24/10/2022 - 18:10

زيلينسكي ينتقد حياد إسرائيل: تل أبيب تتجنب إغضاب موسكو

أجرى غانتس محادثة هاتفية في "أجواء إيجابية" مع نظيره الأوكراني، ريزنيكوف، علما بأنه كان من المقرر إجراء هذه المكالمة يوم الخميس الماضي، وقد تم إرجاؤها بطلب من الجانب الأوكراني، في ظل الرفض الإسرائيلي لطبلات كييف الملحة بالحصول على منظومات دفاع جوي إسرائيلية.

زيلينسكي ينتقد حياد إسرائيل: تل أبيب تتجنب إغضاب موسكو

الرئيس الأوكراني، زيلينسكي (Getty Images)

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الإثنين، إن ما وصفه بالتحالف العسكري الروسي - الإيراني، "لم يكن ليتحقق لو تلقت كييف مساعدات عسكرية من إسرائيل"، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي التي يلح الجانب الأوكراني على الحصول عليها من إسرائيل؛ معتبرا أن المساعدات الإيرانية التي تتلقاها روسيا في حربها على أوكرانيا "تشكل تهديدًا وجوديًا".

وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني في كلمة مسجلة بُثت خلال مؤتمر نظمته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مساء اليوم، الإثنين. واعتبر زيلينسكي أن "إمداد إيران روسيا (بالأسلحة) يعزز قوة الكرملين"، مشيرا إلى الانتكاسة العسكرية التي مني بها جيش الروسي في جميع جبهات المواجهة في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني إن إسرائيل "لا تساعد أوكرانيا بشكل عملي"، وأضاف أن السياسية الإسرائيلية تجاه الحرب في أوكرانيا تتمثل بـ"عدم إغضاب الروس"، وشدد على أنه "إذا كانت أوكرانيا قادرة على حماية مجالها الجوي في اللحظة التي بدأوا فيها (الروس) مهاجمتنا بالصواريخ والطائرات المسيّرة، لما كان لدى روسيا دافع للذهاب إلى إيران وتقديم شيء لها مقابل مساعدة الإرهاب".

وبحسب زيلينسكي، فإن مخزون روسيا من الأسلحة آخذ في النفاد، وبالتالي اتجهت إلى إيران "لمواصلة الأنشطة الإرهابية"، على حد تعبيره، وخاطب زيلينسكي الحضور قائلاً: "لدي سؤال لكم، كيف تدفع روسيا لإيران مقابل ذلك؟ هل إيران مهتمة بالمال فقط؟ ربما لا يتعلق الأمر بالمال على الإطلاق، بل بالمساعدة الروسية للبرنامج النووي الإيراني".

واتهم الرئيس الأوكراني إيران بأنها وافقت على تسليم مسيرات لروسيا مقابل "مساعدة روسية لبرنامج إيران النووي". وقال "من المحتمل أن يكون هذا هو بالضبط معنى التحالف الإيراني الروسي". وأضاف زيلينسكي أن "مدربين إيرانيين جاؤوا لتعليم الروس كيفية استخدام هذه المسيرات".

منازل مدمرة بالقرب في منطقة خاركيف (Getty Images)

وتابع "لم يكن لهذا التحالف بكل بساطة أن يقوم لو اتخذ السياسيون الإسرائيليون قرارا واحدًا في تلك الآونة، القرار الذي طالبنا به" في إشارة الى مطالبة كييف بأن تحظى بدعم إسرائيل في مواجهة روسيا، وقال: "لسوء الحظ، ليس لدينا قبة حديدية"، في إشارة إلى نظام الدفاع الإسرائيلي ضد الصواريخ قصيرة المدى.

وأضاف أنه "ما زلنا لا نملك أنظمة حديثة وفعالة للدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ لضمان أمن أجوائنا. ولهذا السبب تأمل روسيا في اللجوء إلى الترهيب عن طريق الجو لتعويض خسائرها على الأرض".

وقال إنه "في ثمانية أشهر من الحرب الشاملة، استخدمت روسيا حوالي 4500 صاروخ ضدنا، ومخزونهم من الصواريخ يتضاءل". وأضاف "هذا هو السبب الذي جعل روسيا تبحث عن أسلحة قليلة التكلفة في دول أخرى لمواصلة إرهابها"؛ وأفاد بأن "المخابرات الأوكرانية تقدر أن روسيا طلبت من طهران نحو ألفي طائرة مُسيّرة من طراز شاهد".

