اعتبر الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، زئيف سنير، وهو طيار حربي سابق برتبة عميد، في رسالة مفتوحة وجهها إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، احتجاجا على خطة إضعاف جهاز القضاء، أن إيران ليست بحاجة إلى تطوير سلاح نووي لأن إسرائيل تستهدف نفسها من خلال الخطة القضائية.
وكتب سنير في رسالته لنتنياهو، التي نشرها في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد، أن "الإيرانيين والأعداء ينظرون باستغراب إلى ما يحدث هنا. وليس لديهم أي حاجة لسلاح نووي من أجل القضاء علينا، وما يحتاجون إليه هو الانتظار ومشاهدتنا كيف نستهدف أنفسنا".
وأشار سنير إلى أن نتنياهو وضع أربع غايات أساسية لدى تشكيل حكومته الحالية: "إيران، الأمن الداخلي، غلاء المعيشة وتوسيع دائرة السلام. ولم تذكر الإصلاح القضائي بتاتا".
مفاعل ديمونا النووي (أرشيفية - أ ف ب)
يشار إلى أن رئيس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية هو أرفع مسؤول نووي. وهو المسؤول عن مفاعل ديمونا وعن الترسانة النووية الإسرائيلية، ويمثل إسرائيل أمام اللجنة الدولية للطاقة الذرية. وهذه اللجنة تضع التقديران بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني.
وبحسبه، فإن "الواقع الذي نواجهه اليوم، الانشغال المكثف بالإصلاح القضائي، يلحق ضررا اليوم وسيلحق ضررا أشد في المستقبل بكل واحدة من الغايات الأربع".
وتابع سنير أن "المنافسة الإستراتيجية مع إيران تستوجب تجنيد كافة موارد دولة إسرائيل، وتنمية قوة عسكرية، اقتصادية، سياسية واجتماعية. وإيران تعزز مكانتها وقدراتها، في النووي، التحالف مع روسيا والصين، وفي مواجهة العقوبات وغير ذلك. وهذا كلّه فيما الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة منشغل بالمنافسة مع الصين والحرب في أوروبا ومكافحة روسيا وأزمة الطاقة".
وأضاف أن "الإيرانيين يدفعون البرنامج النووي قدما ونحن منشغلون بـ’قانون الهدايا’ (لنتنياهو)، ويشتري الإيرانيون طائرات سوخوي-35 ونحن منشغلون بـ’قانون درعي 2’، واستأنف الإيرانيون العلاقات مع السعودية ونحن في ’قانون التعذر (لمنع عزل نتنياهو بسبب محاكمته بتهم فساد)، وبرصد ميزانيات غير مسبوق لمنزلي رئيس الحكومة والملابس ومواد التجميل".
وحذّر سنير من أن "الخطوات الجارية في إسرائيل على إثر الانشغال المكثف بالإصلاح القضائي استهدفت وستستهدف قدرتنا على مواجهة إيران وتهديدات أخرى في المدى القصير والمتوسط والبعيد. وتراجع قوتنا حاصل في جميع الأبعاد، وبضمنها المناعة القومية، الشعور بالشراكة، وحدة المصير والتكتل الاجتماعي".
وأشار إلى أنه "قبل فترة قصيرة تقاعدت بعد خدمة 49 عاما في جهاز أمن دولة إسرائيل، سلاح الجو، وزارة الأمن وكرئيس لجنة الطاقة الذرية، وهو المنصب الذي عُينت فيه بموجب قرارك".
وأضاف أنه "حتى أمس تطوعت، بدون راتب وبدون أي مقابل، من أجل مساعدة إحدى الصناعات الأمنية في دفع مشاريع أمنية تعرفها جيدا. وبعدما شاهدت ردود الفعل المثيرة للغضب من جانب قادة الجمهور، وزراء عينتهم أنت وأعضاء كنيست، على الاحتجاجات، وغياب رد حازم من جانبك على أقوالهم، أبلغت بأني أتوقف عن التطوع".
التعليقات