02/12/2023 - 13:59

الاحتلال يستعد لاجتياح جنوب القطاع ويركز على منع عودة الغزيين إلى الشمال

الجيش الإسرائيلي يشن غارات عنيفة ومدمرة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مصادر عسكرية رفيعة تقول لـ"واللا" إن ذلك يأتي استعدادا لتوسيع الاجتياح البري للقطاع ليشمل المناطق الجنوبية؛ الاحتلال يركز جهوده لمنع سكان المناطق الشمالية من العودة إلى منازلهم.

الاحتلال يستعد لاجتياح جنوب القطاع ويركز على منع عودة الغزيين إلى الشمال

(أ.ب.)

قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن الهجوم المكثف الذي شنه الاحتلال على مختلف المناطق في قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، يأتي تحضيرا لتوسيع الهجوم البري ليشمل المناطق الجنوبية، وبحسب المصادر، فإن المرحلة التالية من الحرب الإسرائيلية على غزة "ستشمل مدينتي خانيونس ورفح".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" الإسرائيلي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي، في ظل تركز هجمات الاحتلال خلال الساعات الماضية على المناطق الجنوبية، خصوصًا خانيونس، بعد استئناف الحرب على القطاع، الجمعة، بعد هدنة مؤقتة دامت 7 أيام.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر عسكرية رفيعة (لم يسمها ) أن الهدف من الضربات العنيفة والهجمات المدمرة التي طاولت مناطق واسعة في القطاع، بما في ذلك في المناطق الجنوبية، "كانت تهدف إلى إلحاق الضرر بالبنى التحتية، خاصة التابعة لحماس، استعدادا لتوسيع التوغل البري".

وزعمت المصادر العسكرية أن أهداف الهجمات الأخيرة للاحتلال كانت "مواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، ومواقع للعبوات الناسفة، ونقاط مراقبة، ومناطق تجمع لقوة النخبة ووحدة الكوماندوز التابعة لحركة حماس وغيرها" من الأهداف.

وقال مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، تحدث لموقع "واللا"، إنه سيُطلب من جنود الاحتلال الوصول إلى "مناطق حيوية في جنوب قطاع غزة"، على غرار مراكز حكومية تابعة لحكومة غزة وصفها المصدر بأنها "مراكز حكم حماس".

وادعى المسؤول أن جيش الاحتلال بات يسيطر على 70% من المؤسسات السلطوية في قطاع غزة، بل وادعى أن الجيش الإسرائيلي "يسيطر بالفعل على 40% من أراضي قطاع غزة"، وأكد أنه من المتوقع أن تشمل المرحلة التالية من القتال مدينتي خانيونس ورفح.

فيما أشار إلى أن أنفاق فصائل المقاومة في غزة تشكل مسألة "أكثر إشكالية" لقوات الاحتلال.

واعتبر المسؤول العسكري الرفيع أنه "من حيث هزيمة حماس على الصعيدين السلطوي والعسكري، فإن مناطق ثقل الحركة هي مدينة غزة، التي باتت إلى حد كبير في أيدي الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى خانيونس".

وأضاف "إذا كانت هاتان المنطقتان تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، فهذا يعني أننا قد سلبنا حماس القدرة على القيادة والسيطرة، ما سيحرمها من القدرة على قيادة العمليات ضد إسرائيل".

وزعم أن ذلك قد "يعزز الضغط الذي سيؤدي إلى إطلاق سراح رهائن بأثمان معقولة أكثر"، على حد تعبيره.

وقال إنه "يجب على الجيش الإسرائيلي بذل جهود مضاعفة في المرحلة المقبلة حتى لا يعود الفلسطينيون إلى مدينة غزة. هناك عدة طرق للقيام بذلك، يجب أن نجعل سكان قطاع يفكرون مرتين ما إذا كان من المفيد العودة إلى الشمال".

وزعم المصدر أن الألوية الإسرائيلية المنتشرة في قطاع غزة "تعرف كيف تصل إلى أعماق القطاع حتى دون الاحتكاك بالسكان الفلسطينيين الذين فروا من الشمال"، وأضاف "لذلك فإن الادعاء باستحالة التوغل بالجنوب غير صحيح".

وبعد انتهاء مفاعيل الهدنة، الجمعة، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة لما أسماها "مناطق الإخلاء" التي يفترض بسكان قطاع غزة مغادرتها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.

وتقسّم الخريطة غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة ("بلوكات")، وقال جيش الاحتلال إن الهدف منها تمكين السكان من "إخلاء أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر".

وعلّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) على الخريطة بالقول إن نشرها "لا يحدد الى أين على الناس أن يذهبوا". وأضاف "من غير الواضح كيف يمكن للذين يقطنون في غزة أن يطّلعوا على الخريطة بلا كهرباء وفي ظل الانقطاع الحالي في الاتصالات".

وبعث الجيش الإسرائيلي، السبت، برسائل نصية قصيرة إلى سكان مناطق عدة خصوصا الأحياء الشمالية من خانيونس وبلدات قريبة من السياج الأمني الفاصل، وسط قطاع غزة، يطلب فيها منهم الرحيل "فورا".

التعليقات