، أبلغ جيش أنه تم تجنيد 3070 من الجنود الحريديين، ولكن في الواقع تم تجنيد 1300 فقط. إذ تعمدوا في الجيش، إضافة مجندين من اليهود غير الحريديين إلى قوائم المجندين الحريديين.

وقام الجيش بين الأعوام 2013 إلى 2018، بإدارة قسم تجنيد الحريديين، في الوقت الذي مورست ضغوطات في الساحة السياسية والحزبية لرفع نسبة تجنيد الحريديين، وفقا لقانون "طال" القاضي تجنيد الحريديين وإيجاد الحلول لمسألة الواجبات التي ستفرض على طلاب المعاهد الدينية.

ومن أجل الالتفاف على هذه الضغوطات وإسكات الانتقادات، تعمد القسم الخاص بالحريديين بالجيش على صياغة وكتابة تقارير كاذبة ومزيفة، بشأن عدد الشبان الحريديين الذين ينخرطون بالخدمة العسكرية.

وفي عام 2011، كان هناك 600 مجند من الحريديين، لكن في الواقع أبلغوا عن 1200 جندي من الشبان الحريديين، وكل عام زاد عددهم وأبلغوا عن زيادة وارتفاع بموجب التقارير المزيفة التي قدمت للهيئات الحكومية المختلفة.

ويأتي ذلك، فيما تظهر المعطيات أن نسبة التجنيد للجيش الإسرائيلي تنخفض باطراد، بمرور السنين، وانخفضت نسبة المجندين بين الرجال اليهود من 77%، في العام 2005، إلى 69% في العام 2019. كذلك انخفضت نسبة المجندات اليهوديات من 59%، في العام 2005، إلى 56% في العام الحالي.

ورجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن سبب تراجع نسبة التجنيد مرتبط بأزمة قانون التجنيد، الذي يسمح عدم تعديله ببقاء الحريديين خارج الجيش، باستثناء نسب ضئيلة، فيما يشعر غير الحريديين، الذين يتجندون، بأنهم يتحملون عبئا أكبر، وبالتالي فإنه يوجد انعدام مساواة في تحمل الأعباء.

يذكر أنه في نهاية عام 2018، أقيمت مديرية خاصة بالحريديين بالجيش، يشرف عليها الضابط العسكري، تيلم حزان، الذي كان نائب قائد لواء المظليين، وعندما طلب منه الإبلاغ عن عدد الجنود الحريديين المسجلين في تلك السنة، أجرى تفتيشا دقيقا لجميع وحدات الجيش ووصل إلى 1650 جنديا.

وذكرت تقرير الإذاعة أنه طلب من الضابط حزان زيادة الأعداد أو التقريب لمطابقتها مع التقرير المزيف لعام 2017، والذي تم فيه صياغة ووضع إحصائيات تفيد بتجنيد 3070 من الجنود الحريديين في ذلك العام.

 وعقب الكشف عن ذلك، أقر الجيش في رده على وسائل الإعلام بالتزييف في التسجيلات قائلا "اكتشف الجيش الإسرائيلي مؤخرا خطأ في إحصاء عدد الجنود الحريديين في السنوات الأخيرة. ومع الكشف عن الخطأ، تم استخلاص العبر وتعلم الدروس فيما يتعلق بمعايير الفرز والالتزام الصارم بالجسم الذي يحسب الجنود داخل الجيش".

 

التعليقات