13/10/2021 - 21:22

لبيد: تأخير المفاوضات تقرب إيران من النووي؛ بلينكن: جاهزون للجوء إلى "خيارات أخرى"

حذّر وزير الخارجية الأميركي من أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى "خيارات أخرى" إذا فشل المسار الدبلوماسي على صعيد البرنامج النووي الإيراني، فيما أكد لبيد، أن بلاده تحتفظ بحق استخدام القوة ضد طهران. 

لبيد: تأخير المفاوضات تقرب إيران من النووي؛ بلينكن: جاهزون للجوء إلى

(مكتب الصحافة الحكومي)

حذّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم، الأربعاء، من أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى "خيارات أخرى" إذا فشل المسار الدبلوماسي على صعيد البرنامج النووي الإيراني، فيما أكد نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، أن بلاده تحتفظ بحق استخدام القوة ضد طهران.

وقال بلينكن في تصريح للصحافيين إنه يأمل نجاح المحادثات مع إيران إلا أنه حذّر من أن الهامش المتاح "آخذ بالانحسار". وفي رد على تلويح نظيره الإسرائيلي، لبيد، باستخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية، قال بلينكن باقتضاب "نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغيّر إيران مسارها".

وجاءت هذه التصريحات في أعقاب اجتماع ثلاثي عقده بلينكن مع نظيريه الإسرائيلي، لبيد، والإماراتي، عبد الله بن زايد، في العاصمة الأميركية واشنطن. وقال لبيد: "محور زيارتي هنا هو القلق من سباق إيران (باتجاه الحصول) على قدرة نووية. أصبحت إيران دولة عتبة نووية. كل يوم يمر وكل تأخير إضافي في المفاوضات يجعل إيران أقرب إلى (تطوير) قنبلة" نووية.

وأضاف لبيد أن "إسرائيل تحتفظ بإمكانية وحق العمل ضد المشروع النووي الإيراني في في توقيت وأي موقف وبأي شكل من الأشكال. هذا ليس حقنا فقط، بل واجبنا. تقول إيران علانية إنها تريد محونا من على وجه الأرض. وليس لدينا نية بأن نتعرض للإبادة".

وأضاف "نحن نكتب فصلا جديدا في التاريخ. إنه تحالف من المعتدلين يتعامل مع الحياة بأمل وتفاؤل لاستشراف المستقبل. أشكركما على هذا التحالف، على الصداقة، فهو يلهم جميع أنحاء العالم بالأمل".

وشدد لبيد على أن "الخيارات الأخرى مع إيران مطروحة للنقاش إذا فشلت الجهود الدبلوماسية والجميع يعلم ماهي الخيارات الأخرى"، وخاطب نظيريه الأميركي والإماراتي قائلا: "علينا أن نتحرك سويا إذا ما طورت إيران سلاحا نوويا".

من جانبه، قال بلينكن إنه "علينا أن نبني على جهود الإدارة السابقة ونشجع التطبيع لأننا نؤمن أنه سبيل التقدم"، وأضاف "حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتأمين الاستقرار والسلم في المنطقة"، معتبرا أنه "بإمكان كل من إسرائيل والإمارات أن تتعاونا من أجل صالح المنطقة والعالم".

وقال وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، إن الولايات المتحدة تعتبر أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل" لجنّب حيازة الجمهورية الإسلامية السلاح النووي. لكنّه أشار بحزم أكبر من السابق إلى قرب نفاد صبره في ظل التعليق المستمر منذ حزيران/ يونيو للمفاوضات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق الدولي المبرم في العام 2015 بين إيران والدول الكبرى.

وقال بلينكن إن "الحوار يتطلّب طرفين ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران" للانخراط في الحوار، وهو ذكّر بأن الهامش المتاح "آخذ بالانحسار". وتجنب الوزير الأميركي تحديد موعد انتهاء المفاوضات في فيينا الرامية لإعادة إحاء الاتفاق النووي بعودة واشنطن إليه والتزان إيران بالقيود المنصوص عليها في الاتفاق.

وأضاف بلينكن "نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغيّر إيران مسارها". من جهته قال لبيد "أظن أن العالم بأسره يفهم ماهية ‘الخيارات الأخرى‘"، وقال لبيد إنه "يتعين على العالم في بعض الأحيان إظهار قوته للتأكد من أن إيران تتفهم تداعيات هرولتها باتجاه التحول إلى دولة ذات عتبة نووية".

ووفقا لصحيفة "هآرتس" فإن الخلافات بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، برزت خلال الاجتماع، فبينما صرح بلينكن أن "إيران لن تمتلك أسلحة نووية"، حدد لبيد تحولها إلى "دولة عتبة نووية" كهدف يجب على إسرائيل إحباطه.

بدوره، قال لبيد إن المفاوضات بين إيران ودول العالم متوقفة وأن "الإيرانيين يحاولون كسب الوقت لخداع العالم. يواصلون تخصيب اليورانيوم وتطوير برنامجهم للصواريخ الباليستية".

وفي ما يتعلق بإعادة واشنطن فتح القنصلية الأميركية في القدس المعنية بالعلاقات الأميركية - الفلسطينية، أكد بلينكن إن البيت الأبيض عازم على المضي قدم باتجاه إعادة فتح القنصلية كجزء من "تعزيز العلاقات مع الفلسطينيين"، وذلك على الرغم من معارضة إسرائيل الشديدة لهذه الخطوة.

أعلن بلينكن في خطابه عن إنشاء فريقين مشتركين يضمان ممثلين عن إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة، يعنى الأول بقضايا "التعايش والأمور الدينية لتعزيز التسامح الذي سيسمح لمختلف الديانات بممارسة العبادة دون عنف"، على حد تعبيره؛ فيما يعنى الفريق الثاني على تعزيز قضايا البنية التحتية للطاقة والمياه بين الدول الثلاث.

ويسعى لبيد خلال زيارته واشنطن إلى مطالبة إدارة الرئيس جو بايدن بإعداد "خطة بديلة" في حال فشل المسار الدبلوماسي مع إيران. وبدأ الأميركيون يتحدّثون أكثر فأكثر عن ضرورة إعداد خطط بديلة في ملف إيران النووي.

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال المبعوث الأميركي المكلف الملف الإيراني، روب مالي، الذي قاد المفاوضات غير المباشرة مع إيران في وقت سابق من العام الحالي، "إننا واقعيون. نحن ندرك أن هناك على الأقل احتمالا كبيرا بأن تختار طهران مسارا مغايرا، وعلينا أن ننسّق مع إسرائيل ومع حلفائنا في المنطقة".

وبعد لقائهما الثنائي، عقد بلينكن ولبيد، الأربعاء، لقاء ثلاثيا مع وزير الخارجية الإماراتي، بن زايد، في مسعى يرمي لاستئناف دينامية اتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، برعاية أميركية.

التعليقات