07/02/2023 - 14:11

بلينكن طالب نتنياهو وعباس بـ"وقف مؤقت" لخطوات أحادية الجانب

الهدف، بحسب إدارة بايدن، منع تصعيد وانتفاضة ثالثة، ونتنياهو يرفض وقف البناء في المستوطنات، وعمليات الاحتلال العسكرية تتواصل. والجانب الفلسطيني يقول إنه سيوافق على وقف خطواته شريطة أن يكون ذلك متبادلا

بلينكن طالب نتنياهو وعباس بـ

بلينكن خلال لقائه عباس في رام الله، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال لقائه معهما الأسبوع الماضي، "وقفا مؤقتا" لخطوات أحادية الجانب لعدة أشهر، بهدف محاولة خفض مستوى التوتر ولجم التصعيد في الضفة الغربية، وفق ما نقل عنهم موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الثلاثاء.

وعبّر رئيس CIA، وليام بيرنز، عن مخاوف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن يؤدي التصعيد في الضفة الغربية إلى انتفاضة ثالثة. وقال بيرنز خلال محاضرة في جامعة جورج تاون في واشنطن، الخميس الماضي، إن "المحادثات التي أجريتها مع القادة أبقت تخوفات لدي. وكنت دبلوماسيا رفيعا أثناء الانتفاضة الثانية، وأنا قلق، مثل زملائي في أجهزة الاستخبارات. فنحن نرى تذكيرا غير مفرح لعدد من الوقائع التي شاهدناها في حينه. وجزء من مسؤولية الـ CIAهو العمل عن قرب بقدر الإمكان مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، من أجل منع تفجر عنف كالذي شاهدنا مثله في الأسابيع الأخيرة. وكان هذا تحد كبير".

وتحاول إدارة بايدن تركيز "خطوات سلبية" يلتزم الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني بعدم تنفيذها من أجل خفض مستوى التوتر. وبعد مغادرة بلينكن إسرائيل، بقيت فيها مساعدته لشؤون الشرق الأوسط، بربارة ليف، وأجرت محادثات بشأن تلك الخطوات. وأفاد مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون بأن ليف التقت مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الذي يتولى الملف الفلسطيني في مكتب نتنياهو، ومع وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، حسين الشيخ.

لقاء بلينكن ونتنياهو، الأسبوع الماضي (Getty Images)

وتسعى الإدارة الأميركية إلى "وقف مؤقت" لخطوات إسرائيلية بينها تأجيل أعمال بناء في المستوطنات وهدم مبان فلسطينية وتهجير فلسطينيين من قراهم وبيوتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وطلبت من الجانب الفلسطيني تعليق الخطوات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وهيئات دولية واستئناف التنسيق الأمني الذي أعلن عباس عن تعليقه قبل أسبوعين في أعقاب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم جنين.

وأبلغت إسرائيل إدارة بايدن أنها توافق على تقليص خطواتها التي تعارضها الولايات المتحدة، لكنها لن توقف خطوات أخرى بشكل كامل، وخاصة البناء في المستوطنات، وفقا لـ"واللا". وأوضح الجانب الفلسطيني أنه يوافق على "وقف مؤقت" شريطة أن يكون متبادلا. وتواصل الإدارة الاتصالات مع الجانبين من أجل الوصول إلى تفاهمات.

وأوعز نتنياهو، أول من أمس، بتعليق هدم بناية تضم 12 شقة سكنية، يقطنها أكثر من 100 فرد، في حي وادي قدوم ببلدة سلوان في القدس الشرقية المحتلة، في أعقاب ضغوط مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى.

إلا نتنياهو قال خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، إنه لا يعتزم تعليق البناء في المستوطنات، زاعما أنه سينفذ أقل بكثير مما يطالب به شركاؤه في الائتلاف. وطلبت الحكومة الإسرائيلية من المحكمة العليا تأجيل تهجير قرية خان الأحمر لستة أشهر. وذكرت صحيفة "هآرتس"، أمس، أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، طلب من قادة المستوطنين عدم إقامة بؤر استيطانية عشوائية في الضفة خلال الفترة القريبة المقبلة.

إلا أنه في هذه الأثناء تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية واستشهاد فلسطينيين بشكل يومي. فقد استشهد الفتى حمزة الأشقر (17 عاما) في نابلس، فجر اليوم. وأمس، استشهد 5 فلسطينيين في مخيم عقبة جبر قرب أريحا، خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم.

ووصفت الرئاسة الفلسطينية العملية العسكرية للاحتلال في مخيم عقبة جبر بأنها "جريمة جديدة ترتكبها حكومة نتنياهو" رغم المساعي الدولية للجم التصعيد، فيما ادعى نتنياهو أن قوات الاحتلال نفذت العملية في المخيم لأن قوات الأمن الفلسطينية امتنعت عن اعتقال أفراد الخلية.

وامتنع مكتب نتنياهو والإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية عن التعقيب على تقرير "واللا"، لكن مسؤولا أميركيا قال إن إدارة بايدن تأمل بالتوصل إلى تفاهمات حول "وقف مؤقت" مع الجانبين، لكنه حذر من أنه بسبب الوضع الهش في الضفة الغربية فإنه سيكون من الصعب جدا تحقيق ذلك وتنفيذه لفترة طويلة نسبيا.

وقال هنغبي إن "جميع قرارات الكابينيت في أعقاب عمليتي إطلاق النار في القدس ستنفذ بحذافيرها".

وقالت منظمة "محاربون من أجل السلام" الإسرائيلية تعقيبا على المفاوضات الأميركية مع إسرائيل أن "الولايات المتحدة تدرك أن تدخلها مطلوب من أجل وضع حدود أمام حكومة الأبارتهايد العنصرية التي تشكلت في إسرائيل. وعلى الولايات المتحدة ألا تتوقف عند بناء مستوطنات وهدم بيوت، وإنما عليها العمل من أجل قيادة إسرائيل إلى مسار لا يقود إلى كارثة للشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي على حد سواء".

التعليقات