04/07/2022 - 19:20

واشنطن: الرصاصة التي قتلت الشهيدة شيرين أبو عاقلة لا تتيح استخلاص نتيجة نهائية

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، مساء اليوم الإثنين، أن المحققين لم يتمكنوا من التوصل لنتيجة نهائية بعد تحليل المقذوف الذي قتل الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة.

واشنطن: الرصاصة التي قتلت الشهيدة شيرين أبو عاقلة لا تتيح استخلاص نتيجة نهائية

(gettyimages)

أعلنت واشنطن، مساء اليوم الإثنين، أن المحققين لم يتمكنوا من التوصل لنتيجة نهائية بعد تحليل المقذوف الذي قتل الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، غير أنها أوضحت أن منسق الأمن الأميركي، خلص إلى أن شيرين اغتيلت "على الأرجح" بإطلاق نار من مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما شدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ على أن حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية اغتيال الشهيدة، مشيرا إلى استكمال الإجراءات ذات الصلة، أمام المحاكم الدولية.

وجاء الإعلان الأميركي، بعد وقت وجيز من تكرار إسرائيل الرواية التي تزعم من خلالها أنه على ما يبدو لا يمكن تحديد من قتل الشهيدة أبو عاقلة، حيث أتى تكرار هذه الرواية، بعد أن أجرت طواقم إسرائيلية وبإشراف أميركي فحصا جنائيا للرصاصة التي اغتالت أبو عاقلة، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الإثنين.

وقالت الخارجية الأميركية إن الرصاصة التي قتلت الشهيدة، لا تتيح التوصل إلى "استنتاج نهائي" في ما يتعلق بمصدر الرصاصة التي قتلتها في 11 أيار/ مايو وتسلمتها من السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى عدم وجود ما يدعو للاعتقاد بأنها قُتلت بشكل متعمد.

وبعيْد الإعلان الأميركي، أفاد وزير العدل الفلسطيني، محمد الشلالدة، بأنه بدون مطابقة الرصاصة مع البندقية التي أطلقت النار على الشهيدة أبو عاقلة، يبقى التحقيق ناقصا.

كما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلا عن مسؤول فلسطيني لم تسمّه، القول، إن "إسرائيل قتلت الصحافية شيرين أبو عاقلة ويجب محاسبتها... وعليها أن تتحمل مسؤولية جريمتها".

بدوره، قال الشيخ في تغريدة عبر "تويتر"، إنّ "حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية اغتيال شيرين أبو عاقلة"، مضيفا: "سنستكمل إجراءاتنا (المتعلقة باغتيال شيرين) أمام المحاكم الدولية".

وأضاف الشيخ: "لن نسمح بمحاولات حجب الحقيقة، أو الإشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل"، بشأن اغتيال شيرين.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في تصريح مكتوب: "بعد تحليل جنائي مفصل للغاية، لم يتمكن فاحصو الطرف الثالث المستقلون، كجزء من عملية أشرف عليها منسق الأمن الأميركي، من التوصل إلى نتيجة نهائية في ما يتعلق بأصل الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة".

وأضاف: "قرر خبراء المقذوفات أن الرصاصة أصيبت بأضرار بالغة، مما حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة".

وتابع: "بالإضافة إلى التحليل الجنائي والتحليل الباليستي، مُنح مجلس الأمن الأميركي حق الوصول الكامل إلى تحقيقات كل من الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية خلال الأسابيع العديدة الماضية".

وقال: "لم يجد مجلس الأمن الأميركي أي سبب للاعتقاد بأن هذا كان متعمدًا".

وأضاف: "لكن (الحدث جاء) نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية بقيادة الجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في 11 أيار/ مايو 2022 في جنين، والتي أعقبت سلسلة من الهجمات الإرهابية في إسرائيل".

وقال برايس: "تقدر الولايات المتحدة وتواصل تشجيع التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه الحالة المهمة، سوف نظل منخرطين مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الخطوات التالية ونحث على المساءلة".

الاحتلال يتنصّل من مسؤوليته عن الاغتيال

وبعد الإعلان الأميركيّ، عمد رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، ووزير أمنه، بيني غانتس، إلى تحميل المسؤولية للفلسطينيين، في محاولة للتنصّل من مسؤولية عناصر جيش الاحتلال، باغتيال أبو عاقلة.

