05/10/2021 - 22:15

عملية الموساد لتحديد مصير رون أراد: تضارب متواصل في الرواية الإسرائيلية

بدلت وسائل الإعلام الإسرائيلية من تعاطيها مع كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، عن عمليات الموساد التي نفذها الشهر الماضي، في محاولة للكشف عن معلومات جديدة حول مصير مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أسقطت طائرته في لبنان، عام 1986

عملية الموساد لتحديد مصير رون أراد: تضارب متواصل في الرواية الإسرائيلية

رون أراد (أرشيفية - أ ف ب)

بدلت وسائل الإعلام الإسرائيلية من تعاطيها مع كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، عن عمليات الموساد التي نفذها الشهر الماضي، في محاولة للكشف عن معلومات جديدة حول مصير مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أسقطت طائرته في لبنان، عام 1986، وفُقدت آثاره في أيار/ مايو العام 1988.

وبعد أن شككت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلا عن مصادر أمنية، بنجاح عمليات الموساد في تحصيل معلومات جديدة عن أراد، أو حتى تفاصيل تفيد بمحاولة التعرف على المصير الذي تعرض له ومكان تواجده أو موقع جثمانه؛ شددت التقارير التي وردت مساء، الثلاثاء، على أن "الموساد حصل على معلومات استخباراتية ذات جودة عالية تجعل إسرائيل أقرب إلى حل اللغز".

وتضاربت الروايات في إسرائيل أمس الإثنين، حول عمليات الموساد الشهر الماضي، في محاولة إسرائيلية لجمع معلومات جديدة عن مساعد الطيار الإسرائيلي الذي أُسقطت طائرته، بينما كانت في طريقها لقصف مواقع لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.

ومع إعلان بينيت بشكل مفاجئ أمس، خلال خطابه مع افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، تنفيذ عملية معقدة ومركبة قام بها الموساد لجمع معلومات جديدة عن مساعد الطيار المذكور، سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية بداية إلى النقل عن مصادر أمنية قولها إن العملية لم تكن ناجحة، بل فشلت في تحقيق الهدف المرجو منها.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الموساد الحالي دافيد برنياع، كان قد قال أخيرًا في أوساط مغلقة إن العملية رغم كونها "مركبة وجريئة وشجاعة"، وشملت عدة بلدان، إلا أنها "كانت فاشلة ولم تحقق أي نتائج، ولم تأتِ بمعلومات جديدة".

ومساء الثلاثاء، ذكرت القناة 12، نقلا عن مصدر أمني رفيع، قوله إن "الكشف عن العملية كان مخططا له وتم التنسيق حول الكشف عن هذه العمليات بين بينيت وبرنياع"، كما أنه تم إطلاع وزير الخارجية ووزير الحكومة البديل، يائير لبيد، على نية بينيت الكشف عن العملية، علما بأن وزير الأمن، بيني غانتس، لم يكن على علم بذلك، وأخطره بينيت بنيته الكشف عن عمليات الموساد، في اللحظة الأخيرة، أي قبل أن اعتلى الأخير منبر الكنيست لإلقاء خطابه.

وشدد المصدر الأمني على أن "الحديث يدور عن عملية كبيرة وغير عادية ولم يسبق لها مثيل إذ نفذت في العديد من الدول"، وأكد المصدر أن "الجيش الإسرائيلي والشاباك كانا شريكين مع الموساد في العملية".

وأضاف المصدر أنه "بفضل العملية، تم الحصول على معلومات استخباراتية عالية الجودة، تجعلنا نتركز في أماكن لم تكن بحوزتنا قبل العملية. سيسمح لنا ذلك بتنفيذ عمليات مستقبلية. العملية تقربنا من معرفة حقيقة ما حدث لرون أراد".

وقالت القناة 12، نقلا عن مصدرها الأمني، إن العملية وضعت إسرائيل على مسار محدد وباتت إسرائيل تركز عليه، بعد أن تعاملت أجهزة الأمن الإسرائيلية مع اتجاهات وسيناريوهات مختلفة تتعلق بمصير مساعد الطيار الإسرائيلي.

من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") التي كانت قد قللت من الإنجاز الذي حاول تصويره بينيت، الإثنين، وأشارت إلى أن العملية كانت "فاشلة"؛ ذكرت، الثلاثاء، نقلا عن مصدر أمني، قوله إن "العملية أدت إلى الكشف عن ‘معلومات جديدة ولكنها ليست غير مسبوقة‘"، على حد تعبيره.

وأضافت القناة أن كشف بينيت عن العملية، وفقا لتقديرات الأجهزة الأمنية، "يجعل إيران تشعر بالإهانة ويزيد من رغبتها في الانتقام من إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه لا يضر بالأمن القومي الإسرائيلي".

ما الذي دفع بينيت إلى الكشف عن عمليات الموساد؟

ويستدل من مختلف التقارير الواردة في هذا السياق أن عملية الموساد شملت فحص معلومات أولية مختلفة كانت قد وصلت إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حول مصير رون أراد من عدة دول عربية، لاستبعاد الاحتمالات الضعيفة والتبيّن من مصداقية المعلومات التي تم تجميعها وغربلتها لمعرفة ما هو حقيقي وما هو ملفق.

وقّدر المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، الثلاثاء، أن توقيت الكشف عن العملية يتعلق بتوجيه رسائل مباشرة إلى إيران والنظام في سورية الذين "على ما يبدو"، لاحظوا أو رصدوا عملية الموساد.

وذكر بن يشاي أن رسالة بينيت إلى إيران مفادها أن عملية الموساد لم تكن جزءا من "المعركة بين حربين" (العمل ضد أهداف دون التسبب بنشوب حرب واسعة ويشار إليها إسرائيليا للحديث عن الهجمات الإسرائيلية في سورية ولبنان والعراق واليمن وغيرها من المواقع)، ولم تكن كذلك انتقاما إسرائيليا للرد على المحاولات الإيرانية الأخيرة لشن هجمات على أهداف إسرائيلية في قبرص وكولومبيا.

وأضاف بن يشاي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أراد أن يوضح للإيرانيين أن الحديث عن "عملية سرية نفذت لأسباب ودوافع إنسانية وليس لأسباب أخرى، وكانت تهدف إلى شيء واحد: الرغبة في معرفة ما حدث لأراد، ومكان دفنه".

وتابع أن "إسرائيل أرادت التأكيد بواسطة أعلى المستويات في السلطة (رئيس الحكومة) على أن العملية لا علاقة لها بالحرب السرية بين إيران وإسرائيل في سياق الأنشطة النووية، أو محاولات إيران للتموضع العسكري في المنطقة أو الأنشطة التي تنفذها إيران ضد إسرائيل عبر أذرعها في الشرق الأوسط".

واعتبر بن يشاي أن إسرائيل قررت توجيه الرسالة حول "تنفيذ عملية إنسانية منفصلة عن الحرب السرية الدائرة مع إيران وبعيدة كل البعد عنها" لتجنب رد إيراني عنيف وخطير يتناسب مع حجم عمليات الموساد في سياق "المعركة بين حربين" أو التي تستهدف من خلالها المنشآت النووية الإيرانية.

التعليقات