04/05/2022 - 19:51

فصائل المقاومة في غزة: دعوات اقتحام الأقصى تستوجب التأهب لمعركة مفتوحة

أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، اليوم الأربعاء، أن الدعوات الصهيونية لاقتحام المسجد الأقصى يوم غد، الخميس، "تسعّر نار الحرب على شعبنا ومقدساتنا، وتستوجب التأهب لمعركة مفتوحة".

فصائل المقاومة في غزة: دعوات اقتحام الأقصى تستوجب التأهب لمعركة مفتوحة

(Getty Images)

أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، اليوم الأربعاء، أن الدعوات الصهيونية لاقتحام المسجد الأقصى يوم غد، الخميس، "تسعّر نار الحرب على شعبنا ومقدساتنا، وتستوجب التأهب لمعركة مفتوحة".

وحمّلت الفصائل، في بيان، سلكات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن تداعيات هذه الدعوات، مشددة على أنه "لن نتراجع عن الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا مهما بلغت التضحيات".

وحذرت "الاحتلال وقيادته المأزومة من الاعتداء على المسجد الأقصى والسماح لجماعات الإرهاب اليمينية المتطرفة من اقتحام الأقصى وتدنيسه.

وشددت الفصائل على أن "هذا العدوان الإجرامي على شعبنا ومقدساتنا يستوجب على الجميع التأهب لمعركة مفتوحة تزلزل أركان الكيان وتثبت حقنا الكامل في أرضنا وقدسنا".

(Getty Images)

ودعت فصائل المقاومة أبناء الشعب الفلسطيني إلى "شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، والتصدي لاقتحامات المغتصبين الصهاينة التي تحميها الحكومة الصهيونية وتهدف لتطبيق مخططات التقسيم الزماني والمكاني على أرض الواقع".

وفي بيان منفصل، حذّرت حركة "حماس"، في بيان صدر عنها اليوم، من سماح السلطات الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، على خلفية دعوات لاقتحامه الخميس.

واعتبرت الحركة أن السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى "لعبا بالنار وجرا للمنطقة إلى أتون تصعيد". وحملت حماس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن التصعيد المحتمل.

ودعت الحركة الفلسطينيين إلى "الاحتشاد في المسجد الأقصى، والاستنفار في مدينة القدس، دفاعاً عن هويّتنا وديننا وقبلتنا الأولى". وقالت إن "محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، ومشاريع التهويد لمقدساتنا لن تمر".

يأتي ذلك، في ظل دعوات أطلقتها جماعات إسرائيلية متطرفة لاقتحام الأقصى، بالتزامن مع ذكرى الإعلان عن إقامة إسرائيل أو ما يعرف لديهم بـ "يوم الاستقلال".

دعوات لاقتحام الأقصى

ودعت جماعة "نشطاء من أجل الهيكل" اليمينية المتطرفة، في منشور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى "الاحتفال بالاستقلال في جبل الهيكل" في إشارة إلى المسجد الأقصى.

وتضمن المنشور دعوة إلى "التلويح بعلمنا وترديد النشيد الوطني" الإسرائيلي خلال الاحتفالات التي أشار إلى أنها ستتم على مرحلتين صباحية ومسائية.

(Getty Images)

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أوقفت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى لفترة الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر، إثر توترات أدت لمواجهات مع الشبان الفلسطينيين، على خلفية الاقتحامات المتكررة والاعتداءات على المصلين والمعتكفين.

مزاعم الاحتلال: "محاولات للتحريض على العنف"

في المقابل، قال الاحتلال الإسرائيلي في بيان نشر عن شرطته: "انتشرت خلال الأيام الماضية، منشورات تحريض على العنف في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب العديد من المنشورات الكاذبة والمزيفة حول ‘جبل الهيكل‘ (الحرم القدسي)، من أجل إثارة المنطقة والتحريض على العنف والاضطرابات".

وأضاف "يتم بث هذه المنشورات من قبل المنظمات الإرهابية التي تحاول استخدام ‘جبل الهيكل‘ والشبان لخدمة أغراضهم"، وادعت أن "هذه منشورات كاذبة لا صلة لها بالواقع وتنشر لتضليل الجمهور والتصعيد والتحريض".

وتابعت "سيتضح لاحقا أن المحاولة الخاطئة والسخيفة لاستغلال الأماكن المقدسة للتحريض والعنف وخدمة أغراض التنظيمات الإرهابية وجهات معادية وأصحاب مصالح أجنبية من أي نوع - لن تؤدي إلى تغيير في الواقع على الأرض".

وزعمت أنه "لا يوجد تغيير ولا يتوقع أي تغيير في الممارسة التي كانت قائمة لسنوات عديدة في ‘جبل الهيكل‘ والأماكن المقدسة بشكل عام، سواء في سياق صلاة المسلمين هناك أو الزيارات السياحية من الخارج والإسرائيليين وفقًا لساعات الزيارة المقبولة".

وهددت شرطة الاحتلال بـ"كل شخص يخل بالنظام العام ويحرض على العنف والشغب من أي نوع، ويحاول دعم أنشطة المنظمات الإرهابية (في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية) سيتم التعامل معه بقوة وحزم وبدون تسامح، وباستخدام جميع الوسائل الموجودة تحت تصرفنا".

من جانبها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، مساء أمس، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي، تحمل مسؤولياته في وقف التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، وذلك في بيان صحافي صادر عن الخارجية.

وطالبت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن كذلك "باتخاذ ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها وتصعيدها ضد الفلسطينيين، وإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي".

(Getty Images)

وأدانت الخارجية انتهاكات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، خاصة دعوات الجماعات الاستيطانية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي داخله وأداء صلوات تلمودية في باحاته.

كما أدانت قيام الجيش الإسرائيلي بتجريف مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين واقتلاع مئات أشجار الزيتون والاعتداء على رعاة الأغنام كما حصل في مسافر يطا وقريتي دوما وكفر مالك، والشروع في بناء كنيس يهودي في وادي الربابه في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس.

واعتبرت أن "هذه الانتهاكات والاعتداءات تعكس إصرارا رسميا اسرائيليا للاستمرار في تصعيد الأوضاع وإمعانا في تنفيذ مخططاتها لتكريس الاحتلال وتعميق أبنية منظومة الفصل العنصري وتصعيد الاستهداف للمسجد الأقصى لتكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا".

وحملت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت، المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات هذا التصعيد المتواصل، "خاصة مخاطره الحقيقية التي تهدد بتخريب الجهود الدولية والإقليمية والأميركية الهادفة لتهدئة الأوضاع".

وقالت إن "تخلي مجلس الأمن الدولي عن مسؤولياته وعدم وفائه بالتزاماته بات يشكل غطاء لانتهاكاته وجرائم الاستعمار الإسرائيلي العنصري ضد شعبنا".

ويتوقع أن تستأنف الاقتحامات يوم غد، الخميس، رغم أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية لم تعلن ذلك رسميًا بعد. علما يأن المسجد الأقصى وعموم مدينة القدس، شهدت خلال شهر رمضان تصعيدا إسرائيلي ومواجهات واسعة بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين جراء اقتحامات يومية للمسجد.

التعليقات