وقال لبيد إنه "لا يمكن تحديد المسئول عن موتها (استشهاد الصحافية أبو عاقلة) المؤسف، لكن يمكن التأكد على وجه اليقين من عدم وجود نية لإلحاق الأذى بها"، على حدّ زعمه.

وأضاف لبيد أن "الأنشطة العملياتية للجيش الإسرائيلي للقضاء على الإرهاب ستستمر، حيثما كان ذلك ضروريا، وبصفتي رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإنني أقدم الدعم الكامل والصريح (لعناصر الاحتلال) الذين يخاطرون بحياتهم لحماية مواطنينا من الإرهاب".

من جانبه، زعم غانتس أن "المسؤولين عن الحدث هم أولا وقبل كل شيء، الإرهابيون (المقاومون)"، الذي ادّعى أنهم يتعمّدون التواجد ومواجهة جيش الاحتلال بين "السكان المدنيين".

وكرّر غانتس الادعاءات الإسرائيلية السابقة بأنّه خلال "الحدث... المذكور، أُطلقت مئات الرصاصات، صوب جنود الجيش الإسرائيلي الذين ردّوا بإطلاق النار باتجاه مصادر إطلاق النار فقط"، مضيفا أن "التحقيق سيستمر"، بحسب ادعائه.

ووفقا للقناة الإسرائيلية 12، فإن طاقم الفحص الإسرائيلي أجرى بحضور المراقب الأميركي الذي فحص الرصاصة التي تم تسلمها من النيابة العامة الفلسطينية، فحوصات باليستية للتحقق من السلاح الذي أطلقت منه الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة.

وأظهر الفحص الجنائي والاختبار الباليستي الذي تم إجراؤه "أنه لا يمكن التأكد بشكل قاطع من الذي قتل الصحافية الفلسطينية مراسلة فضائية الجزيرة شيرين أبو عاقله، وما إذا كانت الرصاصة أطلقت من سلاح إسرائيلي"، وفقا لما أوردته القناة 12 الإسرائيلية.

وفي إطار الفحص، جري فحص بنادق الجنود الإسرائيليين الذين تواجدوا في موقع اغتيال أبو عاقلة أثناء إطلاق النار فقط.

وعقب تكرار الرواية الإسرائيلية التي تتنصل من مسؤولية قتل أبو عاقلة، من المنتظر أن يصدر الأمريكيون إعلانا مفصلا عن التحقيق ونتائجه في وقت لاحق اليوم.

ومساء السبت، أعلن وزير العدل الفلسطيني، محمد الشلالدة، أن الولايات المتحدة الأميركية أعادت الرصاصة التي استخدمت في اغتيال أبو عاقلة، بعد إجراء الفحوصات المخبرية عليها.

وجاء إعادة الرصاصة بعد مرور 24 ساعة على تسليمها من السلطة الفلسطينية للجانب الأميركي من أجل إجراء فحص جنائي منفرد في مقر السفارة الأميركية في القدس، بعد وصول خبراء خصيصا لهذا الغرض من الولايات المتحدة.

وسبق أن أكد تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الرصاصة التي قتلت الشهيدة أبو عاقلة، أطلقها جندي من قوات النخب والوحدات الخاصة الإسرائيلية، في أثناء عدم وجود أي مسلحين فلسطينيين بالمكان.

وقال التحقيق إن الأدلة تؤكد إطلاق 16 رصاصة من موقع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يتعارض مع الرواية والمزاعم الإسرائيلية بوجود العديد من المسلحين الفلسطينيين، حيث أكدت الأدلة عدم وجود أي مسلحين فلسطينيين بالقرب من المكان الذي قتلت فيه أبو عاقلة.

وأكد الصحيفة الأميركية في تقريرها أن الرصاصة التي قتلت الشهيدة أبو عاقلة، أُطلقت من الموقع الذي كانت تتوجد فيه القافلة العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

ونشرت شبكة الجزيرة صورة للرصاصة التي اغتيلت بها الصحافية شيرين أبو عاقلة، وقال تحقيق أجرته الشبكة إن الرصاصة انطلقت من بندقية من طراز "إم4" (M4).

التعليقات