سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي القضائية، اليوم الثلاثاء، لمتطرفين يهود، بنفخ البوق المعروف باسم "الشوفار" في مقبرة باب الأسباط، شرق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وصدر القرار عن محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، ردا على التماس قدمه عضو الكنيست السابق من حزب "الليكود" اليميني، والناشط في اقتحامات المسجد الأقصى، الحاخام يهودا غليك، على قرار الشرطة بإبعاده علن الأقصى.
والنفخ في البوق هو طقس ديني يهودي يتم خلاله النفخ عبر قرن كبش، في صلاة الصباح أثناء الشهر الذي يسبق عيد رأس السنة العبرية، وفي يوم العيد نفسه، وفي ما يعرف بـ"يوم الغفران".
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية قد أصدرت أمرا بإبعاد غليك وناشطين إسرائيليين آخرين لدى قيامهم بالنفخ بالبوق في مقبرة باب الأسباط، لتتراجع عنه لاحقا.
وخضع غليك ومرافقاه لاستجواب شرطة الاحتلال للاشتباه بـ"الإضرار بالمشاعر والسلوك الديني الذي من شأنه أن ينتهك السلم العام".
وطلبت الشرطة من محكمة الصلح في القدس، إبعاد غليك ومرافقيه عن البلدة القديمة إلى ما بعد الأعياد اليهودية بسبب "التوترات الأمنية".
ووجهت الشرطة إلى غليك تهما باستفزاز مشاعر المسلمين، وتسجيل مقطع استفزازي خلال اقتحامه لمقبرة إسلامية، وبثه على شبكات التواصل الاجتماعي.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن "غليك أصرّ في الجلسة على أن هذه عادة يلتزم بها منذ ثلاث سنوات وفقا للقانون، ورفض اتهامات الشرطة بأنها كانت استفزازا".
ورفض القاضي طلب الشرطة بإبعاد الثلاثة عن الأقصى لمدة شهر، واكتفى بالإبعاد حتى صباح الثلاثاء (اليوم).
واعتبر القاضي أنه "من المحتمل أن يكون سلوكهم قد أدى إلى الاشتباه في انتهاك السلم العام، خاصة على خلفية الوضع الأمني السائد هذه الأيام، لكن تبين أن غليك تصرف كما فعل خلال السنوات الثلاث الماضية".
ورفض القاضي اعتبار أن ما جرى يُشكّل خطرا.
وإثر القرار، كتب غليك في تغريدة على تويتر: "لقد ثبت مرة أخرى أن المخالف الرئيسي للنظام العام في جبل الهيكل (الحرم القدسي) هو شرطة إسرائيل".
ووصفت المجموعات المنظِّمة لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى القرار بأنه انتصار، مشيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي إنها ستنفخ بالبوق في ذات المنطقة بعد قرار المحكمة.
وتقع المقبرة تحت مسؤولية دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، وهي واحدة من أقدم المقابر بالقدس.
التعليقات