26/05/2022 - 16:46

رسائل إسرائيلية متناقضة لواشنطن بشأن العودة للاتفاق النووي

خلال تواجدهما بواشنطن الأسبوع الماضي، مسؤول في وزارة الأمن أبلغ مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ بانسحابها من الاتفاق، ومسؤول في الخارجية أبلغ مسؤولين أميركيين بأن العودة للاتفاق لم تعد واقعية

رسائل إسرائيلية متناقضة لواشنطن بشأن العودة للاتفاق النووي

لقاء أوستن وغانتس بواشنطن، نهاية العام الماضي (Getty Images)

أبلغ رئيس الدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، درور شالوم، مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين بأن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران، وفق ما نقل موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الخميس، عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين مطلعين على تفاصيل المحادثة.

وجاءت أقوال شالوم خلال زيارته لواشنطن، الأسبوع الماضي، لأول مرة منذ توليه منصبه، وذلك بهدف عقد لقاءات تعارف مع مسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، والتحضير للقاء وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستين، نهاية الأسبوع الماضي.

ويعتبر منصب شالوم أحد المناصب الأكثر تأثيرا في المؤسسة السياسية – الأمنية في إسرائيل، وهو مسؤول عن بلورة السياسة الأمنية الإسرائيلية وعلاقات إسرائيل الأمنية مع دول العالم ويحضر اجتماعات كافة الهيئة الرفيعة والحساسة، وبضمنها تلك التي تبحث في الموضوع الإيراني. وقبل تعيينه في هذا المنصب، تولى رئاسة دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

وقال شالوم خلال اللقاءات التي عقدها في واشنطن، الأسبوع الماضي، إن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في العام 2018، جعل إيران أكثر قربا من سلاح نووي ونشوء وضع سيء للغاية.

وأضاف خلال هذه اللقاءات أنه عبر عن هذا الموقف نفسه في العام 2018، عندما كان رئيسا لدائرة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، وأنه أبلغ موقفه هذا لرئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر أنه كان له تأثير كبير على ترامب لاتخاذ القرار بالانسحاب من الاتفاق النووي.

وتواجد رئيس الشعبة الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوش زاركا، في واشنطن أيضا في الفترة نفسها من الأسبوع الماضي، والتقى مع مسؤولين أميركيين بينهم المبعوث الخاص لشؤون إيران، روب مالي، ونقل زاركا خلال هذه اللقاءات رسائل معاكسة لتلك التي نقلها شالوم، وفق ما نقل "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

وأفاد المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون بأن زاركا قال لمالي ومسؤولين أميركيين آخرين إن إسرائيل تقدر أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قرر عدم العودة إلى الاتفاق النووي من دون موافقة الولايات المتحدة على إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، هذا الأسبوع، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أطلعه خلال محادثة بينهما، في 24 نيسان/أبريل الماضي، أنه قرر عدم إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.

وادعى زاركا خلال محادثاته في واشنطن أنه في أعقاب الموقف الأميركي بشأن الحرس الثوري، فإن العودة إلى الاتفاق النووي لم تعد واقعية، ولذلك على إدارة بايدن بلورة خطة عمل بديلة وممارسة ضغوط كبيرة أخرى على إيران.

وبحسب "واللا"، فإن مسؤولين في إدارة بايدن فوجئوا من أقوال شالوم، خاصة إثر حقيقة أن الإدارة معنية بالعودة إلى الاتفاق النووي، بينما الحكومة الإسرائيلية تعارض ذلك.

وتحفظ مسؤول إسرائيلي رفيع من موقف شالوم، وفقا لـ"واللا"، وقال إنه لم يتعين عليه قول موقفه خلال لقاءات رسمية مع إدارة بايدن لأن هذا الموقف يتعارض مع موقف الحكومة الإسرائيلية. وأضاف أن إدارة بايدن تستخدم أقوال خبراء أمنيين إسرائيليين يؤيدون الاتفاق النووي كي تؤكد ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق.

وخلال استجواب في الكونغرس، أمس، اقتبس مالي من أقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تَمير هايمن، في مقابلة نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس، وجاء فيها أن العودة إلى اتفاق نووي مع إيران هي خطوة جيدة بالنسبة لإسرائيل في المرحلة الحالية، وأنه "في الواقع الحالي، الاتفاق هو الأمر الصائب".

التعليقات