30/04/2021 - 10:02

إسرائيل تضع قائمة مطالب أمنية "تعويضا" عن الاتفاق النووي

يتعزز الاعتقاد بإسرائيل بقرب توقيه اتفاق بين واشنطن وطهران، ومصادر سياسية إسرائيلية، تقول إن المداولات هذه المرة ستتناول تحسين آخر لقدرات سلاح الجو الإسرائيلي، وفي مقدمتها قدرات هجومية في "الدائرة الثالثة"

إسرائيل تضع قائمة مطالب أمنية

غانتس ووزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لدى زيارته إسرائيل، الشهر الحالي(أ.ب.)

يجري العمل في إسرائيل على إعداد قائمة مطالب أمنية أخرى من الولايات المتحدة، بعد توقيع الأخيرة على اتفاق نووي مع إيران، وذلك بعدما تعززت التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي بأن التوقيع على الاتفاق بين إدارة الرئيس جو بايدن وطهران بات أمرا منتهيا، وفق ما أفاد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.

وزار مسؤولون أمنيون إسرائيليون – رؤساء الموساد ومجلس الأمن القومي وشعبة الاستخبارات العسكرية والشعبة الإستراتيجية في الجيش - واشنطن خلال الأسبوع الحالي. ووُصفت هذه الزيارات في إسرائيل بأنها محاولة للتأثير على قرار إدارة بايدن ومحاولة منع عودتها إلى الاتفاق النووي، إلا أن هرئيل أشار إلى أن التعليمات التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لهذه الوفود "شملت تناقضات داخلية".

وأوعز نتنياهو للمسؤولين بالتعبير أمام نظرائهم الأميركيين عن معارضة الاتفاق النووي من دون مناقشته، بادعاء أنه عودة إلى الاتفاق الأص2لي الموقع عام 2015، "الذي يشكل خطرا على إسرائيل والمنطقة"، وأنه "إذا جرت في المستقبل اتصالات جدية حول اتفاق أفضل، فإن إسرائيل ستعبر عن رأيها".

وشدد هرئيل على أن تأثير إسرائيل على قرار إدارة بايدن في هذه القضية محدود جدا، وعزا ذلك إلى موقف نتنياهو. "خلافا لنتنياهو، يميل وزير الأمن، بيني غانتس، إلى الموقف الذي بموجبه يتعين على إسرائيل التركيز على الحفاظ على تفوقها الإستراتيجي بعد توقيع الاتفاق".

وأضاف أنه بتوجيه من غانتس، بدأ جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي بلورة أفكار أولية في مجالات بالإمكان فيها تحسين القدرات العسكرية الإسرائيلية، بمساعدة الولايات المتحدة. وذلك على غرار المطالب الإسرائيلية بالحصول على أسلحة أميركية متطورة في أعقاب صفقة بيع الولايات المتحدة طائرات "إف 35" للإمارات، في الصيف الماضي. وحصلت إسرائيل من إدارة ترامب، حينها، على تعهد بالحصول على أنواع أسلحة لم تكن متاحة لها من قبل.

ونقل هرئيل عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها إن المداولات هذه المرة ستتناول تحسين آخر لقدرات سلاح الجو الإسرائيلي، وفي مقدمتها قدرات هجومية في "الدائرة الثالثة"، بعيدا عن حدود إسرائيل.

وأضاف أن "هذه بمثابة بوليصة تأمين، في حال فشل الاتفاق ويتضح أن إيران خرقته وتقدمت باتجاه صناعة سلاحة نووي"، وأنه "خلال لقاءات هذا الأسبوع تم الاتفاق على الاستعداد لعناية مشتركة في تهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة عن بعد من صنع إيران، وتشكل خطرا بالنسبة للدولتين".

وأشار هرئيل إلى الأزمة في العلاقات بين إدارة بايدن ونتنياهو. "بايدن ملتزم بأمن إسرائيل، لكنه لا يسارع إلى منحها منافع... والمطروح الآن بالنسبة لإسرائيل مسائل عملية أكثر. أولا، رزمة التعويض، وإذا كانت ستتحقق. وثانيا، إذا طرح الأمريكيون ذلك، كيف سيكون موقف الإدارة تجاه إمكانية أن تستمر إسرائيل بالعمل بقواها الذاتية في حال اكتشفت أن إيران تواصل مخططاتها سرا".

وقال سفير إسرائيل في واشنطن والأمم المتحدة، غلعاد إردان، أمس، إن الولايات المتحدة وإيران ستتوصلان إلى اتفاق نووي "خلال أسابيع". وجاءت أقوال إردان خلال مقابلة أجراها معه موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، غداة لقائه ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك ساليفان، في واشنطن.

واعتبر إردان أنه "أقول هذا بأسف. الأميركيون أبلغونا بأنه توجد مصاعب في المفاوضات مقابل إيران، وما زالت التقديرات في إسرائيل أن الجانبين ستوصلان إلى تفاهم في الأسابيع القريبة".

وأضاف "ربما يوجد نقاش كهذا أو ذاك حول عدد العقوابات التي سيتم رفعها وكيف سيعودون للانصياع للاتفاق، لكن الإيرانيين رصدوا أنه توجد رغبة شاملة بالعودة إلى الاتفاق النووي القديم الذي وُقع خلال عهد أوباما. ونعتقد أن العودة إلى هذا الاتفاق السيء خطأ، وحتى أنها خطأ كبير".

التعليقات