28/04/2021 - 23:31

تقرير: اتفاق إسرائيلي - أميركي على تحييد المسائل الخلافية بشأن النووي الإيراني

توصلت إسرائيل إلى اتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة، على تحييد الخلافات بشأن العودة الأميركية المرتقبة إلى الاتفاق النووي مع إيران، بحسب ما ذكر تقرير إسرائيلي، مساء الأربعاء، وذلك في ظل القناعة الإسرائيلية بأن العودة الأميركية إلى الاتفاق الموقع عام 2015،

تقرير: اتفاق إسرائيلي - أميركي على تحييد المسائل الخلافية بشأن النووي الإيراني

نتنياهو ووزير الدفاع الأميركي (أرشيفية - أ ب)

توصلت إسرائيل إلى اتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة، على تحييد الخلافات بشأن العودة الأميركية المرتقبة إلى الاتفاق النووي مع إيران، بحسب ما ذكر تقرير إسرائيلي، مساء الأربعاء، والتركيز على المسائل التوافقية بين الجانبين؛ وذلك في ظل القناعة الإسرائيلية بأن العودة الأميركية إلى الاتفاق الموقع عام 2015، باتت مسألة وقت لا أكثر.

وجاء الاتفاق الأميركي الإسرائيلي على ضوء المباحثات التي أجراها رئيس مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الثلاثاء، مع نظيره الإسرائيلي، مئير بن شبات، في مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن، بحسب ما نقل المراسل السياسي لموقع "واللا"، باراك رافيد، عن مسؤولين إسرائيليين.

وشدد التقرير على أن إسرائيل تتعامل مع العودة الأميركية إلى الاتفاق النووي كمسألة وقت؛ إذ وصل بن شبات إلى واشنطن برسالة واضحة ومباشرة مفادها أن إسرائيل تعارض الاتفاق بشدة ومصممة على الحفاظ على حريتها في التحرك ضد إيران.

سوليفان يتوسط بن شبات وإردان (تصوير: السفارة الإسرائيلية)

إلا أن إسرائيل، وفقا للتقرير، لم ترغب في اقتصار محادثاتها مع الإدارة الأميركية على نقل رسائل معارضتها للاتفاق النووي، بل سعت إلى تحييد الخلافات في هذا الشأن، وبحث قضايا أخرى تتعلق بالملف الإيراني وتحظى بتوافق ولها أساس للتعاون، بين الجانبين، الأميركي والإسرائيلي.

وذكر التقرير أن بن شبات وسوليفان اجتمعا وجها لوجه في لقاء ثنائي استمر لمدة ساعتين.

ولاحقا انضم إلى الاجتماع كل من منسق مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، ومستشارة مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف - عن الجانب الأميركي؛ وسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة وواشنطن، غلعاد إردان، ومستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية للشؤون السياسية، رؤوفين عيزر - عن الجانب الإسرائيلي.

ولفت التقرير إلى أن مثل هذه المحادثات كانت تعقد في الماضي بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية مباشرة، لكن كون العلاقات مع إسرائيل ليست ضمن أولويات إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تجري الاتصالات بواسطة كبار المسؤولين من كلا الجانبين.

وأوضح التقرير أن المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، روب مالي، انضم إلى الاجتماع وأطلع المسؤولين الإسرائيليين على تقدم المباحثات الجارية في فيينا في محاولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني؛ قبل أن يغادر مالي واشنطن متجها إلى فيينا، الثلاثاء، لاستئناف المباحثات.

وشدد بن شبات وإردان، خلال المحادثات، على أن العودة إلى الاتفاق النووي من شأنها أن تقلل من فرص التوصل إلى اتفاق "أطول وأقوى" مع إيران، لكنهما أوضحا للجانب الأميركي أن إسرائيل معنية بتقديم رؤى ومقترحات حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه اتفاقية مستقبلية مع إيران، تحد من نفوذها الإقليمي وتقيد برنامجها الصاروخي.

المحادثات الأميركية الإسرائيلية في واشنطن (تصوير: السفارة الإسرائيلية)

وأوضح التقرير أن المسؤولين الإسرائيليين "توجسوا بشأن الموقف الأميركي قبل عقد المحادثات، إلا أن الجانب الإسرائيلي خرج راضيا عن المخرجات التي توصلوا إليها مع الجانب الأميركي"، وذكر مسؤولون إسرائيليون أن "الولايات المتحدة تحترم موقف إسرائيل إزاء إيران بغض النظر عن الخلاف في المواقف والرؤى".

واعتبر الجانب الإسرائيلي، بحسب التقرير أن "سوليفان وغيره من المسؤولين الأميركيين لديهم موقف إيجابي تجاه إسرائيل، دون أي تحيز شخصي أو أيديولوجي ضدها"؛ كما أعرب الجانب الإسرائيلي عن ارتياحه من صيغة بيان البيت الأبيض حول الاجتماع، والتشديد على "التهديد الإيراني للمنطقة ودعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وأوضح التقرير أن المباحثات شملت "النشاط الإيراني في المنطقة، والأوضاع في سورية ولبنان، واتفاقيات تطبيع ممكنة مع دولة عربية برعاية أميركية"، والاتفاقيات المماثلة التي وقعتها إسرائيل مع دول عربية بوساطة الإدارة الأميركية السابقة تحت عنوان "اتفاقيات أبراهام".

وخلصت المباحثات إلى تشكيل فريق مشترك لمواجهة "التهديدات الإيرانية"، بما في ذلك "تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، والصواريخ والأسلحة الإيرانية الدقيقة التي تقوم طهران بنقلها إلى حلفائها في الشرق الأوسط وتحديدا إلى حزب الله في سورية ولبنان واليمن".

رغم التفاؤل المعلن.. فجوات واسعة بين واشنطن وطهران

وادعى التقرير أنه على الرغم من التصريحات المتفائلة الصادرة عن الأطراف المشاركة في مباحثات فيينا، بما في ذلك الإيرانية والروسية والأوروبية، "لا تزال هناك فجوات كبيرة بين واشنطن وطهران". ونقل التقرير عن ثلاثة مصادر إسرائيلية وأميركية اطلعت على تفاصيل المحادثات في فيينا، قولهم إن "الأجواء داخل غرف التفاوض أقل إيجابية وأكثر صعوبة".

وفيما وصف مصدر أميركي، تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بـ"المفرطة في التفاؤل"، قال مصدر إسرائيلي إنه "قد لا يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن العودة إلى الاتفاق النووي قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/ يونيو المقبل".

التعليقات