23/05/2022 - 08:28

العدوان على غزة عام 2021: الاحتلال فتح تحقيقا واحدا فقط

حسب معطيات جيش الاحتلال، فإنه يتقصى حقائق 84 حدثا متعلقا بالعدوان، ولم يستكمل بعد التدقيق في 69% منها. "إسرائيل تثبت مرة تلو الأخرى أنها لا تريد التحقيق بشكل لائق بشبهات حول ارتكابها جرائم حرب"

العدوان على غزة عام 2021: الاحتلال فتح تحقيقا واحدا فقط

مخلفات صاروخ إسرائيلي في حي الرمال في غزة، 18 أيار/مايو العام الماضي (Getty Images)

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه دقق في 84 حدثا متعلقا بالعدوان على غزة، في أيار/مايو الماضي، وأنه تم فتح تحقيق جنائي واحد فقط، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين. وهذه تحقيقات يجريها الاحتلال مع نفسه، ويرفض أن تجريها جهات خارجه في إسرائيل أو خارجها.

وتتهم جهات محلية ودولية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في العدوان على غزة في العام الماضي. ووفقا لمعطيات مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فقد استشهد خلال هذا العدوان 261 فلسطينيا، بينهم 67 طفلا و41 امرأة، وبين الشهداء 130 مدنيا، و64 مقاتلا في الفصائل. ولم يتم تأكيد انتماء 67 شهيدا لأي من الفصائل.

ولم يوضح جيش الاحتلال الأحداث التي أجرى عملية تقصي حقائق بشأنها أو عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أو أصيبوا في كل واحد منها.

ويجري عمليات تقصي الحقائق المزعومة هذه طاقم تابع لهيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال، تم تشكيله في أعقاب العدوان على غزة في العام 2014، مهمته إجراء تدقيق مسبق في أحداث وقعت أثناء الحرب، وفي نهاية التدقيق ينقل الطاقم استنتاجاته إلى النيابة العامة العسكرية، التي تقرر إذا كانت ستفتح تحقيقا جنائيا أو إغلاق ملف التحقيق.

دمار خلفه قصف الاحتلال في غزة أثناء العدوان (Getty Images)

ويدعي جيش الاحتلال أنه لم يُنهي حتى الآن التدقيق في 58 حدثا خلال العدوان الأخير على غزة، تشكل 69% من بين الـ84 حدثا، وتم تحويل 10 منها إلى النيابة العسكرية، وفق معطيات سلمها لمنظمة "ييش دين" الحقوقية، التي طالبت بهذه المعطيات بموجب طلب حرية المعلومات الذي قدمته. وقرر الطاقم إغلاق التحقيق في 25 حدثا آخر.

ونقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال أن الشرطة العسكرية حققت في حدث وقع في 19 أيار/مايو الماضي، الذي أطلقت فيه دبابة قذائف بهدف إبعاد ثلاثة فلسطينيين، لم يكونوا ضالعين في القتال وتواجدوا بالقرب من السياج الأمني المحيط بقطاع غزة. وأصيب أحدهم، لكن جيش الاحتلال رفض الإجابة على سؤال حول ما إذا كان الفلسطيني المستهدف قد أصيب أم استشهد.

ووفقا للصحيفة، فإن التحقيق أكد أن إطلاق القذائف تم بشكل مخالف للتعليمات وتقرر اتخاذ خطوات قيادية. وستنقل الاستنتاجات في نهاية تحقيق الشرطة العسكرية إلى النيابة العسكرية.

وأضاف جيش الاحتلال أنه إضافة إلى حالات أصيب فيها فلسطينيون، تم إجراء تقصي حقائق في 39 حدثا آخر، شمل استهداف أملاك فلسطينية.

ويرفض جيش الاحتلال الكشف في إطار طلب حرية المعلومات عن أسماء المستهدفين الفلسطينيين في الأحداث التي جرى تقصي حقائق بشأنها، بزعم أن هذا سيمس خصوصيتهم.

ويوجد عدد من الشهداء أو الجرحى أو كلتا الحالتين في أي حدث يدقق فيه جيش الاحتلال. وحسب المعطيات، فإنه وقع 15 حدثا في يوم 12 أيار/مايو، دقق الاحتلال فيها، وكان هذا أعلى عدد من الأحداث التي وقعت في يوم واحد.

وأحد الأحداث التي أعلن جيش الاحتلال أنه تقصى حقائق بشأنه هو استشهاد ستة مواطنين في غزة من جراء قصف مدفعي في 13 أيار/مايو.

وعقبت منظمة "ييش دين" بأنه "بعد سنة تقريبا من وقوعها، معظم الأحداث التي تم تحويلها لدراسة النظام الجهاز العسكري، ما زالت في مراحل التدقيق وتم فتح تحقيق واحد فقط. وهذه الحقيقة تفرض شكوكا كبيرة حيال قدرة جهاز إنفاذ القانون العسكري على إجراء تحقيقات جدية وفعالة بالنسبة لأحداث ’حارس الأسوار’ (التسمية الإسرائيلية للعدوان على غزة)".

وأضافت المنظمة الحقوقية أن "إسرائيل تثبت مرة تلو الأخرى أنها لا تريد، أو أنها غير قادرة، على التحقيق بشكل لائق بشبهات حول ارتكاب جرائم حرب. وهذا الواقع غير المحتمل يجعل الفلسطينيين قابلين للموت بهجمات عسكرية واستهداف تعسفي".

التعليقات