اتهم مئات العناصر السابقين في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، بالترويج لـ"نظرية المؤامرة" التي انتشرت عقب اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، يتسحاق رابين، في كتاب صدر مؤخرا حول سيرته الذاتية، ودعم الفرضية التي تشير إلى أن الشاباك يتحمل مسؤولية تحريض عناصر يمينية متطرفة، الأمر الذي مهّد لاغتيال رابين.
جاء ذلك في رسالة شديدة اللهجة بعث بها المئات من أعضاء الشاباك السابقين، بما في ذلك خمسة رؤساء سابقين للجهاز، لنتنياهو، الذي أشار في في كتابه "بيبي ، قصة حياتي"، إلى مظاهرة جرت قبل شهر من مقتل رابين، حيث وزعت منشورات تحمل صورة رابين في زي ضابط في قوات الأمن النازية الخاصة ("إس إس" - SS").
وفي أكثر من موقع في الكتاب، روّج نتنياهو للفرضيات التي تتهم الشاباك بالتورط في اغتيال رابين، وعلى حد تعبير القناة 12 "صب نتنياهو قدرًا كبيرًا من الوقود على نظرية المؤامرة".
وحول العميل السابق في الشاباك، أفيشاي رفيف، الملقب بـ"شمبانيا"، قال نتنياهو في كتابه إنه "تم تكليفه بتحريض المتظاهرين من اليمين الديني على التطرف السياسي... لتمكين الشاباك من التعرف على المتطرفين العنيفين"، وتابع "يا لها من عبثية؛ اتهمت بالتحريض ضد رئيس حكومة من خلال ملصق محلي الصنع طبعه الشاباك التابع لرئيس الحكومة".
وفي مواجهة هذه المزاعم من قبل نتنياهو، بعث مسؤولو الشاباك رسالة شديدة اللهجة إلى نتنياهو، موقعة من المئات من أعضاء الشاباك السابقين، بما في ذلك رؤساء الجهاز: يعقوب بيري، ويورام كوهين، يوفال ديسكين، نداف أرغمان وعامي أيالون.
واعتبر مسؤولو الشاباك أن مزاعم نتنياهو المنشورة في كتابه "تقوض شرعية الشاباك وتشوه التاريخ"، وطالبوه بالتراجع عن "التصريحات الكاذبة"، وجاء في الرسالة أنه "لقد اتهمت الشاباك بتوجيه العميل رفيف عن علم وعن قصد لتحريض جمهور ضد آخر".
وتابعوا "لقد ذكرت أن الشاباك طبع ملصق رابين بزي القوات النازية الخاصة وأرسله إلى رفيف لتوزيعه بهدف إلحاق الضرر بالمعسكر اليميني. أنت لست مواطنا عاديا، أنت رئيس حكومة إسرائيل. إن قرارك بنشر مثل هذا الكذب يشجع على نظريات المؤامرة الوهمية ويضر بشرعية الجهاز".
واعتبر الضابط السابق في جهاز الشاباك، دفير كريف، والذي شغل منصب منسق المخابرات في الشاباك في فترة اغتيال رابين، أن مزاعم نتنياهو حول طباعة الشاباك لملصق لرابين بالزي الأمن النازي الخاص "لا يوجد لها أساس من الصحة"، وأضاف أن "الشخص الذي أعد هذا الإعلان شاب اسمه ش. وقد تم التحقيق معه في هذه الحالة، واعترف بذلك وأدين".
وأضافت الرسالة الموقعة باسم 339 مسؤولا سابقا في الجهاز أنه "لقد ظللنا صامتين لمدة 28 عامًا ولن نصمت بعد الآن. يجب أن يتراجع نتنياهو عن هذه الكلمات ويقول: ‘كنت مخطئا‘".
وكانت محكمة الصلح في القدس قد برّأت ساحة عميل الشاباك المكنى "شمبانيا" من تهمة إخفاء معلومات تتعلق بمخطط اغتيال رابين. وكان الادعاء قد ادعى بأن رفيف فهم عندما سمع القاتل يغئال عمير وهو يتحدث عن نيته قتل رابين، أن المقصود نوايا جدية، لكنه قرر عدم التبليغ عن ذلك.
وكان "شمبانيا" - رفيف - قد كشف أنه رش على الجدران رسمة غرافيتي كتب فيها "رابين خائن" بعلم مسؤوليه في الجهاز، لكنه نفى أن يكون الجهاز مسؤولا عن طباعة الإعلانات واللافتات التي حملت صورة رابين بالزي الرسمي للأمن النازي الخاص، أو نشر شعارات من هذا القبيل في احتجاجات اليمين المتطرف.
التعليقات