30/07/2021 - 09:03

تقرير: "أمان" لا تعتقد أن إيران باتت "دولة عتبة نووية"

القلق في إسرائيل هو من فترة تريث متواصلة، تنتظر خلالها الولايات المتحدة تأقلم الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، مع منصبه الذي سينصب فيه نهاية الأسبوع المقبل، وخلال هذه الفترة تستمر إيران في التقدم في برنامجها النووي

تقرير:

رئيسي، الشهر الماضي (أ.ب.)

عاد مسؤولون إسرائيليون إلى استخدام مصطلح "عتبة نووية" في سياق الحديث عن إيران واحتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي معها. إلا أنه لا يوجد تعريف متفق عليه لمصطلح "دولة عتبة نووية"، كما أنه في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان") لا يعتقدون أن إيران "دولة عتبة نوويية"، وفق ما أفاد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.

وأضاف هرئيل أن هذه القضية لم تُستوضح مع الأميركيين، ولا يتفق المسؤولون في "أمان" مع تحذير رئيس الموساد الأسبق، داني ياتوم، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، من أنه بالرغم من إعلان إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنها ستمنع إيران من حيازة سلاح نووي، لكنها لن تمنعها من الوصول إلى مكانة "دولة عتبة نووية".

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير الخارجية، يائير لبيد، ادعيا خلال محادثات مع نظيريهما الأميركيين أن إيران تقترب من مكانة "دولة عتبة نووية". كذلك جاء في استعراض قدمه "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب إلى الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أن إيران تسعى إلى الاستقرار كدولة كهذه وتقصير المدة الزمنية للانطلاق نحو صنع سلاح نووي بشكل مستقل.

وأوضح هرئيل أنه ليس معروفا ما هي "دولة عتبة نووية". لكنه أشار إلى أن المعطى الذي يثير قلق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، هو ما يتعلق بالكمية المطلوبة من اليورانيوم المخصب من أجل صنع قبلة نووية واحدة. وأضاف أنه من أجل تحقيق ذلك، ثمة حاجة إلى 220 كيلوغرام من اليورانيوم بمستوى تخصيب 20%، وبعد ذلك رفع هذه النسبة إلى 93% من خلال عملية قصيرة جدا. وبهذه الوتيرة، ستصل إيران إلى مرحلة كهذه خلال شهرين إلى ستة أشهر. وفي حال وصول إيران إلى تخصيب بهذه النسبة ستصبح "دولة عتبة نووية".

وحسب هرئيل، فإن القلق في إسرائيل هو من فترة تريث متواصلة، تنتظر خلالها الولايات المتحدة تأقلم الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، مع منصبه الذي سينصب فيه نهاية الأسبوع المقبل، وخلال هذه الفترة تستمر إيران في التقدم في برنامجها النووي.

وفي حال التوقيع على الاتفاق النووي في نهاية المطاف، فإن التقديرات السائدة في جهاز الأمن الإسرائيلي هي أنه ستكون هناك احتمالات مرتفعة ألا يوافق الإيرانيون على الشروط الاصلية في الاتفاق السابق، من العام 2015، لأنها ستكون أقرب بكثير إلى القنبلة، رغم أن وضع إيران الداخلي والاقتصادي يواجه أزمة.

وتابع هرئيل أنه في خلفية ذلك، تواصل إيران وإسرائيل تبادل الضربات غير المعلنة، وخاصة في مجال السايبر. وفي الهشر الماضي، ترددت تقارير في إيران حول هجوم سيبراني واسع، شوش حركة القطارات في البلاد بالكامل. وإلى جانب ذلك، ظهر رقم هاتف مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، على لوحات الإعلانات الإلكترونية في محطات القطار، كمصدر لاستيضاح تفاصيل حول موعد إصلاح الخلل في شبكة القطارات.

واعتبر هرئيل أنه بالإمكان التقدير أن الإيرانيين فهموا الرسالة، وأنه تم نقلها بعد كشف وإحباط سلسلة هجمات إيرانية جديدة ضد بنية تحتية إسرائيلية بالغة الأهمية. "والمعركة إعلامية أيضا: فقد نشرت شبكة سكاي نيوز البريطانية، الأسبوع الحالي، وثائق سرية نُقلت إليها من ’مصادر استخباراتية غربية’، حسب قولها، وبينها خطة عسكرية للحرس الثوري الإيراني لهجوم سيبراني مستقبلي ضد سفن تجارية غربية".

ورأى هرئيل أن العمليات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة تتلاءم مع التوجه المعلن لرئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، قبل دخوله إلى منصبه. فقد دعا بينيت، قبل ثلاث سنوات، إلى أن يشعروا في إيران برد إسرائيل على هجمات ضدها، وليس في قطاع غزة أو لبنان فقط. "ويبدو أن بينيت أقل قلقا من إمكانية مقتل عناصر الحرس الثوري أو مقاتلي حزب الله في الهجمات الجوية المنسوبة لإسرائيل في سورية".

التعليقات