29/11/2021 - 12:50

مئات الضحايا سنويا: إسرائيل بدون ثقافة أمان بالعمل

تقرير: مديرية الأمان في العمل، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن الإشراف على مواقع العمل وإنفاذ القانون فيها، ليس لديها معطيات حول ضحايا حوادث العمل. وأمراض العمل هي تحت الرادار والأعداد أضعاف القتلى وتزيد عن ألف سنويا

مئات الضحايا سنويا: إسرائيل بدون ثقافة أمان بالعمل

(توضيحية - تصوير طاقم إنقاذ)

لقي 59 عاملا مصرعهم في حوادث عمل، منذ بداية العام الحالي، أكثر من نصفهم في ورشات بناء، إلى جانب مئات أصيبوا في حوادث كهذه. إلا أن مديرية الأمان في العمل، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن الإشراف على مواقع العمل وإنفاذ القانون فيها، ليس لديها تقارير أو معطيات حول ضحايا حوادث العمل.

كما أن تفاصيل آلاف العالمين الذين أصيبوا من جراء تعرضهم لمواد خطيرة، أو أصيبوا بأمراض أثناء عملهم، ليست متوفرة ولا يمكن العثور عليها في مكان. "لا أحد يأبه بهم" بحسب تقرير نشره موقع "زمان يسرائيل" الإخباري اليوم، الإثنين.

وقال رئيس اللجنة الاستشارية للبناء في جمعية "مكتب المسؤولين عن الأمان"، رومان فوبولوتسكي، إنه "لا توجد عملية جمع معلومات منتظمة في مديرية الأمان، وعندما يتحدثون عن نسبة الحوادث التي ارتفعت أو تراجعت، فإنه هذا يستند إلى عدد القتلى أو معطيات التأمين الوطني. وفعليا، لا أحد يعلم بعدد الحوادث ولا يوجد إلزام بإعطاء تقارير، كما أن ما تم جمعه من معطيات لا ينشر بصورة صحيحة. وخط العامل ليست الهيئة التي يفترض أن تنشر معطيات كهذه". علما أنها تسعى إلى جمع معطيات حول حوادث العمل.

وأكد رئيس الجمعية، المحامي رونس سَديه، على أنه "لا يوجد تقدير حول عدد الوفيات من جراء عدم الحفاظ على النظافة في العمل. وأمراض العمل هي تحت الرادار والأعداد أضعاف القتلى في حوادث تقع في المرافق الاقتصادية، وتزيد عن ألف سنويا. ونحن نعلم عن 80 قتيلا في حوادث عمل سنويا، وعن الباقين لا نعلم، وبين أسباب ذلك أنهم من فئات مستضعفة".

ولقي أربعة عمال مصرعهم في حوادث عمل، الأسبوع الماضي. فقد سقط على أحدهم (60 عاما) جسم ثقيل أثناء عمله في منطقة الشمال، وعلق آخر (40 عاما) تحت رافعة في مصنع "مكسيما" في النقب، وسقط شاب (20 عاما) من نابلس عن شاحنة نفايات ودهسته الشاحنة نفسها في وادي عارة. وسقط لوح من الحديد على عامل صيني (50 عاما).

ويعمل في مديرية الأمان نحو 100 مفتش في ورشات عمل، وواضح أنه مع هذا العدد يستحيل تغطية مراقبة 15 ألف ورشة بناء وعدة آلاف أخرى من المصانع.

وقال سديه إنه في الجمعية التي يرأسها يوجد 4500 مفتش أمان في أماكن العمل. وأضاف أنه "في شركات مثل إنتل، تنوفا، أوسيم، الصناعات العسكرية والجوية والمنشآت الأمنية، يعتبر المسؤول عن الأمان كانه نعمة، لأن المشغل يعلم أنه يحافظ عليه".

وتابع "لكن في أماكن لا توجد فيها ثقافة أمان في العمل، وخاصة في ورشات البناء، فإن المسؤول عن الأمان يساوي قشرة ثوم. وتوجد أماكن في مجال البناء التي تحرص على الأمان في العمل، لكن عددها لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة".

ولفت سديه إلى أن "المسؤول عن الأمان في العمل لا يحظى بحماية قانونية، وبالإمكان إقاله بذريعة أخرى ليست استيفاء شروط الأمان. وهذا يعني أنه إذا أراد إيقاف العمل لأن عاملا لا يضع نظارات وقائية أو لا يحتذي حذاء آمنا، عندها سيقول له المشغل إنه ليس بحاجة إليه ويطرده من العمل. وهنا نحن نواجه مشكلة لأنه لا توجد في دولة إسرائيل ثقافة أمان في العمل".

التعليقات