07/01/2020 - 16:16

الحاخام الأكبر لإسرائيل يثير عاصفة بحديثه ضد المهاجرين الروس

"مئات وربما عشرات آلاف الأغيار جاؤوا إلى البلاد بسبب قانون من هو اليهودي. وقد أحضروهم (السلطات الإسرائيلية) إلى البلاد كي يشكلوا وزنا مضادا للحريديين، وفي حال جرت انتخابات لا يكون الكثير من الحريديين" في الكنيست

الحاخام الأكبر لإسرائيل يثير عاصفة بحديثه ضد المهاجرين الروس

الحاخام الأكبر لإسرائيل، يتسحاق يوسف (أرشيفية)

أثارت تصريحات للحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل، يتسحاق يوسف، ضجة في إسرائيل بعد أن نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقتطفات منها اليوم، الثلاثاء. وهاجم يوسف فيها المهاجرون من دول الاتحاد السوفييتي السابق، قائلا إنه "يوجد هنا الكثير من الأغيار (غير اليهود)، وقسم منهم شيوعيون، كارهون لدين. وهم ليسوا يهودا أبدا. وبعد ذلك يصوتون لأحزاب تحرض ضد الحريديين وضد الدين".

وذكرت الصحيفة إن أقوال يوسف جاءت خلال مشاركته في مؤتمر للحاخامات عُقد في القدس، الأسبوع الماضي. وقال يوسف إن "مئات وربما عشرات آلاف الأغيار جاؤوا إلى البلاد بسبب قانون من هو اليهودي. وقد أحضروهم (السلطات الإسرائيلية) إلى البلاد كي يشكلوا وزنا مضادا للحريديين، وفي حال جرت انتخابات لا يكون الكثير من الحريديين" في الكنيست. وأضاف أن قسما من عائلات المهاجرين الروس "يذهبون إلى الكنيست، أيام الأحد، وإلى الدير".

ويذكر أن هجرة الروس إلى إسرائيل بدأت في بداية تسعينيات القرن الماضي، ووصل خلالها أكثر من مليون شخص، من مواطني دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى إسرائيل، بموجب "قانون العودة" الذي يسمح لليهود من أنحاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل. وتشير معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية إلى وجود قرابة 450 ألف مواطن إسرائيلي ليسوا معرفين دينيا، وهؤلاء ليسوا يهودا وهم أزواج أو أبناء وبنات المهاجرين الروس. ويواجه هؤلاء صعوبة في التهود بسبب الإجراءات والشروط المتشددة التي تضعها الحاخامية الإسرائيلية. كذلك فإن ثلث المهاجرين الروس، في السنوات 2012 – 2019، يهود والباقون أبناء عائلاتهم لا يعترف بيهوديتهم.

وأوصى يوسف بألا ينشغل الحاخامات الإسرائيليين بإجراءات التهود في خارج البلاد. وهاجم قضاة المحاكم الدينية اليهودية الذين يعملون في هذا المجال، ووصفهم بأنهم متساهلون.

وهاجم يوسف، وهو نجل الزعيم الروحي لحركة شاس، عوفاديا يوسف، الحاخام دافيد باس، من دون ذكر اسمه. "يوجد شخص يعمل في مجال التهود، وكان محاضرا في الجامعة العلمانية، وكان مساعدا قانونيا لإلياكيم روبنشطاين (القاضي في المحكمة العليا). والمحكمة العليا ضد الديانة في غالب الأحيان. وينبغي فحص قراراتها بشأن التهود. لأن قضاة المحاكم الدينية يجب أن يخافوا الله. وإذا لم يفعلوا ذلك، كيف سيتم استيعاب التهود على أيديهم؟".

كذلك انتقد يوسف عضو الكنيست السابق، حاييم أمسالم، من حزب شاس، وقال إنه "سافر إلى البرازيل وهوّد هناك 400 شخص، مثل شريط متحرك. وبعثت رسالة على الفور بأن جميع عمليات التهود التي نفذها هذا الشخص ليست سليمة".

وتتالت ردود الفعل على أقوال يوسف. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذين يعتبرون المهاجرون مخزون أصوات كبير لحزبه، إن هذه الأقوال "مثيرة للغضب وليست في مكانها. والهجرة من دول الاتحاد السوفييتي السابق هي بركة هائلة لدولة إسرائيل والشعب اليهودي. والحكومة برئاستي ستستمر في العمل من أجل هجرتهم واستيعابهم في البلاد لأخوتنا وأخواتنا الذي يخرجون من هناك".  

وقال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، الذي يحصل على أصوات شريحة كبيرة من المهاجرين الروس، إن يوسف "يحرض ضد جمهور المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق، الذين يعملون ويخدمون في الجيش ويخدمون في قوات الاحتياط ويدفعون الضرائب ويسهمون ببناء الدولة. والحاخام الرئيس، الذي يفترض أن يكون شخصية روحانية لمجمل الجمهور، ينفلت بشكل فظ ضد جزء من جمهور المهاجرين. وأقوال الحاخام الرئيسي هي عنصرية ومعادية للسامية ولا يمكن المرور عليها مر الكرام. ونحن نطالب بتنحيته عن منصبه فورا وسنعمل في المستقبل القريب على انتخاب حاخام رئيس من صفوف الصهيونية الدينية".

واعتبر رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، أن "خراب الهيكل سببه الكراهية من أجل الكراهية. وحسنا سيفعل الحاخام الرئيسي إذا اعتذر بأسرع وقت. وحلم الصهيونية شجع الهجرة وجمع الشتات في أرض إسرائيل منذ بداية الصهيونية. وقد استقرينا عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، بفضل الهجرة من الاتحاد السوفييتي، بين أسباب أخرى، وهذه الهجرة التي أحضرت معها شحنة ثقافية وعلمية واجتماعية مباركة".

وعقي حزب شاس بأن "المسؤول الرئيسي عن التحريض والانقسام في الشعب هو أفيغدور ليبرمان. وجل ما يريده ليبرمان هو التسبب بنهاية ولاية نتنياهو كرئيس للحكومة انطلاق من كراهية شخصية والانتقام الذي يثير جنونه. وليبرمان يشوه عن قصد أقوال يوسف، الذي تحدث عن مجموعة من المهاجرين غير اليهود والتي لأسفنا آخذة بالازدياد بسبب ’بند الحفيد’ في قانون العودة".  

من جانبه، عقب يوسف على ردود الفعل ضد اقواله، إنه تم تشويهها وأنه "قلت بوضوح وأكرر: إلى جانب معظم الهجرة المباركة لمئات آلاف اليهود من الاتحاد السوفييتي السابق، الذين ضحوا كثيرا من أجل الحفاظ على الجمرة اليهودية، فإن هناك أقلية من المهاجرين ليسوا يهودا بموجب الشريعة اليهودية الذين جاؤوا بفضل ’بند الحفيد’ الذي يسمح لمن والده وأمه ليسا يهوديين بالهجرة لإسرائيل. وخلال زيارتي الشهر الماضي للجاليات اليهودية المزدهرة في روسيا وأوكرانيا انكشفت لانتقادات شديدة لدى هذه الجاليات حول هجرة الكثيرين من غير اليهود إلى البلاد".

وأضاف يوسف أن "من يشجع هجرة الأغيار إلى البلاد بواسطة هذا البند لاعتبارات مشكوك فيها، يتصرف بانعدام مسؤولية تجاه أولئك المهاجرين أولا ويضعهم في واقع مستحيل بالعيش في دولة يهودية".

التعليقات