وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الثالث والعشرين من الحرب التي يشنها على قطاع غزة عملياته العسكرية، حيث أعلن زيادة عديد قواته التي تقاتل داخل القطاع وتكثيف العمليات البرية فيه، وفي حين كانت الدعوات والتوقعات تشير إلى اجتياح بري بواسطة عملية واسعة ومكثفة، تأتي العمليات البرية للاحتلال تحت مظلة من الضبابية وعبر هجمات متفرقة شمالي القطاع المحاصر.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن الجيش الإسرائيلي يهدف من خلال هذه العمليات البرية الليلية والتي تتزامن مع قطع شبكة الإنترنت والاتصالات عن مناطق واسعة شمالي قطاع غزة، إلى قتل أكبر عدد من مقاتلي فصائل المقاومة، والاستفادة من هذه العمليات في جهود إعادة الأسرى والرهائن لدى حركة حماس، و"إرباك" فصائل المقاومة وتضليلها.
وبحسب القناة الرسمية الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يهدف من خلال هذه العمليات التي تمثل اجتياحا محدودا لمناطق شمال قطاع غزة، تشمل التقدم ثم الانسحاب، والتقدم مجددا ثم التراجع بالتزامن والتنسيق مع عمليات سلاح الجو والغارات الجوية المكثفة، لاستدراج مقاتلي حماس وكشف مواقعهم.
ومنذ بدء العمليات البرية يوم الجمعة الماضي، أكد جيش الاحتلال إصابة ضابط بجروح خطيرة وجندي بجروح متوسطة في اشتباكين منفصلين مع عناصر المقاومة شمالي غزة، مع تأكيد حماس أن مقاتليها يخوضون "اشتباكات عنيفة" مع الجيش الإسرائيلي في غزة في ظل توسيع العمليات البرية داخل القطاع المحاصر.
وتسعى القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل، للضغط على حركة حماس من خلال هذه العمليات بهدف الدفع لصفقة لإطلاق سراح الأسرى والرهائن.
ولفتت القناة إلى أن "التقديرات الإسرائيلية بأن توسيع العمليات والاجتياح البري لقطاع غزة، سيعزز الضغط على حركة حماس ويدفعها إلى إتمام صفقة تبادل أسرى، تحول إلى خطوات عملية"، الأمر الذي أكده وزير الأمن، يوآف غالانت، خلال اجتماع عقده في وقت سابق، الأحد، مع عائلات أسرى إسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة.
وقالت "كان 11" إن العمليات البرية والاجتياح المحدود لشمال قطاع غزة يهدف كذلك إلى "إثارة البلبلة" في صفوف حركة حماس وتضليل حزب الله بشأن استمرار الحرب وتطور العمليات العسكرية، وأضافت "ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة قد يليها اجتياح شامل لمدينة غزة أو ما إذا كان الجيش سيستمر بعملياته البرية المحدودة".
وذكرت القناة أن "الجيش يحتفظ بهذه الورقة لنفسه (الاجتياح الكامل أو العمليات البرية المكثفة والمحدودة)، ولن تتضح الصور إلا مع استمرار العمليات القتالية"؛ فيما صرّح مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع "واينت" بأن "الاجتياح البري في قطاع غزة يسير وفق ما نراه مناسبا".
وفي حين شككت تقارير إسرائيلية بنية حركة حماس التوصل إلى صفقة تطلق من خلالها أسرى ورهائن إسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، قال المسؤول الإسرائيلي، في ما يتعلق بملف الأسرى، "إننا مستمرون في إجراء محادثات ومحاولة تحقيق اختراقة بالتزامن مع الدخول البري".
وتابع "قررنا أنه يمكننا أن نتقدم بالتوغل البري بالتزامن مع التعامل قضية المختطفين والرهائن؛ وأن التوغل نفسه يمكن أن يخدم أيضًا المختطفين والمفقودين ويمكن أن تضغط على حماس. بكلمات أخرى: المفاوضات بشأن المختطفين والمفقودين تحت النار".
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن دعواته للفلسطينيين لإخلاء شمال قطاع غزة والتوجه إلى الجنوب صارت الآن أمرا ملحا. وقال دانيال هغاري إنه "على مدى الأسبوعين الماضيين، كنا ندعو سكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة إلى الانتقال جنوبا مؤقتا". وأضاف "نؤكد اليوم أن هذا نداء عاجل". وأفاد بأن عدد من تأكد احتجازهم رهائن في غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ارتفع إلى 239.
في المقابل، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها يواصلون "تصديهم للقوات الصهيونية المتوغلة في منطقة الأميركية شمال غرب بيت لاهيا". وتابعت أن مقاتليها "خاضوا معها (القوات) اشتباكات مسلحة واستهدفوا آليات العدو بقذائف الياسين 510 الترادفية وقذائف الهاون، ونفذوا عدة عمليات قنص".
وأضافت "اعترف العدو بإصابة عدد من جنوده في الاشتباكات مع مجاهدينا الذين لا يزالون يسددون ضرباتهم للقوات المعادية". وفي بيان ثانٍ، قالت القسام: "استهدفنا بطائرة الزواري الانتحارية تجمعا لآليات العدو في منطقة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا".
فيما أفادت مصادر محلية في قطاع غزة بأن طائرات الاحتلال وبوارجه الحربية أطلقت نيرانا كثيفة تجاه المنطقة التي تصدى فيها مقاتلو القسام للقوات الإسرائيلية المتوغلة. فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى عمليات برية على أكثر من محور شمالي قطاع غزة، واشتباكات مع عناصر المقاومة.
التعليقات