وجدد زيلينسكي دعوته إلى إسرائيل "للعمل جنيا إلى جنب" مع الديمقراطيات الغربية التي تعمل على تسليح كييف. وحول المخاوف الإسرائيلية من أن تسليح كييف قد يدفع روسيا إلى تقييد هجمات إسرائيل الجوية على أهداف في سورية، قال زيلينسكي إن "الوجود الروسي في سورية انخفض بشكل كبير بفضل المدافعين عنا الذين يضربون المحتلين".

وفي وقت سابق، اليوم، كرر وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، تأكيده أن إسرائيل لن تقدم أنظمة أسلحة لأوكرانيا بذريعة ما وصفه بـ"القيود العملياتية" التي تواجهها إسرائيل، بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية.

الدمار الذي خلفه هجوم صاروخي في ميكولايف، أمس، الأحد (Getty Images)

وجاء في البيان أن غانتس أجرى محادثة هاتفية في "أجواء إيجابية" مع نظيره الأوكراني، ريزنيكوف، علما بأنه كان من المقرر إجراء هذه المكالمة يوم الخميس الماضي، وقد تم إرجاؤها بطلب من الجانب الأوكراني، في ظل الرفض الإسرائيلي لطلبات كييف الملحة بالحصول على منظومات دفاع جوي إسرائيلية.

وأشارت وزارة الأمن الإسرائيلية إلى أنه "في بداية المكالمة، أطلع الوزير ريزنيكوف الوزير غانتس على تطورات الحرب في أوكرانيا". وأضافت أن غانتس "أعرب عن تعازيه في الخسائر المأساوية في الأرواح وقلقه من الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب، وأكد وقوف إسرائيل إلى جانب أوكرانيا والجهود الإنسانية المبذولة".

وأفاد البيان بأن غانتس "سلط الضوء على موقف إسرائيل في الوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني والغرب، وأعرب عن التزام المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدعم أوكرانيا من خلال إيصال المساعدات الإنسانية ومعدات الدفاع المنقذة للحياة".

ولفتت إلى أن الجانبين "اتفقا على إجراء حوار مهني لمساعدة أوكرانيا في تطوير نظام إنذار مبكر مدني"، كما اتفقا على "البقاء على اتصال في الأسابيع المقبلة ومناقشة القضايا الأخرى المطروحة". وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية إن غانتس "شدد على القيود العملياتية التي تواجهها إسرائيل، وإنها نتيجة لذلك لن تقدم أنظمة أسلحة لأوكرانيا".

ويوم الخميس الماضي، أعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أنه تحدث إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، وناقش بالتفصيل طلب كييف لأنظمة دفاع جوي وصاروخي وتكنولوجيا. وكتب كوليبا على "تويتر" أنه أبلغ لبيد "بالمعاناة التي لا توصف والخسائر في الأرواح والدمار الناجم عن الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع".

وقفة في تل أبيب ضد الحرب في أوكرانيا، أغسطس الماضي (Getty Images)

وعرضت إسرائيل في الآونة الأخيرة مساعدة الأوكرانيين في تطوير أنظمة إنذار من الهجمات الجوية. وقال مكتب لبيد، الخميس الماضي، إن الأخير أكد لكوليبا دعم بلاده لأوكرانيا، وأعرب عن "قلقه العميق" بشأن العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا.

وأطلقت روسيا عشرات الطائرات بدون طيار من طراز "كاميكازي" على أوكرانيا لضرب البنية التحتية للطاقة. وتقول أوكرانيا إنها طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136. من جانبها، تنفي طهران إمداد موسكو بالطائرات المسيرة، كما نفى الكرملين، يوم الثلاثاء الماضي، أن تكون القوات الروسية قد استخدمت طائرات مسيرة إيرانية في مهاجمة أوكرانيا. فيما تزعم واشنطن أن النفي الإيراني كاذب.

وفي محاولة منها لتفادي أزمة مع روسيا، رفضت إسرائيل طلبات متكررة من أوكرانيا بتزويدها بالأسلحة الثقيلة بما فيها أنظمة الدفاع الجوي والمعدات العسكرية في وقت امتنعت فيه عن الموافقة بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، كما أنها تأخرت في التعبير عن الدعم السياسي لأوكراني بإدانة العمليات العسكرية الروسية.

ورغم إدانتها للغزو الروسي، قالت إسرائيل إنها لن تزود أوكرانيا بالأسلحة. واقتصرت مساعدتها لكييف على الإغاثة الإنسانية، مشيرة إلى رغبتها في استمرار التعاون مع موسكو بشأن جارتها سوريا التي مزقتها الحرب، وضمان رفاهية يهود روسيا.

التعليقات