30/05/2022 - 19:15

لبيد: التطبيع مع السعودية لن يكون مفاجئا... لكنه سيستغرق وقتا

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، اليوم الإثنين، إلى تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع السعودية، مشيرا إلى أن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض "لن يكون مفاجئًا"، إلا أنه قد "يستغرق وقتا طويلا".

لبيد: التطبيع مع السعودية لن يكون مفاجئا... لكنه سيستغرق وقتا

من مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، توضيحية (Getty Images)

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، اليوم الإثنين، إلى تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع السعودية، مشيرا إلى أن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض "لن يكون مفاجئًا"، إلا أنه قد "يستغرق وقتا طويلا".

جاءت تصريحات لبيد في حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي (غالي تساهل)، بعد أن كشف تقرير صحافي عن وساطة أميركية سرية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل؛ وقال إنه "قد يأتي 3 وزراء خارجية إسرائيليين من بعدي" قبل أن يتم التوصل إلى اتفاف نهائي بين إسرائيل والسعودية.

لبيد

وقال لبيد إن "على إسرائيل تطبيع علاقاتها مع السعودية، هذا ينصب ضمن المصالح الإسرائيلية"، وأضاف ان ذلك "لن يحدث هذا بالطريقة نفسها التي حدثت في المرة الماضية"، في إشارة إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين، مع إسرائيل برعاية أميركية في العام 2020.

وأضاف لبيد أنه "لن نستيقظ ذات صباح فجأة وستكون مفاجأة؛ ستكون هناك عملية منظمة وطويلة من الخطوات الصغيرة ولكننا نؤمن أننا سنصل إليه". وتابع "يمكن أن يأتي ثلاثة وزراء خارجية من بعدي؛ شخص ما سيقف على المنصة وسيحتفل بهذا، وهو أمر جيد تمامًا، هذه هي الطريقة التي يدير بها المرء دولة".

وقال لبيد إنها ستكون "عملية بطيئة من التفاصيل والخطوات الصغيرة"، لكنه يعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق. وأضاف "نعمل على الأمر مع الأميركيين وبعض أصدقائنا في دول الخليج وعلى مستويات مختلفة. مصر بالطبع طرف مهم".

وفي لاحق اليوم، أفاد تقرير لموقع "واللا" الإسرائيلي الذي كان قد كشف عن تحركات واشنطن للوساطة بين تل أبيب والرياض، بأن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره السعودية، فيصل بن فرحان.

وأشار مراسل الشؤون السياسية للموقع، باراك رافيد، إلى أن المكالمة أجريت "على خلفية الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى المنطقة، والوساطة الأميركية بين السعودية وإسرائيل، وتأتي بعد ثلاثة أيام من محادثة بين بلينكن ولبيد".

بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن بلينكن وبن فرحان "استعرضا أوجه العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين، وسُبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، بما يحقق مزيدًا من الاستقرار والازدهار للبلدين والشعبين الصديقين"، وأضافت أن الجانبين ناقشا "أبرز القضايا الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها".

من جانبه، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، تَمير هايمن، في تصريحات للإذاعة العامة الإسرائيلية (كان - ريشيت بيت)، ظهر اليوم، الإثنين، إن "عملية التطبيع مع السعودية ستكون طويلة وتدريجية وذلك عبر اتخاذ خطوات صغيرة".

واعتبر اللواء في الاحتياط الإسرائيلي، هايمن، أن "هناك الكثير من العقبات (لتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع السعةدية) سواء داخل القصر (البلاط الملكي في السعودية) أو أمام الشارع السعودي (في إشارة للرأي العام) أو في ما يتعلق بجارتها الكبيرة إيران".

وشدد هايمن على أن "اتخاذ مسار بطيء للتطبيع مع السعودية هو الأمر الصحيح" بالنسبة لتل أبيب.

وأعربت إسرائيل مرارا عن أملها بأن تتوصل إلى اتفاق مع السعودية؛ علما بأن هذه التصريحات تأتي على خلفية تقارير إسرائيلية، تحدثت عن خطوات أميركية لإنجاز اتفاق تطبيع للعلاقات بين تل أبيب والرياض، ضمن تسوية واسعة تتعلق بمسألة نقل السيادية على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من مصر إلى السعودية.

وأشارت تصريحات الوزير الإسرائيلي إلى المواقف العلنية للمسؤولين في السعودية، الذين أكدوا مرارا على أن تطبيع العلاقات بين البلدين، مرهون بتحقيق "اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

والثلاثاء الماضي، قال وزير الخارجية السعودي، بن فرحان، إن السعودية لن تطّبع علاقاتها مع إسرائيل "طالما لم ُتحل القضية الفلسطينية"، وذلك خلال إجابته عن أسئلة في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس بسويسرا، بحسب مقطع فيديو قصير بثته فضائية "الإخبارية" السعودية عبر حسابها الموثق على "تويتر".

وخلال الجلسة ذاتها، تساءلت مُسيرة الجلسة عن موقف السعودية من التطبيع مع إسرائيل، وأجاب بن فرحان قائلا: "لم يتغير أي شيء، بالطريقة التي نرى فيها هذا الموضوع (...) التطبيع ليس النتيجة النهائية ولكنه النتيجة النهائية لمسار".

وأضاف "السعودية هي من أطلقت مبادرة السلام العربية (في القمة العربية ببيروت عام 2002) وستفضي (أي المبادرة) لتطبيع كامل بين إسرائيل والمنطقة". واستدرك بن فرحان بقوله: "لن نستطيع التطبيع (..) طالما لم تُحل القضية الفلسطينية". وقال إن "الأولوية حاليا لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الإمام، وهذا بالتأكيد سيفيد المنطقة وإسرائيل وفلسطين".

وتقترح المبادرة العربية إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، إذا انسحبت من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وقبلت بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ نيسان/ أبريل 2014، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من الحل على أساس دولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

التعليقات