30/05/2020 - 11:43

تقارب تركي إسرائيلي وشيك؟ ليس في ظلّ إردوغان

قلّلت مصادر رسميّة مّما بدا تقاربا تركيًا إسرائيليًا، مؤخرًا، إثر إيفاد تركيا طائرة تحمل معدات طبيّة إلى تل أبيب، واستقبالها طائرة "إل عال" إسرائيليّة في مطار إسطنبول، لأوّل مرّة منذ العام 2010، بالإضافة إلى تغيّب إسرائيل.

تقارب تركي إسرائيلي وشيك؟ ليس في ظلّ إردوغان

طائرة "إل عال" في إسطنبول الأسبوع الجاري

قلّلت مصادر رسميّة مّما بدا تقاربا تركيًا إسرائيليًا، مؤخرًا، إثر إيفاد تركيا طائرة تحمل معدات طبيّة إلى تل أبيب، واستقبالها طائرة "إل عال" إسرائيليّة في مطار إسطنبول، لأوّل مرّة منذ العام 2010، بالإضافة إلى تغيّب إسرائيل عن اجتماع لمناقش الأوضاع في حوض المتوسّط، حضرته مصر واليونان وقبرص.

وزاد من تكهنّات تحسّن العلاقة نشرُ القائم بالأعمال الإسرائيلي في أنقرة، روعي غلعاد، مقالا في موقع "هاليميز" التركي، قبل أسبوع، دعا فيه إلى إعادة سفيري البلدين، شاكيًا من "غياب النقاش السياسي" ودبلوماسيّة الصّراخ (ميغافون).

وطردت تركيا السّفير الإسرائيلي من أنقرة عام 2018، احتجاجًا على استشهاد عشرات الغزيّين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خرجوا ضدّ نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس.

وادّعى غلعاد أنّ تركيا وإسرائيل "لا يجب أن تتفّقا على كل شيء" وأنهما يواجهان مخاوف مشتركة، خصوصًا في سورية. واستفاض في شرح نظريتّه للتوحّد ضد "الأعداء المشتركين".

إلا أن مسؤولا إسرائيليًا رفيعًا قلّل في حديث لموقع "المونيتور" الأميركي من إمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين في ظلّ رئاسة رجب طيب إردوغان لتركيا، وترؤس بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيليّة، وأضاف أنّه "بخلاف الفترة بين 1949 و2010، فإنّ إسرائيل لا تركض خلف تركيا"، وعزا ذلك "لأن مصالح إسرائيل متنوّعة. وأكثر من ذلك، لأنّ (سياسات) تركيا في ظلّ إردوغان تتقاطع بصعوبة مع المصالح الإسرائيليّة"، واتهم إردوغان برمي العلاقات مع إسرائيل.

يذكر أن العلاقات الإسرائيلية كانت قويّة جديًا منذ اعترفت تركيا بإسرائيل بعد النكبة، وشهدت ذروتها في تسعينيّات القرن الماضي، عندما فتحت تركيا أجواءها لتدرّب الطائرات العسكريّة الإسرائيليّة، قبل أن تشهد انتكاسة مع اعتداء البحرية الإسرائيلية على سفينة نافي مرمرة عام 2010، ما أدى إلى استشهاد تسعة أتراك.

ورغم فتور العلاقات الدبلوماسية والسياسيّة بين إسرائيل وتركيا، إلا أن التعاون الاستخباراتي لا يزال مستمرًا، باستثناء الانقسام حول حركة "حماس"، بحسب ما ذكرت مصادر أمنيّة إسرائيليّة للموقع.

وكشفت المصادر الأمنية أن رئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين، التقى برئيس الاستخبارات التركية، حاقان فيدان، مرّتين خلال أقلّ من عشرة أشهر، كان آخرهما في كانون ثانٍ/يناير الماضي.

وكان آخر هذين اللقاءين في العاصمة الألمانيّة، برلين، وناقش الأوضاع في سورية وليبيا وشرقي المتوسّط، بحسب المصدر الإسرائيلي.

وقلّلت كبيرة المراسلين الدبلوماسيين للموقع، أمبيرين زمان، أيضًا، من تأثير هذه اللقاءات على العلاقات الدبلوماسيّة زاعمة أنها تجري حتى بين دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مثل دول الخليج العربي.

الصراع على غاز المتوسّط وفي سورية

وقلّلت الباحثة في مركز أبحاث الأمن القومي التابع جامعة تل أبيب، غاليا ليندنشتراوس، من عدم توقيع إسرائيل على بيان يدين تركيا، وقّعت عليه مصر وقبرص واليونان. وقالت إنّ انهيار أسعار الطاقة في العالم يجعل مستقبل تطوير وتصدير الغاز الطبيعي من المنطقة (حوض المتوسّط) موضع شك كبير"، وأضافت أن حسابات الدول حول هذا الموضوع، إن لم تتغيّر الآن، "فستتغيّر قريبًا".

كما يقلّل انهيار أسعار الطاقة من احتمال أن تحيي تركيا وإسرائيل مفاوضتهما لمدّ أنبوب لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، بحسب "المونيتور".

أمّا بخصوص الملفّ الليبي، واحتمال تدخّل إسرائيل فيه لجانب تركيا أو ضدّها، فقالت ليندنشتراوس إن "إسرائيل لديها ما يكفي من المشاكل. التورط في صراعات أخرى ضد تركيا ليس جذابا".

وقلّل الباحث الإيراني في جامعة هومبولت الألمانية، حميد رضا عزيزي، من أن يؤدّي الصراع بين تركيا من جهة، والنظام السوري وإيران و"حزب الله" من جهة أخرى في إدلب السوريّة إلى تقارب تركي إسرائيل، مثلما روّج القائم بالأعمال الإسرائيلي في مقاله.

التعليقات