06/06/2023 - 21:02

استقالة قائد وحدة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي

استقالة قائد وحدة "سيف" لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، فيما تسعى الشرطة إلى إغلاق الوحدة، في ظل إعلان بن غفير عن عزمه لتعيين منسق لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي.

استقالة قائد وحدة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي

بوزنا، أرشيفية (تصوير: الشرطة)

استقال قائد شعبة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي ("سيف")، اللواء ناتان بوزنا، من منصبه في الشرطة، اليوم الثلاثاء، وذلك وسط تقارير عن خلافات نشبت بينه وبين المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في ظل استفحال الجريمة في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني.

وقال مصدر بالشرطة، تحدث لموقع "واينت"، إن شبتاي دفع بوزنا للاستقالة، وقاده إلى "طريق الخروج"، وذلك عبر إخطاره بأنه لن يحصل على منصب رفيع في حركة التعيينات المقبلة في الجهاز، ليصبح بوزنا، اللواء الـ11 الذي ينسحب من الشرطة منذ تعيين شبتاي مفتشا عام للجهاز.

وفي أعقاب استقالة بوزنا، يتضح أن الشرطة ستغلق وحدة "سيف" التي شكلها وزير الأمن الداخلي الأسبق، أمير أوحنا، قبل نحو عام ونصف العام، وذلك على الرغم من تصاعد أنشطة المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي، ومع ارتفاع حصيلة ضحايا جرائم القتل، إلى 84 قتيلا بينهم 6 نساء وطفلان، منذ مطلع العام الجاري.

وتأتي استقالة بوزنا بعد أقل من 24 ساعة على إعلان بن غفير عزمه تعيين منسقا للتعامل مع "مع الجريمة وقضايا القتل في الوسط العربي"، على حد تعبيره، في تعليقه على استقالة قائد وحدة "سيف"، قال بن غفير، مساء اليوم، إن بوزنا "لم ينجح في مهمته"، ورغم ذلك سعى إلى الترقية التي لم تكن من حقه.

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن بوزنا وجه انتقادات حادة لبن غفير في جلسات مغلقة لقادة الشرطة، وقال إن وزير الأمن القومي "أقام وحدة بلا أسنان أو قدرة على التأثير، بن غفير لم يزر مقر الوحدة ولو مرة واحدة".

وفي بيان صدر عن بن غفير أمس، الإثنين، جاء فيه أنه "في نهاية تقييم للوضع أجراه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مع المفتش العام للشرطة، شبتاي، وقادة الألوية في الشرطة، قرر الوزير تعيين منسق للتعامل مع قضايا الجريمة والقتل في الوسط العربي".

وأضاف بن غفير أنه في ختام تقييم الوضع، يعتزم "وضع مكافحة الجريمة والقتل في المجتمع العربي على رأس أولويات وزارة الأمن القومي. تخصيص موارد هائلة لهذا الغرض من خلال استقدام رجال الشرطة ورفع رواتب رجال الشرطة وإنشاء الحرس الوطني".

وقررت الشرطة تفكيك قسم مكافحة الجريمة في المجتمع العربي ("سيف")، وإخضاع وحدات هذه الشعبة لشعبة جديد لم تتم إقامتها حتى الآن. ويأتي هذا القرار بالرغم من الارتفاع الكبير في عدد جرائم القتل في المجتمع العربي والذي بلغ منذ مطلع العام الحالي ولغاية اليوم 84 جريمة قتل.

وكانت صحيفة "هآرتس" قد أشارت إلى أن شبتاي أعطى ضوءا أخضر لخطة يجري نسجها حاليا في شعبة التخطيط في الشرطة، وتقضي بتفكيك شعبة محاربة الجريمة في المجتمع العربي وتحويلها إلى "لواء عربي" يخضع لشعبة سيطلق عليها تسمية "شعبة الجاليات".

وكان شبتاي قد أعلن لدى إقامة شعبة "سيف"، في آب/أغسطس العام 2021، أن "هدف هذه الشعبة هو إعادة الأمن إلى شوارع المدن والقرى" العربية. إلا أن الشرطة لم تحقق هذا الهدف وحتى أنها بعيدة جدا عن تحقيقه.

فخلال العام 2022، بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، 109 قتلى بينهم 12 امرأة؛ وفي العام 2021، تم توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في حصيلة قياسية غير مسبوقة.

ومنذ مطلع العام الجاري، لم تتمكن الشرطة من بناء قاعدة أدلة قوية وتقديم لوائح اتهام ضد مشتبه بهم، إلا في تسع جرائم قتل من أصل نحو 90 جريمة.

وفشلت شعبة "سيف" بتنفيذ مهمتها بسبب عدم وجود قدرة حقيقية لديها في العمل الميداني وبسبب انعدام الوضوح حيال حدود منطقتها في موازاة قوات الشرطة في المناطق الأخرى. وتلقت شعبة "سيف" ضربة في أعقاب كشف توثيق مصور لقائدها السابق، جمال حكروش، عندما قفز فوق جثة قتيل وفرّ من موقع الجريمة.

وحل بوزنا مكان حكروش في قيادة "سيف"، علما بأن الأول يفتقر للخبرة في العلاقة مع المجتمع العربي، وفقا لـ"هآرتس".

التعليقات