03/10/2023 - 18:08

تصاعد اعتداءات الاحتلال على المسيحيين في القدس.. نتنياهو: غير مقبول

في أعقاب اعتداء المستوطنين في طريق الآلام بالبلدة القديمة في القدس، الإثنين، وتم توثيقه من قبل ناشطين بشريط فيديو، نتنياهو يقول إن "تدنيس المقدسات وإهانة المصلين (المسحيين) أمر غير مقبول"؛ مجلس الكنائس العالمي في القدس يؤكد: المسيحيون يتعرضون للاضطهاد بالقدس.

تصاعد اعتداءات الاحتلال على المسيحيين في القدس.. نتنياهو: غير مقبول

(أ.ب.)

زعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "ملتزمة التزاما كاملا بالحفاظ على الحق المقدس في العبادة والحج إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان"، وذلك في ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداءات على المسيحيين والكنائس في القدس المحتلة.

وجاءت تصريحات نتنياهو باللغة الإنجليزية في منشور على الحساب الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية في منصة "إكس"، وذلك في أعقاب انتشار مقاطع فيديو لاعتداء عشرات المستوطنين على مسيحيين في طريق الآلام بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، بما في ذلك البصق نحوهم.

وقال نتنياهو إنه "يدين بشدة أي محاولة لترهيب المصلين"، فيما ادعى أنه "ملتزم باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضدها"، وأضاف أن "السلوك المهين تجاه المصلين هو تدنيس للمقدسات وهو ببساطة أمر غير مقبول"، وتابع "لن يتم التسامح مطلقا مع أي ضرر يلحق بالمصلين".

"المسيحيون يتعرضون لاضطهاد الاحتلال في القدس"

في المقابل، انتقد مجلس الكنائس العالمي في القدس، "الاضطهاد" الذي يتعرض له المسيحيون من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة وصمت الحكومة الإسرائيلية إزاء ذلك، بحسب ما أكد منسق مكتب مجلس الكنائس العالمي في القدس، يوسف ضاهر، في حديث لوكالة "الأناضول".

وقال ضاهر: "نشعر بالاضطهاد لنا كمسيحيين وللمسيحية كدين في البلد". وأضاف "يوجد اضطهاد يهودي إسرائيلي يتم تشجيعه سواء من خلال إهمال الشرطة أو بالكلام الذي يصدر عن وزراء الحكومة الإسرائيلية".

ولفت إلى أن "الأمر مرتبط بالحكومة الإسرائيلية وإهمال الشرطة والسلطات للموضوع لأنه لو قامت الشرطة بدورها لا يتم الاعتداء على ممتلكات كنسية ولا يتم الاعتداء على المسيحيين بالبصق".

ولفت إلى أنه "على مقربة من مكان الاعتداء، الذي وثقه ناشطون في شريط فيديو وحصل أمس، الإثنين، يتواجد عناصر شرطة وأمن إسرائيليون بشكل دائم". وقال: "لو كانت الشرطة الإسرائيلية جادة لما كانت تسمح بمثل هذه الاعتداءات، هناك إهمال من السلطات وهذا يشجع هؤلاء المتطرفين".

وأشار إلى أن الكنائس "قدمت إلى الشرطة الإسرائيلية في الأشهر الماضية، العديد من الشكاوى المدعومة بأشرطة فيديو ولكن دون جدوى". وقال المنسق "نحن نقدم الشكاوى المدعومة بالفيديوهات التي تظهر وجوه المعتدين ولكن لا توجد اعتقالات".

وأضاف "سجلنا حوالي 12-13 اعتداء على ممتلكات كنسية، أما البصق فهو مستمر، ويزداد ونحن نشاهده وهو يتكرر، أسبوعيا هناك حادثة أو حادثتين". واعتبر ضاهر أن ما يجري هو "كراهية للمسيحية"، وقال إن "الكنائس أصدرت بالأشهر الماضية نحو 12 بيانا دعت في آخر 2 منها لتوفير الحماية الدولية ولكن لا أحد يتحرك".

"عادة يهودية قديمة"

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في بيان صدر عنه في وقت سابق، اليوم: "أدين ظاهرة البصق القبيحة على المسيحيين وإيذاء أي إنسان بسبب دينه أو معتقده. وهذه الظاهرة لا تمثل قيم اليهودية".

وأضاف كوهين: "إنني أدعو جميع مواطني إسرائيل إلى احترام تقاليد وإيمان كل من يأتي إلى القدس، المدينة المقدسة".

وفي منشور للخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس"، نقلت بيانا للحاخام الأكبر لإسرائيل، ديفيد لاو، أدان الإضرار بالزعماء الدينيين. وقال إن "هذه الظواهر غير الأخلاقية لا علاقة لها بالشريعة اليهودية".

في المقابل، غرّد ناشطون يمينيون إسرائيليون ومستوطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات قالوا فيها إن "البصق على المسيحيين هو عادة يهودية قديمة".

وتداول ناشطون تصريحات صدرت عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، قال فيها إن "هناك عادة يهودية قديمة، أن تبصق عندما تمر بالقرب من دير أو كاهن، يمكنك أن توافق على ذلك أو لا توافق، ولكن لماذا نحول البصق على المسحيين لمخالفة جنائية".

وفي منشور على منصة "إكس"، قال الناشط اليميني المتطرف والمستوطن إليشاع يارد، إنه "الوقت المناسب للإشارة إلى أن البصق بالقرب من الكهنة أو الكنائس هو عادة يهودية قديمة" على حد تعبيره.

يذكر أن يارد هو أحد المشتبه بهم في جريمة قتل الشهيد قصي معطان من قرية برقة، في 4 آب/ أغسطس الماضي، وعمل في الماضي كمتحدث باسم عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ، من حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي الذي يرأسه بن غفير.

وأضاف: "ربما تحت تأثير الثقافة الغربية نسينا إلى حد ما هي المسيحية، لكنني أعتقد أن ملايين اليهود الذين عانوا في المنفى من الحروب الصليبية، وتعذيب محاكم التفتيش، وتشهير الدم والعنف الجماعي لن ينسوا أبدًا".

التعليقات