08/03/2022 - 15:09

خبير: اليهود في أوكرانيا 40 ألفا وفي روسيا 150 ألفا

شاكيد تزعم أنه "يوجد في أوكرانيا نحو 200 ألف مستحق (للهجرة إلى إسرائيل) وفي روسيا 600 ألف"، لكن يبدو أن هذا الادعاء هو ذريعة لتعامل إسرائيل الصارم مع اللاجئين غير اليهود القادمين إلى إسرائيل هربا من الحرب

خبير: اليهود في أوكرانيا 40 ألفا وفي روسيا 150 ألفا

لاجئون أوكرانيون وصلوا إلى إسرائيل، اليوم (أ.ب.)

يدعي المسؤولون الإسرائيليون أنهم يتوقعون موجة هجرة يهودية إلى البلاد في أعقاب الحرب في أوكرانيا، لكن يبدو أن هذا الادعاء هو ذريعة لتعامل إسرائيل الصارم مع اللاجئين غير اليهود القادمين إلى إسرائيل هربا من الحرب.

وقالت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييليت شاكيد، أمس الإثنين، إن إسرائيل تستعد لاستيعاب 100 الف مهاجر أوكراني يهودي. وزعمت أنه "يوجد في أوكرانيا نحو 200 ألف مستحق (للهجرة إلى إسرائيل) وفي روسيا 600 ألف"، وذلك بموجب "قانون العودة الذي يسمح لليهود من أنحاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل والحصول على مواطنة فيها.

واعتبرت سلطة السكان والهجرة، التابعة لوزارة شاكيد، أنها تستعد "لاستيعاب مئات آلاف اليهود من أوكرانيا وروسيا ودول مجاورة".

وفوجئ كبير خبراء الديمغرافيا الإسرائيليين والمتخصص في الجاليات اليهودية في العالم وأنماط هجرتهم، بروفيسور سيرجيو ديلا فيرغولا، من هذه المعطيات. ونقلت صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الثلاثاء، عنه قوله إنه "أنصح الوزيرة شاكيد والهيئات الأخرى المسؤولة عن الهجرة اليهودية إلى إسرائيل أن تكون حذرة، لأنه على الأرجح ألا نرى هجرة كبيرة لمئات الآلاف إلى إسرائيل. وهذه التقديرات ليست واقعية".

وأضاف ديلا فرغولا أنه "من الأفضل أن تركز الحكومة على استيعاب لائق واندماج في المجتمع والعمل لأولئك الذين سيأتون فعلا. ونحن نقدر أحيانا أن أي يهودي يرغب بالهجرة إلى البلاد، لكن هذا ليس الواقع للأسف".

وأوضح ديلا فيرغولا أنه في أوكرانيا وروسيا لم يتبقَ مئات آلاف اليهود الذين بإمكانهم الهجرة إلى إسرائيل. "لا يمكن دفع يهود أكثر من أولئك الذين يعيشون هناك إلى الهجرة إلى البلاد. وتبين المعطيات أن مئات آلاف اليهود الذي عاشوا في أوكرانيا قد هاجروا منها. ومنذ التسعينيات، غادر هذه الدولة قرابة 90% من اليهود الذين كانوا يعيشون فيها، ومعظمهم هاجروا إلى إسرائيل، وأولئك الذين بقوا اختاروا البقاء فيها حتى اليوم. وأتوقع زيادة في الهجرة، لكن توقع أعدادا عملاقة هو وهم".

وبعد أن أكد عدم وجود مئات الآلاف من اليهود في أوكرانيا، قال ديلا فيرغولا إنه "يعيش في أوكرانيا 40 الف يهودي. والحكومة تقدر أنه ستبدأ هنا هجرة بحجم الهجرة الكبرى من دول الاتحاد السوفييتي السابق. وفي بداية التسعينيات، هاجر إلى البلاد نحو 500 ألف يهودي على مدار سنتين. لكن خلفية الهجرة حينها كانت الانهيار المطلق للاتحاد السوفييتي، وعندما كان هناك نقصا بالطعام والشراب، ومنذئذ هاجر معظم اليهود من هناك".

وأضاف أن "الحقيقة هي أن الاقلية اليهودية التي بقيت في هذه الدول لم ترغب بالهجرة منها طوال الثلاثين عاما الأخيرة، رغم أنه سنحت عدة فرص للقيام بذلك. ومن الجائز أن مكانتهم الاقتصادية، علاقاتهم أو وظائفهم كانت أعلى في سلم أولوياتهم، أو أن هويتهم القومية كأوكرانيين كانت أقوى. وفي جميع الأحوال، مرساتهم موجودة هناك. فالبشر يتصرفون بموجب اعتبارات عملية، ولم تكن الظروف التي اقترحتها عليهم إسرائيل كانت ملائمة لهم. وبالإمكان تشجيع هجرة مكثفة في حال وجود ظروف متطرفة فقط".

وينشر ديلا فيرغولا سنويا معطيات حول حجم الجاليات اليهودية في إسرائيل ودول العالم، استنادا إلى أبحاث أجريت على مدار سنين طويلة. ووفقا للمعطيات التي بحوزته، يعيش في روسيا حاليا قرابة 150 ألف يهودي، بينما كان عددهم 466 ألفا في العام 1991. ويعيش في أوكرانيا قرابة 42 ألف يهودي، وكان عددهم 388 ألفا في العام 1991. ومعظم اليهود هاجروا منذ ذلك الحين إلى إسرائيل، وإلى دول أخرى أيضا مثل الولايات المتحدة وكندا وألمانيا.

وتشمل معطيات ديلا فيرغولا أشخاصا يُعرّفون أنهم يهود وفقا لهوية الأم، لكن الحق بالهجرة إلى إسرائيل بموجب "قانون العودة" يتجاوز هذا التعريف، وحتى لو لم يكونوا يهودا. ويزود ديلا فيرغولا معطيات كهذه لوزارة الداخلية، رغم أنه يشكك في رغبتهم في الهجرة إلى إسرائيل.

وتساءل "لماذا يتعين على شخص ليس يهوديا ولم يسمع عن إسرائيل أبدا أن يترك كل شيء ويهاجر إلى البلاد؟ وحتى في حالة الحرب، هناك دول جذابة أكثر. كما أن مستحقي قانون العودة غير اليهود يواجهون مصاعب وقيود في البلاد تمنعهم من الهجرة إلى هنا". ويقدر ديلا فيرغولا أن بضعة آلاف اليهود، ولن يتجاوز عشرة آلاف، قد يهاجرون من أوكرانيا إلى إسرائيل.

التعليقات