13/04/2022 - 13:31

قبر يوسف: قائد القوة الإسرائيلية خرق الأوامر ونسق مع المستوطنين

مسؤولون أمنيون إسرائيليون يقولون إن الضابط عمل بشكل مناقض لأوامر قائد الضفة الغربية العسكري، أثناء ترميم قبر يوسف، ونسق مع المستوطنين عمليات الترميم والبث المباشر لها وتسبب بمواجهات وارتقاء شهيد

قبر يوسف: قائد القوة الإسرائيلية خرق الأوامر ونسق مع المستوطنين

مواجهات في نابلس، اليوم ( Getty Images)

قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن قائد "لواء السامرة" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، روعي تسفايغ، عمل في قبر يوسف في مدينة نابلس، صباح اليوم الأربعاء، بشكل مناقض لأوامر قائد المنطقة الوسطى العسكري، يهودا فوكس، أثناء ترميم القبر، وفق ما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني.

وكان قد تقرر توجه القوة العسكرية إلى قبر يوسف بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، لكن تسفيغ التقى مع أعضاء كنيست من أحزاب اليمين ورئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، يوسي داغان، وصادق على دخول وسائل إعلام لتبث أعمال الترميم مباشرة، وذلك بالرغم من أن أوامر فوكس قضت بالامتناع عن نشر عمليات الترميم قبل إنهائها من أجل "منع تشكيل خطر على حياة الأفراد".

وخلال ذلك دارت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بالقرب من قبر يوسف، في أعقاب النشر عن عمليات ترميم. ما أسفر عن استشهاد المحامي محمد حسن عساف بنيران الاحتلال أثناء مروره بالقرب من قبر يوسف، وأصيب عدد من الفلسطينيين بجروح، جراح أحدهم بالغة بعد أن دهسته مركبة عسكرية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني قوله إنه "تقرر بشكل قاطع أن تجري العملية بدون وسائل إعلام، من دون علاقات عامة، وقائد اللواء قرر بكل بساطة الاستخفاف بالجميع". وقال مسؤول أمني آخر إن أداء تسفيغ "شكل خطرا على حياة الجنود".

وصادق قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، يهودا فوكس، أمس، على خطة عسكرية تشمل دخول قوات إلى قبر يوسف لتنفيذ ترميمات فيه. "وتقرر بقرار مشترك للجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية أن يدخل الجيش إلى المكان بمرافقة شركة مقاولات لترميم المكان من الداخل، بينما ترمم السلطة المكان من الخارج".

أعمال ترميم داخل قبر يوسف، اليوم (تصوير المستوطنين)

وأوعز فوكس، في أعقاب مداولات أمس، للقوة العسكرية الإسرائيلية، وبضمنها تسفيغ، بأن يكون دخولهم إلى نابلس من دون تغطية إعلامية، وأوعز لقادة المستوطنين وتسفيغ بعدم النشر عن الترميمات إلى حين خروج جميع الجنود ووصولهم إلى قاعدتهم العسكرية.

وأضافت الصحيفة أن "فوكس شدد على أن نشرا مسبقا عن هذه العملية قد يضع حياة الجنود في خطر، وأشار إلى أن الاستخبارات العسكرية تقدر أن مجموعات مسلحة من مخيم بلاطة للاجئين ستحاول منع دخول الجنود إلى منطقة القبر. وأضاف أن ترميم المكان يتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، ولذلك ثمة أهمية لعدم التسبب بحرج لها".

إلا أن تسفيغ عمل بشكل مناقض، وفقا للصحيفة، وبعد المداولات التي أجراها فوكس، التقى تسفيغ مع عضوي الكنيست المتطرفين أوريت ستروك، من الصهيونية الدينية، ويوءاف كيش، من حزب الليكود، وكذلك مع رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، يوسي داغان، وصادق على أن يحضر الأخير وسائل إعلام. كذلك وافق تسفيغ على طلب عضوي الكنيست وداغان باستئجار خدمات شركة المقاولات "هار كفير" التي تنفذ أعمال بناء في المستوطنات.

وأصدر مجلس المستوطنات في شمال الضفة بيانا حول العمل في قبر يوسف في الساعة السابعة من صباح اليوم، وفيما كان الجنود لا يزالون في المكان. واقتبس البيان تسفيغ يقول للجنود لدى دخولهم إلى المكان إنه "في هذا المكان وُعِد سيدنا إبراهيم، كما قيل ’لنسلك أعطي هذه الأرض’. ولا نعمل اليوم كاللصوص، وإنما كأبناء ملوك. وهكذا نحظى باستعادة كرامة البلاد وشعب إسرائيل". ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية وأمنية قولها إن تسفيغ حول عملية عسكرية إلى قومية واستفزازية تجاه السلطة الفلسطينية.

وقال مسؤول أمني إسرائيل إن "قائد لواء يجلس مع أعضاء في المعارضة، ناشطين في اليمين، ورؤساء مجلس من المستوطنات ويتفق معهم على أمور مناقضة لموقف اللواء 0قائد المنطقة العسكرية فوكس) هو بداية انهيار.وتسفيغ سعى إلى الحصول على تأييد جهات يمينية كي تضمن مستقبله في الجيش".

وتساءل مسؤول أمني رفيع آخر، "لماذا يسمح الجيش الإسرائيلي بحدث قد يسبب تصعيدا خلال شهر رمضان وقبل ليلة الفصح اليهودي؟".

التعليقات