23/02/2023 - 17:17

هليفي يحذّر من انخراط الجيش في الصراع السياسي حول الخطة القضائية

في ظل المشاركة الواسعة لجنود الاحتياط في الاحتجاجات الرافضة لخطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذر من أن الصراع السياسي قد يتسرب إلى داخل الجيش.

هليفي يحذّر من انخراط الجيش في الصراع السياسي حول الخطة القضائية

(Getty Images)

حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، اليوم الخميس، من انخراط الجيش في الصراع السياسي حول الخطة القضائية، وذلك في ظل المشاركة الواسعة لجنود في قوات الاحتياط في الحركة الاحتجاجية الواسعة على خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء وتقويض المحكمة العليا.

وجاءت تصريحات هليفي في مراسم تخريج فوج ضباط في الجيش الإسرائيلي، وطالب هليفي الجنود في الخدمة النظامية وقوات الاحتياط بترك الخلافات في الخارج "والاحتفاظ بجيش إسرائيلي واحد وموحد"، مشيرا إلى أن "الخلاف يعصف في المجتمع الإسرائيلي في هذه الأيام".

من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إن مهمته تتمثل في السعي للتوصل إلى تفاهات واسعة حول إصلاح الجهاز القضائي الإسرائيلي، من شأنها أن تمنع "شرخا كبيرا" في المجتمع الإسرائيلي، وذلك على خلفية مساعي الحكومة لإقرار مخططها لإضعاف القضاء.

وقال هرتسوغ، الذي شارك برفقة هليفي في مراسم تخريج الضباط الجدد، "إنني أبذل قصارى جهدي للتوصل إلى اتفاقيات تمنع انقسامًا كبيرا داخلنا وتحافظ على دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. من المهم الحفاظ على نظام قضائي مستقل يحمي حقوق المواطنين والأقليات".

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي هو جيش الدولة الذي يجب أن يظل فوق كل الخلافات السياسية. الوحدة التي توجد تحت ‘ناقلة الجرحى‘ هي ما نحتاجه كدولة وكمجتمع، اليوم أكثر من أي وقت مضى".

ودخول الصراع السياسي حول الخطة القضائية إلى صفوف الجيش كان متوقعا، بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة، والعرائض التي أصدرها جنرالات سابقون وضباط وجنود في الاحتياط وكذلك في الخدمة الفعلية، وفي أعقاب العريضة الاحتجاجية ضد الخطة التي وقع عليها المئات من عناصر الشاباك السابقين.

وقال هليفي إن "الجيش هو نقطة التقاء خاصة بين الجيش والمجتمع، وبالتالي يصل الانقسام أيضا إلى أولئك الذين يخدمون في صفوفه"، وأضاف "مثلما عرفنا كيفية احتواء هذه الخصوصية طوال سنوات وجود الجيش الإسرائيلي كجيش للشعب، سنعرف كيف نفعل ذلك اليوم أيضًا".

وأضاف "نحن، قادة الجيش الإسرائيلي، نتمسك بالمبدأ الذي يقول إن مهمة الجيش الإسرائيلي هي مهمة وطنية واحدة، ليس هناك ما يفوقها: حماية الدولة والحفاظ على أمن مواطنيها". واعتبر أن "من يخدمون في الجيش يخضعون للقانون وأوامر الجيش ويتصرفون وفق روح الجيش وقيمه".

وشدد على أن الجيش سيكون "متنبها ومنصتا إلى همسات الجنود حول الانقسام، ليس من أجل الانحياز إلى طرف بعينه، ولكن لنبذه بعيدًا والحفاظ على جيش إسرائيلي واحد، موحّدًا حول مهامه المعقدة". واعتبر أن أن "جنديين احتياطيين يمكنهما الوقوف على طرفي الصراع وعدم إشراك الزي العسكري فيه".

وتابع أنه "عند استدعائهما إلى الاحتياط ويرتديان الزي العسكري يتركان الخلاف في الخارج ويشاركان في مهمة واحدة كتفا إلى كتف. عندما لا يكونون في الخدمة الفعلية يكون جنود الاحتياط مواطنين ويتمتعون بجميع الحقوق التي يتمتع بها المواطنون في بلد ديمقراطي".

وشدد على أن "هذا الفصل والتمايز هو السبيل الوحيد للحفاظ على جيش احتياطي، وهو أمر نحن في أمس الحاجة إليه".

وبرزت مشاركة ضباط في قوات الاحتياط في الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإسرائيلية وخطتها القضائية، وسط استخدام واسع لرموز عسكرية في التظاهرات، مثل الثكل والرتب والزي العسكري، ومؤخر قام جنود سابقون شاركوا في حرب تشرين العام 1973 بسحب دبابة من موقع نصب تذكاري عسكري في هضبة الجولان المحتلة.

التعليقات