يتصاعد الخلاف العميق بين حزبي اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، حزب الصهيونية الدينية برئاسة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وحزب "عوتسما يهوديت" برئاسة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. واتهم الصهيونية الدينية بن غفير بأنه قد يتسبب بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو.
وكتبت وزيرة الاستيطان والمهمات القومية، أوريت ستروك، من الصهيونية الدينة، في تويتر اليوم، الجمعة، أن "الذي سيدمر حياة هذه الحكومة، سيحاسبه التاريخ والجمهور أيضا" في إشارة إلى بن غفير.
وأضافت ستروك "أننا في حكومة الأحلام. هذه حكومة تحقق أحلاما كثيرة في جميع المجالات – في التوراة، في أرض إسرائيل، النقب، الجليل، يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، في التربية والتعليم، في الصحة النفسية، في الهجرة اليهودية وفي القدرة على الحكم وغيرها. صحيح أنه لم تحقق كل شيء، لكن أحلاما كثيرة تجرأنا بصعوبة على أن نحلم بها تحققت".
وبدأت هذه الأزمة أول من أمس، الأربعاء، عندما غادر أعضاء "عوتسما يهوديت" الهيئة العامة للكنيست احتجاجا على تقليص ميزانية وزارة النقب والجليل، التي يتولاها وزير من حزبهم، وأدى ذلك إلى تمرير ثلاثة قوانين للمعارضة بقراءات مختلفة.
وفي أعقاب ذلك تحدث بن غفير مع نتنياهو وقال له "إننا في أزمة جدية، وإذا كان الليكود يريد انتخابات بدلا من ميزانية للنقب والجليل، فليكن". من جانبه، قال نتنياهو إنه سيبذل جهدا كبيرا من أجل زيادة ميزانية النقب والجليل.
ونقلت صحيفة "معاريف"، اليوم، عن مصادر مقربة من بن غفير قولها إن محادثة مشابهة جرت بين بن غفير ونتنياهو قبل عدة أيام، وتعهد نتنياهو خلالها بأنه سيبذل جهدا، "لكن الموضوع لم يتقدم".
وأضافت المصادر نفسها أن بن غفير قال لنتنياهو "إننا في أزمة جدية. وفي نهاية الأمر أنت رئيس الحكومة، وإذا كان وزير ماليتك يأخذ أموالا من النقب والجليل، ويحولها إلى أماكن أخرى ويبقي لهم 450 مليون شيكل فقط، فهذا غير معقول. هذا مستحيل".
وقال بن غفير إن "بتسلئيل سموتريتش يلحق ضررا بنا جميعا، ويحولنا إلى فئات وقطاعات، وإلى أشخاص تمنح وظائف لمقربين. بدلا من الاهتمام بالمناطق خارج وسط البلاد، بالنقب والجليل، وبدلا من إعطاء ميزانيات للجمهور كله في إسرائيل، الوزير سموتريتش يأخذنا إلى أماكن غير جيدة".
وطالب بن غفير بأن "على الرئيس الحكومة الدخول إلى هذه القضية وحلّها. واستمعنا اليوم إلى إحاطات من جانب الليكود، تحدثوا فيها عن انتخابات. فليكن".
وهاجمت مصادر في الائتلاف بن غفير، وقالت إن "إيتمار بن غفير يهتم بالتغطية الإعلامية له أكثر من الحفاظ على حكومة اليمين وسلامة الائتلاف. وخلافا لخدعه الإعلامية، فإنه ليس الوحيد الذي يهمه النقب والجليل. وربما من الأفضل فعلا أن يسقط الحكومة ونتوجه إلى انتخابات، كي يلقي الجمهور بمن أسقط حكومة اليمين. وصعود حكومة يسار سيتحمل مسؤوليتها وحده".
التعليقات