25/10/2023 - 21:16

تقرير: إسرائيل وافقت على طلب أميركي بإرجاء اجتياح غزة لحين نشر دفاعات جوية

"وول ستريت جورنال" تقول إن المسؤولين الأميركيين أقنعوا نظرائهم في إسرائيل بإرجاء الاجتياح البري لقطاع غزة المحاصر، إلى حين نشر أنظمة للدفاع الجوي في المنطقة، في ظل القلق الأميركي من تصاعد الهجمات التي تستهدف قواتها شرق البحر المتوسط.

تقرير: إسرائيل وافقت على طلب أميركي بإرجاء اجتياح غزة لحين نشر دفاعات جوية

نظام صواريخ باتريوت، تضويحية (Getty Images)

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل وافقت على طلب من الولايات المتحدة بإرجاء الاجتاح البري المتوقع لقطاع غزة المحاصر، حتى يتسنى لواشنطن تعزيز دفاعاتها الجوية في لحماية قواتها في المنطقة، وألمحت الصحيفة أن إرجاء اجتياح القطاع لن يتجاوز الأسبوع الجاري.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، عقد عقب تقرير الصحيقة الأميركية، في وقت لاحق مساء اليوم، سُئل الرئيس الأميركي، جو بايدن، عمّا إذا كان قد طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إرجاء العملية البرية على قطاع غزة، فأجاب بالنفي، وقال: "هي قرارهم ولم أطلب (تأجيلها)؛ ما أشرت إليه معه هو أنه إذا أمكن إخراج هؤلاء (الرهائن) بسلام، فهذا ما يجب علينا فعله".

وأفادت "وول ستريت جورنال" بأن الولايات المتحدة تعمل على نشر ما يقرب من اثني عشر نظامًا للدفاع الجوي في المنطقة، بما في لحماية قواتها المنتشرة في العراق وسورية والكويت والأردن والسعودية والإمارات، لحمايتهم من الصواريخ والقذائف والمسيرات الانتحارية.

وفي حين كان البنتاغون قد أكد أنه قرر نقل بطاريتين من مظومة "القبة الحديدية" للدفاع الجوي، إلى إسرائيل، شددت الصحيفة الأميركية على أن "المسؤولين الأميركيين أقنعوا نظرائهم في إسرائيل بتأجيل (الاجتياح)، حتى يتم نشر الدفاعات الجوية في وقت لاحق من الأسبوع الجاري".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المسؤولين، أن إسرائيل "تأخذ في الاعتبار أيضًا في تخطيطها جهود تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين داخل غزة، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس"، في حين تثير "التهديدات التي تواجه القوات الأميركية" قلقا بالغا لدى المسؤولين في واشنطن.

يأتي ذلك وسط تقارير إسرائيلية وأجنبية تشير إلى "تقدم في جهود الوساطة التي تقدوها جهات عربية ودولية بينها دولة قطر للتوصل إلى اتفاق تتعلق بإطلاق سراح رهائن لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة"، علما بأن قيادات في حركة حماس أن الحركة لا تعتزم إطلاق سراح رهائن دون مقابل يتعلق بتسهيل دخول مساعدات إنسانية للقطاع.

وبعد 19 يوما من قصف إسرائيلي مدمر وحصار شبه كامل برا وبحرا وجوا لقطاع غزة، أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 6546 على الأقل، بينهم 2704 أطفال و1584 امرأة و295 مسنا، يعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية صارخة، ضمن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، وسط مخاوف من توقف جهود الإغاثة بسبب نقص إمدادات الوقود والمواد الأساسية.

وتشير التقديرات الأميركية إلى أنه سيتم تصعيد الهجمات التي تستهدف القوات والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، بواسطة الجماعات والمليشيات المدعومة من إيران، مع بدء الغزو البري الإسرائيلي المتوقع لقطاع غزة، علما بأن السلطات الأميركية كانت قد أعلنت عن إصابة 24 جنديا أميركيا في هجمات على القواعد الأميركية في العراق وسورية.

وذكرت وكالة "رويترز"، يوم الإثنين الماضي، أن واشنطن نصحت إسرائيل بالإحجام عن أي هجوم بري على قطاع غزة، بينما تسعى لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وتتأهب لاحتمال اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط. وأضافت أن التهديدات التي تتعرض لها القوات الأميركية تمثل مصدر "قلق بالغ" لواشنطن.

وأكد البنتاغون نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ وبطاريات "باتريوت" إضافية للدفاع الجوي "في أنحاء المنطقة"، وقالت إن ذلك يهدف إلى "تعزيز حماية القوات الأميركية"، ووضع قوات إضافية على أهبة الاستعداد، وقد يتم نشرها قريبا في المنطقة، مع تصاعد الهجمات على مواقع للجيش الأميركي في الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان، وصول أسطول مقاتلات "إف 16" إلى منطقة مهام القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) في الشرق الأوسط، وأوضحت أنه سيعمل مع وحدات الدفاع التي أرسلتها الوزارة سابقًا إلى المنطقة "للدفاع عن القوات الأميركية في المنطقة".

وأشارت إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي تحظى خلالها تل أبيب بدعم مطلف من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقالت إن "المجموعات المدعومة من إيران هاجمت القوات الأميركية في كل من العراق وسورية". فيما قال متحدث البنتاغون: "نعلم أن الجماعات التي نفذت هذه الهجمات مدعومة من الحرس الثوري والنظام الإيراني".

وذكر المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، في المؤتمر الصحافي اليومي أن هدف الولايات المتحدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو "منع توسع الصراع إقليميا"، محذرا الدول التي تريد استغلال بيئة الصراع القائم لزيادة العنف "من تجربة ذلك".

وأمس، الثلاثاء، أعلن البنتاغون تعرض قواتها وقوات التحالف الدولي، لـ13 هجومًا 10 منها في العراق و3 في سورية منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. وقال رايدر، في مؤتمر صحافي أمس، "نُفذت 10 هجمات على الأقل في العراق و3 في سورية بالمسيرات المسلحة والصواريخ على قواتنا وقوات التحالف في الفترة ما بين 17 و24 أكتوبر".

وأضاف: "نرى إمكانية حدوث تصعيد أكثر خطورة في المستقبل القريب من وكلاء إيران ما يعني بنهاية المطاف من إيران ضد القوات والأفراد الأميركيين في جميع أنحاء المنطقة". وأكد أن الولايات المتحدة "مستعدة للرد على الهجمات باستخدام حقها المشروع في الدفاع عن مصالحها وعناصرها في المنطقة".

وفي رده على سؤال حول 3 صواريخ أُطلقت من قبل الحوثيين في اليمن باتجاه إسرائيل في 19 أكتوبر الحالي، أشار رايدر أن مدى الصواريخ نحو ألفي كيلومتر وأنها كان من الممكن أن تصل إلى إسرائيل لو لم تسقطها السفينة الحربية "يو إس إس كارني".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت عن إصابة 24 جنديا أميركيا إثر هجمات الطائرات المسيرة على القواعد الأميركية في العراق وسورية. بما في ذلك 20 جنديا أصيبوا في 18 تشرين الأول/ أكتوبر عندما استهدفت طائرتان مسيرتان قاعدة التنف العسكرية في جنوب سورية، و4 جنود آخرين أصيبوا في هجومين بطائرات مسيرة ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف المتمركزة في قاعدة عين الأسد في غرب العراق.

التعليقات