05/07/2022 - 17:44

لبيد: يجب مواجهة العدوانية الإيرانية؛ ماكرون: ملتزمون بأمن إسرائيل

قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، يائير لبيد، قبيل اجتماع مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، إن دعوة ماكرون في عام 2018 بشأن إبرام "اتفاق نووي جديد" مع إيران لا تزال سارية حتى اليوم.

لبيد: يجب مواجهة العدوانية الإيرانية؛ ماكرون: ملتزمون بأمن إسرائيل

لبيد وماكرون (أ ب)

بحث رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في ملف إيران ونفوذها في الشرق الأوسط وشؤون التفاوض مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وذلك في أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه رئاسة الحكومة في إسرائيل.

وقال لبيد إن على العالم الرد على "الانتهاكات" الإيرانية للاتفاق النووي الموقع عام 2015، وذلك في تصريحات قبيل اجتماع له مع الرئيس الفرنسي، في قصر الإليزيه، فيما شدد الأخير على ضرورة نجاح المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران القوى الدولية، "مع مراعاة مصالح الشركاء في المنطقة مثل إسرائيل".

وحث لبيد ماكرون على العودة إلى مقترح قدمه الأخير في عام 2018 بشأن إبرام "اتفاق نووي جديد" مع إيران، وقال لبيد مخاطبا الرئيس الفرنسي: "لقد كنت على حق في ذلك الوقت، وأنت الآن على حق بدرجة أكبر اليوم. لا يمكن أن يستمر الوضع الراهن على ما هو عليه. إنه سيفضي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، وهو ما من شأنه أن يهدد السلام العالمي".

وقال لبيد"قد تكون هناك خلافات (بين تل أبيب وباريس) حول العودة للاتفاق، لكننا نتفق على أن إيران تنتهك الاتفاق وتخصب اليورانيوم بما يتجاوز الحد المسموح به وأزالت الكاميرات من المنشآت (النووية) على العالم الرد على ذلك".

من جانبه، قال ماكرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لبيد، "أريد أن أذكرك مرة أخرى برغبتنا في استكمال المفاوضات بخصوص العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي في أقرب وقت ممكن". وأضاف "نتفق مع إسرائيل على أن هذا الاتفاق لن يكون كافيا لاحتواء أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، لكنني ما زلت أشد قناعة من أي وقت مضى بأن إيران إذا وصلت لأعتاب (القوة) النووية فقد تنفذ أنشطتها بشكل أكثر خطورة".

وتابع ماكرون أنه "علينا الدفاع عن هذا الاتفاق (خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة عام 2015) ومراعاة مصالح أصدقائنا في المنطقة، وفي مقدمتهم إسرائيل". وأعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لمواصلة طهران "رفض"، إبرام التفاهم المطروح لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي وتعهّد مواصلة "كافة الجهود" لإقناعها بالتصرف بـ"عقلانية".

وفيما قال لبيد إن "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه الهجمات (الإيرانية) المتكررة"، شدد الرئيس الفرنسي على التزام فرنسا بـ"(الحفاظ) على أمن إسرائيل"، وعبّر عن أمله في أن يؤدي اجتماعه اليوم، مع لبيد، إلى تجديد الاتفاق النووي مع طهران.

وتعتبر زيارة لبيد إلى فرنسا هي أولى رحلاته الخارجية منذ توليه منصب رئيس الحكومة الانتقالية، الأسبوع الماضي. وتشكل الزيارة بالنسبة له فرصة لاستعراض أنشطته الدبلوماسية فيما تتوجه إسرائيل لإجراء انتخابات مبكرة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وأفاد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية بأن زيارة لبيد تهدف إلى الضغط على الرئيس الفرنسي لاتخاذ موقف أكثر صرامة ومحدد زمنيا بشأن المفاوضات النووية الإيرانية، والتحذير من أنشطة "حزب الله" التي تعتبرها إسرائيل "مزعزعة للاستقرار".

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك قبل اجتماعه بلبيد، دعا ماكرون إلى "تجنب أي عمل"، من شأنه أن يهدد العملية الجارية بين لبنان وإسرائيل بشأن قضية ترسيم الحدود البحرية وبدء استخراج الغاز من المناطق المتنازع عليها قبالة السواحل الشمالية للبلاد.

وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين في ساحة الإليزيه، "أود أن أتحدث عن المفاوضات حول الحدود البحرية مع إسرائيل. للبلدين مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لصالح الشعبين".

وأضاف من دون مزيد من التفاصيل أن "فرنسا تساهم بالفعل في ذلك وهي مستعدة للمساهمة بالمزيد". معتبرا أن استقرار لبنان هي مسألة ضرورية لأمن المنطقة.

وبدأ لبنان وإسرائيل، مفاوضات في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 برعاية واشنطن لترسيم حدودهما البحرية وإزالة العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز.

وعُلقت المحادثات في أيار/مايو 2021 بعد خلافات على مساحة المنطقة المتنازع عليها بما في ذلك حقل غاز كاريش الذي تقول إسرائيل إنه يقع ضمن مياهها و"على بعد عدة كيلومترات من المنطقة التي تشملها المفاوضات" مع لبنان. لكن بيروت تقول إنه في المياه المتنازع عليها.

وادعى الجيش الإسرائيلي، في 2 تموز/ يوليو الجاري أنه أسقط ثلاث طائرات مسيرة أطلقها "حزب الله" اللبناني وكانت متجهة نحو حقل غاز "كاريش". وقال الحزب إن المسيرات كانت غير مسلحة وفي مهمة استطلاعية، دون الإشارة إلى اعتراضها.

وحذر لبيد من أن "إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين إزاء هذه الهجمات المتكررة". واتهم "حزب الله" بأنه "يقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية". داعيا إلى "ضغط منسق" بين دول المنطقة والشركاء في بروكسل وواشنطن على إيران ووكلائها في المنطقة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية قوله إن لبيد سيستغل اجتماعه مع ماكرون لاستعراض مواد تدعم الرواية الإسرائيلية بأن "حزب الله يهدد أمن لبنان واستقراره".

كما سيشدد لبيد على أهمية حقل الغاز "كاريش" وأهميته للمنطقة في سياق "هجوم المسيرات" لـ"حزب الله"؛ وسيشدد على أن إسرائيل "غير معنية بالتفاوض في ملف ترسيم الحدود مع لبنان تحت تهديد حزب الله".

ووفقا لرئيس الحكومة الإسرائيلية فإن حقل "كاريش" سينتج الغاز "ليس فقط لإسرائيل، ولكن أيضا في نهاية المطاف للاتحاد الأوروبي"، وذلك في محاولة للاستفادة من سعي دول الاتحاد لاستبدال روسيا كمورد للطاقة منذ غزوها أوكرانيا.

وتشمل الرسائل التي يعتزم نقلها لبيد للرئيس الفرنسي، أن "حزب الله" "يلعب بالنار" وأنه "يتعين على الحكومة اللبنانية العمل على كبح جماح حزب الله أمام هذه الاعتداءات وإلا فسنضطر نحن للقيام بذلك".

وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في إحاطة لصحافيين يرافقون لبيد في رحلته إلى فرنسا، الثلاثاء، بأنه "نعرف أهمية موقف فرنسا في المسائل المتعلقة بلبنان وسنطلب من فرنسا التدخل للحفاظ على المفاوضات التي نريد المضي فيها حتى النهاية حول مسائل الغاز".

التعليقات