05/09/2022 - 17:39

الجيش الإسرائيلي يرجح استشهاد شيرين أبو عاقلة برصاص أحد جنوده

على الرغم من هذه الترجيحات، إلا أن المدعي العسكري قرر عدم فتح تحقيق جنائي مع الجندي الإسرائيلي قاتل الصحافية أبو عاقلة، حيث يرجح أن الجندي الإسرائيلي ومنذ اللحظة الأولى اعترف بأنه أطلق الرصاص صوب الصحافيين وبضمنهم أبو عاقلة.

الجيش الإسرائيلي يرجح استشهاد شيرين أبو عاقلة برصاص أحد جنوده

(gettyimages)

رجّح جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة قُتلت برصاص أحد جنوده، حينما اغتيلت خلال تغطيتها اقتحام جيش الاحتلال لمنطقة جنين في أيار/ مايو الماضي، وفق ما ورد في النتائج النهائية للتحقيق الإسرائيلي، التي كشف عن تفاصيل اغتيال أبو عاقلة والتي نُشرت اليوم لإثنين.

وقال جيش الاحتلال إن أبو عاقلة قُتِلت على الأرجح من نيران جندي، والذي ظنّها خطأً بأنها مسلّح فلسطينيّ. وأكد أن الجندي أطلق النار بشكل دقيق نحو أبو عاقلة، حينما كان في مركبة مصفّحة، بذريعة أن الجندي كان يتعرّض لإطلاق نار.

فيما أعلنت عائلة أبو عاقلة رفضها لنتائج التحقيق الإسرائيليّ في اغتيال ابنتها، وطالبت في بيان، بإجراء "تحقيق شامل من قبل المحكمة الجنائية الدولية".

وعلى الرغم من هذه الترجيحات، إلا أن المدعي العسكري قرر عدم فتح تحقيق جنائي مع الجندي الإسرائيلي قاتل الصحافية أبو عاقلة، حيث يرجَّح أن الجندي الإسرائيلي ومنذ اللحظة الأولى، اعترف بأنه أطلق الرصاص صوب الصحافيين، وبضمنهم أبو عاقلة.

ورغم هذه التطورات والمستجدات، إلا أن جيش الاحتلال وفي بيان صادر عنه لوسائل الإعلام حيال ما يدعي أنها "سلسلة التحقيقات" التي أجراها، يواصل التملص والترويج لعدة روايات، قائلا إنه "لا يمكن تحديد، بصورة جازمة، من كان وراء مقتل شيرين أبو عاقلة".

قتلت بنيران "خاطئة"

وأضاف جيش الاحتلال في بيانه: "يأتي ذلك، رغم وجود احتمال كبير في أن تكون الصحافية قد قتلت بنيران خاطئة للجيش الإسرائيلي، أثناء إطلاق النار على من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين خلال معركة تعرضت فيها القوات الاسرائيلية الى وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي، بشكل عرض حياة الجنود للخطر"، على حد تعبير جيش الاحتلال.

وعلى الرغم من الترجيحات الإسرائيلية بمقتل أبو عاقلة برصاص قناص إسرائيلي، إلا أن جيش الاحتلال واصل تحميل المسؤولية للمسحلين الفلسطينيين، قائلا في بيانه: "قد تكون أبو عاقلة قتلت عن طريق الخطأ برصاص قواتنا، ولكن هناك احتمال لإصابتها برصاص المسلحين الفلسطينيين".

ولتبرير عملية اغتيال الشهيدة أبو عاقلة برصاص قناص إسرائيلي حتى وإن كان ذلك عن "طريق الخطأ"، بحسب مزاعم جيش الاحتلال، للتهرب من المسؤولية، قال جيش الاحتلال في بيانه إن "نيران جنود الجيش صوبت تجاه ’المخربين’ الذين أطلقوا النار على قواتنا. واحتمال آخر، لا يزال قائمًا، أن تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين".

وعرض قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي اللواء يهودا فوكس، على رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الاستنتاجات النهائية "للتحقيق"، في ما وصفه "حوادث إطلاق النار التي أدت إلى مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة".

عملية "كاسر الأمواج"

وذكر فوكس في مجمل عرضه لنتائج ما سمّاه "تحقيقات" أنه في يوم 11 أيار/ مايو الماضي، وخلال تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في محافظة جنين في إطار عملية "كاسر الأمواج"، نفذت قوات الجيش حملة اعتقالات في محافظة جنين لإحباط ومنع عمليات مسلحة.

