04/05/2022 - 23:15

الاحتلال يسمح باستئناف الاقتحامات ويبيح الأقصى للمستوطنين

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم، الأربعاء، أنها ستعيد فتح باحات المسجد الأقصى أمام اقتحامات جماعات المستوطنين المتطرفين، يوم غد الخميس، وسط دعوات يمينية بمشاركة واسعة في الاقتحامات المتوقعة. 

الاحتلال يسمح باستئناف الاقتحامات ويبيح الأقصى للمستوطنين

(Getty Images)

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم، الأربعاء، أنها ستعيد فتح باحات المسجد الأقصى أمام اقتحامات جماعات المستوطنين المتطرفين، يوم غد الخميس، وسط دعوات يمينية بمشاركة واسعة في الاقتحامات المتوقعة.

وجاء في بيان صدر عن "منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق" المحتلة، أنه "مع نهاية شهر رمضان وعيد الفطر، اعتبارًا من يوم غد الخميس 5 أيار/ مايو الجاري، تستأنف زيارات السياح الأجانب والمواطنين الإسرائيليين إلى الحرم القدسي الشريف".

وفي محاولة لفرض روايته حول الأمر القائم في القدس، والمضي قدما في مساعيه في التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى، تابع الاحتلال أن الاقتحامات ستستأنف "وفقا لأوقات وقواعد الزيارة القائمة في الوضع الاعتيادي إلى جانب استمرار دخول المسلمين لأداء الصلوات مثل ما يتم دائمًا طوال أيام السنة".

وزعم الاحتلال أنه "لا يوجد أي تغيير في النظام المتبع منذ سنوات. شرطة إسرائيل تواصل الحفاظ على حرية العبادة لجميع الديانات في أورشليم القدس ومنع المشاغبين من الإخلال بالنظام العام".

(Getty Images)

ويتضح من الدعوات التي أطلقتها المنظمات الاستيطانية وأنصار اليمين إلى اقتحام الأقصى، أن الاحتلال سيسمح باقتحام المسجد الأقصى على فترتين، صباحية ومسائية، بحيث تبدأ الأولى الساعة السابعة صباحا وتستمر حتى الساعة الحادية عشرة ظهرا، فيما تبدأ الفترة المسائية في الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وتستمر لمدة ساعة.

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية قد أوقفت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى لفترة الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر، إثر توترات أدت لمواجهات مع الشبان الفلسطينيين، على خلفية الاقتحامات المتكررة والاعتداءات على المصلين والمعتكفين.

إجراءات مشددة للاحتلال في القدس

وشرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتطبيق إجراءات أمنية مشددة اعتبارا من مساء الأربعاء في القدس المحتلة، في مقابل تعالي الدعوات للرباط والاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات واسعة يخطط لها المستوطنون غداً الخميس.

وعززت قوات الاحتلال انتشارها في معظم أنحاء القدس المحتلة، ونفذت اعتقالات وأبعدت نشطاء في المدينة، ضمن استعداداتها للاحتفال باحتلال الأراضي الفلسطينية في ذكرى ما يسمى "يوم الاستقلال"، والمقرر أن يتخلله محاولات المستوطنين رفع العلم الإسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى.

وجدد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، عكرمة صبري، دعوته للمواطنين من القدس ومن مدن فلسطين المحتلة للرباط والاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى للدفاع عنه وحمايته.

هذا وأفادت تقارير وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي نشر بطاريات "القبة الحديدية" في القدس، تحسبا لإطلاق صواريخ من قطاع غزة على خلفية تنظيم مستوطنين لاقتحامات استيطانية في للأقصى.

وذكرت التقارير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لإمكانية التصعيد الأمني في الضفة الغربية المحتلة، واحتمالية وقوع عمليات في الداخل الفلسطيني، في أعقاب السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى.

(Getty Images)

بدورها، جددت الأمم المتحدة، مساء الأربعاء، دعوتها إلى الحفاظ على "الوضع القائم" للأماكن المقدسة في مدينة القدس، وحثت على عدم القيام بأي أفعال استفزازية، وذلك في مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، ستيفان دوجاريك.

وقال دوجاريك، عشية دعوات جماعات متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى، إن "موقفنا إزاء الأماكن المقدسة بالقدس، هو أن يبقى الوضع القائم كما هو دون تغيير (..) ونحث الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) على عدم القيام بأي أفعال استفزازية".

وأضاف: "لا شك لدي في أن المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط (تور وينسلاند) باق على اتصال بكل الأطراف المعنية في هذا الصدد".

وقبل أيام، دعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى، الخميس، بالتزامن مع ذكرى الإعلان عن قيام إسرائيل عام 1948 أو ما يعرف لديهم بـ"يوم الاستقلال".

كما دعت جماعة "نشطاء لأجل الهيكل" اليمينية، في بيان، إلى "الاحتفال بالاستقلال في جبل الهيكل (في إشارة إلى المسجد الأقصى) والتلويح بالعلم وترديد النشيد الإسرائيلي".

(Getty Images)

في المقابل، حذرت حركة "حماس"، في بيان صدر عنها مساء الأربعاء، من اقتحام المسجد الأقصى، معتبرة ذلك "لعبا بالنار وجرا للمنطقة إلى أتون تصعيد".

وحمل البيان، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد المحتمل، داعيا الفلسطينيين إلى "الاحتشاد في المسجد الأقصى، والاستنفار في مدينة القدس".

مزاعم الاحتلال: "محاولات للتحريض على العنف"

في المقابل، قال الاحتلال الإسرائيلي في بيان نشر عن شرطته: "انتشرت خلال الأيام الماضية، منشورات تحريض على العنف في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب العديد من المنشورات الكاذبة والمزيفة حول ‘جبل الهيكل‘ (الحرم القدسي)، من أجل إثارة المنطقة والتحريض على العنف والاضطرابات".

(Getty Images)

وأضاف "يتم بث هذه المنشورات من قبل المنظمات الإرهابية التي تحاول استخدام ‘جبل الهيكل‘ والشبان لخدمة أغراضهم"، وادعت أن "هذه منشورات كاذبة لا صلة لها بالواقع وتنشر لتضليل الجمهور والتصعيد والتحريض".

وتابعت "سيتضح لاحقا أن المحاولة الخاطئة والسخيفة لاستغلال الأماكن المقدسة للتحريض والعنف وخدمة أغراض التنظيمات الإرهابية وجهات معادية وأصحاب مصالح أجنبية من أي نوع - لن تؤدي إلى تغيير في الواقع على الأرض".

وزعمت أنه "لا يوجد تغيير ولا يتوقع أي تغيير في الممارسة التي كانت قائمة لسنوات عديدة في ‘جبل الهيكل‘ والأماكن المقدسة بشكل عام، سواء في سياق صلاة المسلمين هناك أو الزيارات السياحية من الخارج والإسرائيليين وفقًا لساعات الزيارة المقبولة".

وهددت شرطة الاحتلال بـ"كل شخص يخل بالنظام العام ويحرض على العنف والشغب من أي نوع، ويحاول دعم أنشطة المنظمات الإرهابية (في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية) سيتم التعامل معه بقوة وحزم وبدون تسامح، وباستخدام جميع الوسائل الموجودة تحت تصرفنا".

التعليقات