26/06/2023 - 13:02

نتنياهو: "لن نسمح بانهيار السلطة الفلسطينية وينبغي قطع تطلعاتهم لدولة"

أقوال نتنياهو جاء خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست: "إننا نستعد لليوم الذي يلي أبو مازن. وفي النواحي التي تنجح السلطة الفلسطينية بالعمل فيها فإنها تنفذ العمل لمصلحتنا. ولا توجد لدينا مصلحة بسقوطها"

نتنياهو:

أضرار خلفها اعتداءات المستوطنين في ترمسعيا، الأسبوع الماضي (Getty Images)

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تستعد للفترة التي تلي رحيل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ورفض بشدة قيام دولة فلسطينية.

وجاء أقوال نتنياهو خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، يوم الثلاثاء الماضي، وفق ما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" اليوم، الإثنين.

وبحسب "كان"، فإن أقوال نتنياهو جاءت ردا على أسئلة أعضاء لجنة الخارجية والأمن حول العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

نتنياهو وسموتريتش قبيل اجتماع الحكومة، أمس (أ.ب.)

ونقلت "كان" عن نتنياهو قوله "إننا نستعد لليوم الذي يلي أبو مازن. ونحن بحاجة إلى السلطة الفلسطينية. ولا يمكننا (السماح) أن تنهار. ولا نريد أن تنهار. ونحن مستعدون لمساعدتها من الناحية الاقتصادية"، بحسب ادعائه.

وأضاف نتنياهو أن "لدينا مصلحة بأن تستمر السلطة الفلسطينية بالعمل. وفي النواحي التي تنجح بالعمل فيها فإنها تنفذ العمل لمصلحتنا. ولا توجد لدينا مصلحة بسقوطها".

ورفض نتنياهو بشدة قيام دولة فلسطينية مستقلة، وقال إنه "ينبغي قطع تطلعاتهم لدولة".

وموقف نتنياهو تجاه السلطة الفلسطينية ليس جديدا ولا مفاجئا، وينسجم مع مواقف حكومته الحالية التي تستند إلى أحزاب اليمين المتطرف الاستيطاني والعنصري، الصهيونية الدينية و"عوتسما يهوديت" بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

وكان سموتريتش قد زعم في تصريحات أطلقها في باريس، في آذار/مارس الماضي، أن "لا شيء اسمه شعب فلسطيني" واعتبر أن "أرض إسرائيل الكبرى" المزعومة تشمل الأردن أيضا. ولقيت أقواله تنديد عربيا ودوليا.

وفي سياق رفض حكومة نتنياهو حل الدولتين، صادقت هذه الحكومة، مطلع الأسبوع الماضي، على مخططات لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وتصير إجراءات المصادقة على هذه المخططات، وتكليف سموترتش بذلك.

وتبث حكومة نتنياهو بذلك رسالة إلى المستوطنين بمواصلة الاستيلاء على أراض في الضفة الغربية المحتلة وإقامة بؤر استيطانية فيها، في إطار سعيها إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي وإحباط أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي، وذلك إلى جانب مخططات بناء استيطاني تهدف إلى قطع التواصل الجغرافي كليا بين شمال الضفة وجنوبها، بضمنها مخطط إقامة مستوطنة في المنطقة E1.

ويأتي ذلك في وقت أبرمت فيه دول عربية، الإمارات والبحرين والمغرب، اتفاقيات تطبيع علاقات مع إسرائيل، في إطار ما يسمى بـ"اتفاقيات أبراهام"، خلال ولاية حكومة نتنياهو السابقة، فيما تجري اتصالات حاليا بشأن اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية، بوساطة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي تعتبر أن اتفاقا كهذا هو مصلحة أميركية أيضا.

وأفادت تقارير بأن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، يشترط التطبيع مع إسرائيل بصفقات أسلحة مع الولايات المتحدة وأن تزوده الأخيرة بمنشأة نووية لأهداف سلمية، وتقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين، إلا أن إسرائيل ترفض هذه الشروط السعودية الثلاثة بشكل قاطع.

الرئاسة الفلسطينية: قيام دولة فلسطينية مستقلة هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار

ردا على تصريحات نتنياهو التي قال فيها إن على إسرائيل قطع الطريق أمام تطلعات الفلسطينيين إلى دولة مستقلة لهم، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.

وأضاف أبو ردينة، أن الدولة الفلسطينية قائمة ومعترف بها من أكثر من 140 دولة، وهي بحاجة فقط إلى زوال الاحتلال لتجسيد استقلالها.

وتابع أبو ردينة: إن الاحتلال واهم إذا ظن أن بإمكانه تكريس هذا الاحتلال عبر مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني، وتصعيد سياسة القتل والاستيطان وسرقة الأرض وغيرها من الأعمال العدوانية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية ومنها قرار 2334.

وشدد على أن تصريحات نتنياهو تظهر للعالم حقيقة النوايا الإسرائيلية الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي، وأنه لا يوجد شريك إسرائيلي يريد تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية.

الخارجية الفلسطينية: تصريحات نتنياهو اعتراف رسمي بمعاداة السلام

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن تصريحات نتنياهو بشأن رفضه إقامة دولة فلسطينية "اعتراف رسمي بمعاداة السلام"، وطالبت الإدارة الأميركية بالتعامل مع مواقف نتنياهو "بمنتهى الجدية".

وقالت الخارجية إن في تصريحات نتنياهو "اعترافا إسرائيليا رسميا بسياسة الحكومة المعادية للسلام والرافضة لقرارات الشرعية الدولية ولتطبيق مبدأ حل الدولتين".

ورأت في التصريحات "تأكيدا جديدا على غياب شريك السلام الإسرائيلي، واعترافا بالتخريب الإسرائيلي المتعمد لجميع الاتفاقيات والتفاهمات والجهود الإقليمية والدولية والأمريكية المبذولة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع".

وأدانت الوزارة "بأشد العبارات تصريحات ومواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي"، مضيفة أن رفض نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية مستقلة "هو التفسير السياسي لانتهاكات وجرائم جيش الاحتلال وميليشيا المستوطنين وعناصر الإرهاب اليهودي ضد المواطنين الفلسطينيين" على حد تعبيرها.

واعتبرت أن في موقف نتنياهو "تشجيعا لارتكاب مزيد من جرائم سرقة الأرض الفلسطينية وتعميق الاستيطان وزرع مزيد من البؤر العشوائية لتقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وأضافت أن "البديل الذي يطرحه نتنياهو على الشعب الفلسطيني وهو وجوب الإبقاء على الوضع القائم بشأن الفلسطينيين يحمل في طياته بدلالات خطيرة على ساحة الصراع وعلى مستقبل المنطقة، وبكلمة أخرى إعطاء الضوء الأخضر لتكريس الاحتلال".

وطالبت الخارجية "الإدارة الأميركية بالتعامل مع مواقف نتنياهو المعادية للسلام بمنتهى الجدية"، ودعتها إلى "اتخاذ ما يلزم من عقوبات وضغوط وإجراءات لحماية فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين، وإجبار الحكومة الإسرائيلية على احترام التزاماتها تجاه المواطنين الفلسطينيين باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال".

التعليقات