ولتبرير عملية الاقتحامات والاعتقالات في الضفة الغربية وعملية "كاسر الأمواج"، ذكر جيش الاحتلال أنه في الأسابيع التي سبقت العملية، قُتل 19 إسرائيليًا نتيجة عمليات مسلحة نفذت في البلدات الإسرائيلية، من بينهم 11 إسرائيليا قتلوا على يد مسلحين خرجوا من منطقة جنين.

وللتنصل من تداعيات العملية العسكرية والمسؤولية من عمليات إطلاق النار لجنود جيش الاحتلال، زعم جيش الاحتلال في بيانه أن "العملية تمت في منطقة سكنية مكتظة، تم خلالها إطلاق نيران كثيفة وعشوائية من قبل فلسطينيين تجاه جنود الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك في الوقت والمكان الذين تواجدت فيهما شيرين أبو عاقلة، رافقها إلقاء عبوات ناسفة أصابت آليات عسكرية وسقطت بالقرب من الجنود، وقبل انتهاء العملية أصيبت الصحافية شيرين أبو عاقلة".

ملابسات مقتل أبو عاقلة

وأضاف المتحدث العسكري في بيانه أنه "يقوم بالتحقيق لمعرفة ملابسات مقتل أبو عاقلة. وبناءً على ذلك، عين رئيس هيئة الأركان العامة فريقًا مخصصا برئاسة العقيد ميني ليبرتي، لمعرفة ملابسات الحادثة. حيث أن الفريق المتخصص تألف من قادة في الجيش إلى جانب شخصيات متخصصة في المجالات المعنية".

واعترف جيش الاحتلال أن الاستنتاجات الأولية من التحقيقات المرحلية عُرضت على رئيس الأركان في الأيام التي تلت مقتل الصحافية أبو عاقلة، وقد أشارت الاستنتاجات المزعومة إلى أنه "لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار التي أصابت أبو عاقلة، وانضم إلى التحقيق فريق من المنظومة التكنولوجية للعمليات الخاصة برئاسة ضابط برتبة عقيد".

وفي إطار التحقيقات، تم استجواب قوة الجيش التي كانت حاضرة في مكان اغتيال أبو عاقلة، كما تم إجراء تحليل لمسار الأحداث، مع تحليل وفحص الصوت من مكان الحادث مباشرة، ضف إلى تحليل مفصل لمنطقة المساحة وخاصة مساحة إطلاق النار، والتي تضمنت محاكاة مفصلة لما حصل حينها في المنطقة.

وبالإضافة إلى ذلك، قال جيش الاحتلال في بيانه "تم إجراء فحوصات للطب الشرعي وباليستية من مكان الحادث. كما قام المحققون بفحص معلومات إضافية تم نشرها عن الحادثة، بما فيها معلومات عرضت من قبل وسائل إعلامية دولية، بما فيها توثيق مصور وصوتي".

وزعم جيش الاحتلال في بيانه أن قواته "عملت في ظل ظروف عرضت حياة الجنود للخطر وتحت ضغط وتوتر ميداني شديديْن للغاية. وفقًا لذلك، عهدت القوات في اتخاذ قرارات فعلية مباشرة، حين يتعرضون إلى وابل كثيف من إطلاق النار وتكون حياتهم عرضة للخطر. وبناءً عليه، المعطيات الميدانية العسكرية هذه، تشكل مساحة لارتكاب الأخطاء من قبل القوات، والنتيجة المأساوية، في حد ذاتها ، لا تثير الشك في ارتكاب مخالفة".

وأضاف أنه "على الرغم من وجود احتمال كبير أن تكون أبو عاقلة قد قتلت برصاص جنود جيش (الاحتلال)، فإن ظروف إطلاق النار، كما ظهر من التحقيق والنتائج الأخرى التي تم جمعها، لا تثبت الشبهة بارتكاب جريمة، مما لا يبرر فتح تحقيق جنائي".

توظيف الفحص الأميركي

ووظف جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج الفحص الذي أجرته الولايات المتحدة للرصاصة التي قتلت أبو عاقلة بعد أن حصلت عليها من السلطة الفلسطينية، حيث أوضح جيش الاحتلال في ملخص استنتاجاته أنه "في الثاني من تموز/يوليو الماضي، خضعت الرصاصة التي أصيبت بها أبو عاقلة لفحص باليستي في مختبر الطب الشرعي من قبل هيئات مهنية إسرائيلية حضرها ممثلون أميركيون مختصون من قبل منسق الأمن الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ تحدد في الفحص، أنه ونظرا لوضع الرصاصة ونوعية العلامات التي كانت عليها، فهناك صعوبة حقيقية بعملية التشخيص، حيث لم يستطع الجزم فيما اذا أطلقت أو لم تطلق الرصاصة من سلاح الجيش الإسرائيلي".

