28/09/2022 - 14:42

جهاز الصحة يعاني من إهمال دون حلول في الأفق

الاستثمار في المجال الصحي يشكل 7.8% من الناتج المحلي الخام الإسرائيلي، بينما هذه النسبة ترتفع إلى 9.5% بالمتوسط في دول OECD، وذلك إلى جانب النقص بالأطباء والممرضات والاستثمار الضئيل في العلاجات الوقائية

جهاز الصحة يعاني من إهمال دون حلول في الأفق

من الوقفة الاحتجاجية بالناصرة، بداية الشهر الحالي (عرب 48)

يعاني جهاز الصحة في إسرائيل من إهمال مزمن، علما أن جولات الانتخابات المتتالية في السنوات الأخيرة زادت تردي الخدمات الصحية. ويجري الحديث عن "تجويع جهاز الصحة" من خلال تراجع حجم ميزانيته قياسا بالمستويات العالمية، ودون حلول في الأفق.

فالاستثمار في المجال الصحي في إسرائيل يشكل 7.8% فقط من الناتج المحلي الخام، بينما هذه النسبة ترتفع في المتوسط إلى 9.5% في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، ما يعني أن الفارق الحاصل يقارب 25 مليار شيكل سنويا، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء.

ووفقا للمعطيات، فإن نصف الأطباء والطبيبات في إسرائيل فوق سن 55 عاما، وهناك 5 ممرضات مقابل كل ألف نسمة، بينما عددهن 9.5 ممرضات بالمتوسط في دول OECD. إضافة إلى ذلك، انخفض الإنفاق الحكومي على الصحة، ويرجح أن ينخفض هذا الإنفاق أكثر عما كان عليه في العقدين الماضيين.

إلا أن هذه المعطيات التي تشير إلى أزمة جهاز الصحة ليست سرية، وإنما جرى تناولها بتوسع وبالتفاصيل من خلال تقارير كثيرة في السنوات الماضية، بينها تلك التي تصدر عن مراقب الدولة ومنظمات مدنية عديدة. واللافت أن أزمة جهاز الصحة غائبة كليا عن أجندة الانتخابات الحالية، مثلما كانت غائبة في جولات الانتخابات في السنوات الماضية.

ومن مظاهر أزمة الجهاز الصحي والتي لا يتم حلها أو مواجهتها، النقص الكبير بالأطباء والممرضات، ومدة الانتظار للحصول على علاج من الأطباء المختصين في صناديق المرضة والتي طالت أكثر في السنوات الأخيرة، كما أن هذه المدة تطول أكثر في المناطق الواقعة خارج وسط إسرائيل.

وأفاد تقرير "انعدام المساواة في الصحة في النقب"، العام الماضي، بأن نسبة وفيات الأطفال المولودين في منطقة بئر السبع في السنوات 2015 – 2017 هي 4.8، مقابل 1.6 في منطقة تل أبيب. كذلك فإن نسبة الأشخاص الذين يعانون من قيود في الحركة في النقب هي 28 بين كل ألف شخص، وتنخفض هذه النسبة إلى 12 في منطقة تل أبيب.

والمعادلة السارية في إسرائيل هي أنه كلما ارتفع الإنفاق الشخصي يتزايد عمق الفجوات في خدمات الصحة. وتراجع الخدمات الطبية المتاحة وجودتها دفعت من يتمكنون من ذلك إلى الخدمات الطبية الخاصة، التي تعتمد على أفضل الأطباء وعلى حساب الخدمات الطبية العامة.

ويعمل في إسرائيل 29,700 طبيب تقريبا، أي أن هناك 3.19 طبيب لكل ألف نسمة، بينما هذه النسبة ترتفع إلى 3.5% بالمتوسط في OECD. لكن لأن أعمار الأطباء في إسرائيل مرتفع قياسا بباقي دول OECD، فإنه يتوقع حدوث تراجع في مستوى الخدمات في السنوات المقبلة.

وإخفاق آخر لجهاز الصحة يتعلق بالعلاج الوقائي. ووفقا لمنظمة أطباء الصحة العامة، فإن 4% فقط من ميزانية وزارة الصحة ترصد لمتابعة ومنع الأمراض، من خلال عيادات الأم والطفل ومكاتب الصحة والتغذية الصحيحة وما إلى ذلك.

التعليقات