شنّت إيران، قبل أشهر، هجومًا سيبرانيًا على أهداف تابعة للجيش الإسرائيلي، بحسب ما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم، الجمعة.
ووفقًا للمراسل العسكري للصحيفة، يوآف ليمور، فإنّ الهجوم استهدف "سلسة التزويد"، التي توصل بين الجيش الإسرائيليّ وبين الخدمات المدنيّة التي يحصل عليها، مثل التزوّد بالوقود والطعام.
ولم تكشف الصحيفة عن موعد الهجوم، إلا أنه يرجّح أنه وقع قبل الهجوم الذي استهدف سلطة المياه، وادّعى مسؤولون إسرائيليّون حينها أنه عمل على تغيير نسب الكلور في المياه، وردّت إسرائيل عليه بتعطيل العمل بميناء بندر عبّاس، لأيّام.
وقال ليمور إنّ الإضرار بـ"سلسلة التزويد" كان من الممكن أن يؤثر ليس فقط على "الأعمال الجارية" للجيش الإسرائيليّ، إنما كان بالإمكان "جمع معلومات عن شركات ومنشآت وطرق عمل، حسّاسة جدًا لإدارة الاقتصاد كلّه".
وبحسب الصحيفة، فإنّ وحدة سيبرانية تابعة للجيش الإسرائيليّة تمكّنت من إحباط محاولة هجوم إيرانيّة على مواقع للجيش الإسرائيلي "وشنّت (الوحدة الإسرائيليّة) هجومًا مضادًا سريًا لكشف المهاجمين بشكل كامل وإحباط الهجمة.
وادّعت الصحيفة أن هذه المحاولة مكّنت إسرائيل لاحقًا من كشف، بعد أشهر، "محاولات الإيرانيين للهجوم على ’سلسة التزويد’ التابعة للجيش الإسرائيليّ.
ومنتصف أيار/مايو الماضي، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ إسرائيل شنّت هجوما إلكترونيا استهدف أجهزة كمبيوتر في ميناء "الشهيد رجائي"، في مدينة بندر عباس الإيرانية، وهو ما تسبب بارتباك الحركة عبر الممرات المائية والطرق المؤدية إلى الميناء.
ووفقا للصحيفة الأميركية، فإن عمل الميناء الإستراتيجي الإيراني في مضيق هرمز تعطل في ذلك اليوم بشكل مفاجئ جراء خروج الحواسيب المسؤولة عن الملاحة في المنطقة عن الخدمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين حكوميين أجانب لم تذكر أسماءهم، أن الاضطراب الذي وقع في التاسع من آذار/مارس الماضي، بأجهزة الكمبيوتر الإيرانية من المرجح أن يكون انتقاما لمحاولة هجوم إلكتروني وقعت في وقت سابق على أنظمة توزيع المياه في مناطق ريفية بإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني حكومي أجنبي قوله إن الهجوم كان "عالي الدقة" وإن الأضرار التي لحقت بالميناء الإيراني كانت أكثر خطورة مما وصفته الروايات الإيرانية.
ونشرت الصحيفة في الثامن من أيار/مايو الجاري أن إيران مرتبطة بمحاولة هجوم إلكتروني على شبكة المياه الاسرائيلية في 24 نيسان/أبريل الماضي، ونقلت عن مسؤولين على إطلاع بالحادث قولهم إنه تم اعتراض الهجوم وإحباطه قبل حدوث ضرر بالغ.
وبحث المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "كابينيت"، في التاسع من أيار/مايو الجاري، الهجمات السيبرانية التي استهدفت قبل نحو أسبوعين ضد البنية التحتية للمياه الإسرائيلية، والذي نسبته شبكة "فوكس نيوز" الأميركية لإيران.
وعقد الاجتماع عقد في ظل حالة من السرية حيث طولب الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري المصغر بالتوقيع على واستمارات تلزمهم بالحفاظ على سرية مجريات الجلسة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الهجوم الإلكتروني لم تتسبب بأي أضرار كبيرة بخلاف بعض الخلل الذي أصاب منشآت المائية تابع لبعض المجالس المحلية.
وذكرت أن إسرائيل بحثت سبل الرد على الهجوم السيبراني، ورجحت أن يتم ذلك عبر هجوم سيبراني مضاد ومماثل بالحجم، غير أنها أضافت أن تبادل الضربات على المستوى السيبراني يمكن أن يخرج عن السيطرة ويتحول إلى تبادل الضربات عسكرية في الواقع".
التعليقات