ووفقا لكافة النتائج، يقول جيش الاحتلال في استنتاجاته إنه "لا يمكن تحديد، بشكل جازم، على يد مَن قتلت شيرين أبو عاقلة، إلا أنه يبدو أن هناك احتمالا أكبر أن تكون شيرين قد أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الجيش التي وجهت نحو من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين، واحتمال آخر، لا يزال قائما، أن تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين صوبت نحو المكان الذي تواجدت فيه".

لا تحقيق جنائيًّا لدى الشرطة العسكرية

وحيال ذلك، قبل رئيس أركان الجيش كوخافي استنتاجات التحقيق، وخلص إلى أن "التحقيق الذي تم إجراؤه كان عميقا وشاملا، وأن فرق التحقيق حاولت فعل كل ما بوسعها وبأدق التفاصيل للوصول إلى الحقيقة". بالإضافة إلى ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان، وفقا لنتائج التحقيق، أنه "لم يتم تشخيص أبو عاقلة كصحافية"، وذلك على الرغم من أنها كانت تلبس سترة كتب عليها صحافة باللغة الإنجليزية وأيضا خوذة للصحافين.

ومع انتهاء التحقيق، قال جيش الاحتلال في بيانه إنه "تم نقل كافة المعطيات إلى فحص النيابة العامة العسكرية، حيث تم عرض تحليل مفصل للبيانات التي تم جمعها، وإعطاء استجابة للأسئلة التوضيحية التي وجهت إلى فريق التحقيق. بعد دراسة وفحص شامل للحادثة، واستنادا إلى كافة المعطيات المتوفرة، وجدت المدعية العسكرية العامة أنه ووفقا لظروف الحادثة، لا يوجد اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية".

وذكر جيش الاحتلال في بيانه أن "القرار استند إلى نتائج التحقيق، التي أظهرت أن إطلاق النار الذي نفذه جنود جيش (الاحتلال) خلال الحادثة، كان موجهًا ويستهدف من تم تحديدهم كإرهابيين مسلحين. لم يكن هناك أي اشتباه في أنه تم إطلاق النار نحو من تم تحديدهم كمدنيين، وعلى وجه الخصوص كصحافيين. مع ملاحظة أن إطلاق النار من قبل قوة جيش (الاحتلال) تم خلال معركة أطلقت فيها مئات العيارات النارية على نطاق واسع، وعلى فترات طويلة من قبل مخربين فلسطينيين، وبالتالي لم يتبين أن عمل القوات تجاوزت المطلوب".

وزعم أنه "تم تقديم جميع البيانات التي تم جمعها في إطار التحقيق إلى مكتب المدعية العامة العسكرية، بما في ذلك التحليل المرئي والمسموع لتوثيق أحداث الليلة، مع الأخذ بعين الاعتبار المعلومات والادعاءات التي نشرتها وسائل الإعلام الأجنبية، كما تم التطرق إلى أسئلة توضيحية الموجهة إلى فريق التحقيق".

وأضاف أنه "في نهاية فحص البيانات، وفي إطار التحقيق العسكري، بدت ظروف الحالة محددة وواضحة حددت بطريقة عميقة ومهنية وشاملة، سواء من خلال الاستجواب والفحص المكثف، أو من خلال فحص الوثائق المرئية التي تم جمعها من مصادر مختلفة".

"عدالة": مرة بعد أخرى تشجع إسرائيل جرائم عناصر الأمن بعدم المساءلة ولا المحاسبة

وجاء في تعقيب لمركز "عدالة" الحقوقي على تقرير الجيش الإسرائيلي عن استشهاد الإعلامية، شيرين أبو عاقلة، أن "إسرائيل تثبت مرة بعد أخرى أن سياسة قتل المدنيين بواسطة عناصر أجهزة الأمن والجيش أمر مشروع لديها ولا مانع من ارتكابها، من خلال اختلاق الأعذار والتبريرات للمجرمين وعدم مساءلتهم أو محاسبتهم أو تقديمهم للمحاكمة".

اقرأ/ي أيضًا | الاحتلال ينشر النتائج النهائيّة للتحقيق في استشهاد أبو عاقلة الإثنين

التعليقات