أوعز المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، بتقصير مدة دورة تأهيل أفراد الشرطة المبتدئين من سبعة أشهر إلى سبعة أسابيع، بذريعة وجود نقص في القوى العاملة في الشرطة وتعبئة صفوفها الميدانية بشكل سريع، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الإثنين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ارتفاعا حادا طرأ على استقالات أفراد الشرطة من عملهم بسبب شروط العمل والراتب المنخفض. لكن إنزال أفراد شرطة إلى الشوارع والتعامل مع قضايا المواطنين بعد تأهيل قصير من شأنه زيادة المخاطر على المواطنين، لدى عناية أفراد شرطة غير مؤهلين بشؤونهم، إذ أن دورة تأهيل من سبعة أسابيع لا تمنحهم أدوات كافية للعمل، وفي حال كانوا جنودا مسرحين من جيش الاحتلال، قد يتعاملوا مع المواطنين بأساليب عسكرية غير ملائمة للمجال المدني.
وجاء قرار شبتاي بتقصير مدة التأهيل، حسب الصحيفة، في أعقاب شكاوي متكررة من جانب قادة مراكز شركة في جميع المناطق حول نقص كبير في القوى العاملة في صفوف الشرطة، وفي قسم من المراكز يوجد نقص بعشرات أفراد الشرطة "الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل مركز شرطة بأكمله تقريبا".
ولفتت الصحيفة إلى أن تقصير دورة تأهيل أفراد شرطة الدوريات سيؤدي إلى عدم التدرب على 90% من الأحداث التي يتدرب أفراد الشرطة المبتدئين على التعامل معها، وسيتم إلغاؤها. ولن يخضع أفراد الشرطة، خلال دورة التأهيل القصيرة، لتدريبات تحاكي قضايا هامة جدا، مثل العنف داخل العائلة وعمليات سطو وأحداث عنيفة، وإنما سيتعلمون ذلك بواسطة عرض شرائح توضيحية فقط.
وعمليا قرر شبتاي الاستغناء عن تدريب أفراد الشرطة المبتدئين، إذ تقرّ شعبة التدريب في الشرطة الإسرائيلية بأنه لا بديل عن تدريب لأفراد الشرطة يحاكي حالات واقعية، والذي يخضعون له في دورة التأهيل العادية، وفقا للصحيفة.
وستبدأ الشهر المقبل دورة أولى، قصيرة، لتأهيل أفراد شرطة، فيما التوقعات في الشرطة هي أنه سيتم تأهيل 350 شرطيا بهذه الطريقة حتى نهاية العام الحالي. وبعد انتهاء دورة التأهيل سينقل أفراد الشرطة المبتدئين إلى العمل في دوريات الشرطة. وستستمر دورة التأهيل بعد ذلك بشكل رقمي وعن بُعد.
ونقلت الصحيفة عن ضابط شرطة كبير وقريب من شبتاي، قوله إن "التشرطة تدير هنا مخاطر وتتنازل مهنية أفراد الشرطة. والوضع المثالي هو أن يمكثوا طوال عملية التأهيل في الكلية الوطنية لأفراد الشرطة، حيث يحصلون على كافة الأدوات، وفقط بعد ذلك يخرجون إلى الميدان". إلا أن الضابط نفسه اعتبر أن "قرار المفتش العام صحيح بسبب الواقع" الناجم عن نقص في أفراد الشرطة، "ورغم أن هذا وضع ليس مثاليا لكن الواقع صعب ويجب مواجهته بحكمة".
وأشارت معطيات نشرتها الصحيفة أن عدد أفراد الشرطة الذين يستقلون أكثر من عدد أفراد الشرطة المبتدئين، وفي بعض المناطق عدد المستقيلين ضعف عدد المبتدئين.
التعليقات