01/02/2023 - 10:11

تقرير: الجيش الإسرائيلي يتخوف من طرح مواقف مناقضة للوزراء

ضباط الجيش الإسرائيلي يتخوفون من التعبير عن "مواقف مهنية" تتعارض مع أفكار الحكومة بشكل عام، ومع مواقف بن غفير وسموتريتش بشكل خاص، كي لا "يتحولوا إلى كيس لكمات" في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام

تقرير: الجيش الإسرائيلي يتخوف من طرح مواقف مناقضة للوزراء

سموتريتش خلال جنازة الحاخام دروكمان (Getty Images)

قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن ضباط الجيش الإسرائيلي يتخوفون من التعبير عن "مواقف مهنية" تتعارض مع أفكار الحكومة بشكل عام، ومع مواقف وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والوزير في وزارة الأمن، بتسلئيل سموتريتش، بشكل خاص، وفق ما نقلت عن هؤلاء المسؤولين صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء.

وأشار مسؤول أمني إلى أن النقاش في الهيئات الأمنية منذ بدء ولاية حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة أصبح أقل انفتاحا من الماضي، وأنه بات "أصعب بكثير التعبير عن موقف دقيق وواضح"، وذلك بسبب التخوف من أن "يتحولوا إلى كيس لكمات" من جانب سياسيين في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام.

وقال مسؤول أمني غادر منصبه مؤخرا إن "لدينا مشكلة صعبة جدا بدخول جهات سياسية وهي ليست وزير الأمن ورئيس الحكومة إلى داخل الجيش، وكلما كان توغلهم أوسع تتعاظم هذه المشكلة وتتحول إلى تهديد إستراتيجي".

وأضاف أنه "خلال العقد الأخير لم نرصد هيئة كان فيها نفاد صبر للاستماع إلى موقف المستوى الأمني، واليوم الوضع مختلف. ويوجد توتر غير صحي وتخوف من توبيخ أثناء المحادثات والمداولات، وأن يتم التسريب من جانب جهات ذات مصالح بهدف إحراج ذلك المسؤول المهني".

ووفقا لمصادر أمنية رفيعة، شاركت مؤخرا في مداولات المجلس الوزاري السياسي – الأمني (الكابينيت)، فإن مقربين من وزراء يتوجهون إلى مسؤولين أمنيين من أجل إبلاغهم مسبقا بموقف الوزراء بخصوص الموضوع الذي سيتم التداول بشأنه.

وقال أحد هذه المصادر إن المقربين من الوزراء "يطرحون أمام المسؤولين الأمنيين تخوفات من أن أي قرار يتعارض مع موقف الوزراء سيضعهم في موقف معارض لرغبات الحكومة. وقد يكرر يوم الغفران (إخفاق حرب العام 1973) نفسه إذا لم تكن ثقافة النقاش بين المستويين السياسي والأمني نظيفة ومنفتحة".

وأشارت المصادر الأمنية إلى انتقادات سموتريتش وبن غفير ضد مسؤولين أمنيين، بينها تعقيب بن غفير على سجن جندي بعدما قال لناشط سلام إسرائيلي في مدينة الخليل إن "بن غفير سينظم الأمور هنا" واعتدى بالضرب عليه وقال إنه "سوف أكسر صورتكم أيها اليساريون". واعتبر بن غفير سجن الجندي أنه "تجاوز لخط أحمر".

وقال مصدر أمني رفيه إنه دائما يوجد توتر بين المستويين السياسي والأمني، وأضاف أن هذا كان "توترا صحيا" ولم يسارع أي جانب إلى الموافقة على موقف الجانب الآخر. "ولم يكن من السهل أبدا الوقوف مقابل المستوى السياسي، لكن جهاز الأمن كان ينقل دائما تقييمه للوضع ويقدم موقفه في أي موضوع. وكانت هناك خلافات كثيرة بين جهاز الأمن والمستوى السياسي خلال ولاية الحكومة السابقة، لكن النقاش كان منفتحا ولم يتخذ المستوى السياسي أبدا القرار الأخير".

وتابع المصدر نفسه أنه "تسود اليوم أجواء متوترة أكثر بكثير. ومسؤولون أمنيون كبار يختارون كلماتهم بحرص كبير تحسبا من تسريبها في الغد ويوصمون كمن يعملون ضد إرادة الحكومة. وهذا وضع خطير".

التعليقات