16/08/2020 - 20:02

نتنياهو متمسك بالضم: الاتفاق مع الإمارات جاء من موقع قوة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لم تتنازل عن مخططها بضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وأضاف أنه لم يخير بين الاتفاق مع الإمارات وبين مخطط الضم؛ مشددا على أن تنفيذ مخطط الضم سيتم بدعم أميركي.

نتنياهو متمسك بالضم: الاتفاق مع الإمارات جاء من موقع قوة

(أ ب)

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لم تتنازل عن مخططها بضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وأضاف أنه لم يُخير بين الاتفاق مع الإمارات وبين مخطط الضم؛ مشددا على أن تنفيذ مخطط الضم سيتم بدعم أميركي.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها نتنياهو لإذاعة الجيش الإسرائيلي (غالي تسهال)، اليوم الأحد. وقال: "أولئك الذين يطالبون اليوم بتطبيق السيادة (على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة المحتلة) قالوا قبل بضعة أشهر إنه لا ينبغي فعل ذلك بموجب خطة ترامب".

وشدد نتنياهو على أن تنفيذ خطة الضم لا يزال حاضرا وبقوة على أجندة حكومته وأجندة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب؛ مشيرا إلى أن تأجيل تنفيذ المخطط جاء استجابة لرغبة أميركية؛ وأن الاتفاق مع الإمارات لن يؤثر في هذا السياق.

وقال: "فرض السيادة لا يزال على جدول أعمالنا، كنت أنا من دفع نحو إدراجها في الخطة الأميركية والحصول على موافقة أميركية في هذا الشأن". وتابع "سنفرض السيادة بموافقة أميركية. لا يعني ذلك أنني خُيرت بين السلام مع الإمارات أو السيادة. لقد طلب الأميركيون تعليق فرض السيادة، لكن لم يتم حذفها من خطة ترامب. أنا متمسك بذلك".

وتابع أنه تلقى شروحات من إدارة ترامب حول الطلب الأميركي بتأجيل الضم، وشدد على أن المصطلح الذي استخدمته الإدارة الأميركية، يتعلق بالتأجيل المؤقت لتنفيذ الضم، ولم يشر على الإطلاق إلى إلغاء المخطط؛ ما أكده مسؤولون في الإدارة الأميركية.

وأضاف "الضم لن ينفذ إلا بدعم أميركي، إذا فرضنا السيادة بمعزل عن الإرادة الأميركية، فإن ذلك بأحسن الأحوال لن يساوي شيئا، وفي أسوأ الأحوال سيلحق ضررا بالغا بالاستيطان وبدولة إسرائيل في المحافل الدولية وسيؤدي إلى اتخاذ قرارات قاسية ضد إسرائيل".

وقال: "أنا من تعهد بتوقيع اتفاقيات من موقع القوة ودون تقديم تنازلات مع دول عربية، وأنا من تعهد بالضم وطرح هذه المسألة؛ مثلما نجحت بالتوصل إلى اتفاق مع الإمارات، سأنفذ الضم. قلت ذلك في السابق، المصالحة مع العالم العربي تسبق أي اتفاق مع الفلسطينيين، لا يجب أن نوجه أعيننا صوب القدس ورام الله، وإنما إلى القاهرة وعمان والرياض وأبو ظبي".

وقال إنه "من المهم اعتماد السرية حيال الخطوات اللاحقة التي نسعى لتحقيقها كما حصل في الاتفاق مع الإمارات"، وتابع "إذا حققنا اختراقا مع الدول العربية عندها سيستجيب الفلسطينيون بطريقة أكثر واقعية".

وتابع أنه "لا مكان للضعيف في الشرق الأوسط. قوة إسرائيل جذبت العديد من الدول العربية إلى فكرة التعاون معنا، ونجاح إسرائيل في مواجهة العدوان الإيراني ترك انطباعًا جيدا لدى دول المنطقة". وعن فرص توقيع اتفاقات مماثلة مع دول خليجية وعربية، قال نتنياهو: "الدائرة ستتوسع؛ لقد اخترقنا السد؛ الكثيرون في العالم العربي باتوا يعتبرون إسرائيل حليفا أساسيا لمنع الأخطار التي تهددنا جميعا".

وأضاف "كسرنا الاعتقاد بأن الاتفاق مع دول عربية سيجبرنا على التنازل عن أراض وإخلاء مستوطنات وعودة إلى حدود (الرابع من حزيران/ يونيو) الـ67"، وتابع "الاتفاق مع الإمارات عبّر عن السلام مقابل السلام، والسلام من موقع القوة، دون الحاجة إلى الانسحاب أو إخلاء المستوطنات".

وفي بيان صدر عن مكتبه عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، قال نتنياهو إن الاتفاق مع الإمارات، يُنهي مبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي تعتمد عليه عملية التسوية السياسية في المنطقة.

وشدد نتنياهو على تمسكه بخطة ضم أراض فلسطينية واسعة في الضفة الغربية. ويأتي تأكيد نتنياهو، مخالفا لادعاءات أبو ظبي، حول أن الاتفاق أوقف خطة الضم. وقال نتنياهو "أنا الذي أصر على إدراج مسألة السيادة (الضم) ضمن الخطة (صفقة القرن الأميركية)، ولم يطرأ أي تغيير على هذه الخطة، إن الرئيس ترامب ملتزم بها، وأنا ملتزم بإجراء مفاوضات على أساسها".

واعتبر نتنياهو أن الاتفاق مع الإمارات "يعتمد على القوة، ولا يَطلب من إسرائيل الانسحاب من أية أراض، مقابل إبرام الاتفاقية". وأضاف "هذا الاعتقاد بإمكانية إحلال السلام المبنى على الانسحاب والوهن، قد تلاشى، وتم استبداله باعتقاد آخر مفاده السلام الحقيقي، والسلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة، وهذا ما نروّج له حاليًا".

وزعم نتنياهو أن "اتفاقية السلام التي أبرمت بين تل أبيب وأبو ظبي، تستند إلى مبدأين مفادهما: السلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة". وأضاف "هذه العقيدة تتعارض كليًا مع الاعتقاد الذي كان يقضي، حتى ما قبل أيام معدودة، بعدم وجود أي دولة عربية توافق على إحلال سلام رسمي ومفتوح مع إسرائيل، قبل حل النزاع مع الفلسطينيين"، في إشارة للمبادرة العربية، التي ترفضها إسرائيل.

التعليقات