02/01/2024 - 11:16

الحكومة الإسرائيلية تكلف الجيش بإقناع سكان البلدات الحدودية بالعودة إليها

الجيش الإسرائيلي يضع "خطة دفاعية جديدة" للبلدات في "غلاف غزة" وعند الحدود اللبنانية، بتكلفة مليارات الشواكل، وتشمل تعزيز دائم لقوات الاحتياط وبناء أسوار و"مخابئ من الصواريخ" وبناء سور على طول الحدود اللبنانية

الحكومة الإسرائيلية تكلف الجيش بإقناع سكان البلدات الحدودية بالعودة إليها

قصف إسرائيلي على منطقة قرية ميس الجبل في جنوب لبنان، الأسبوع الماضي (Getty Images)

تحاول الحكومة الإسرائيلية إقناع عشرات الآلاف من سكان البلدات الحدودية، القريبة من قطاع غزة والحدود اللبنانية، بالعودة إليها بواسطة إغراءات مالية تصفها بـ"هبات عودة" وضغوط تشمل "التسويغ الصهيوني" بشأن الأهمية الأمنية للبلدات الحدودية.

وتشمل خطة الحكومة لإعادة سكان هاتين المنطقتين الحدوديتين، في "غلاف غزة" والجليل، تحصينهما بأسوار مرتفعة، ومخابئ للوقاية من صواريخ، ونشر عدد كبير جدا من قوات الجيش الإسرائيلي للدفاع عن البلدات من خلال التواجد فيها والتنقل بينها، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الثلاثاء.

وأفادت الصحيفة بأن الحكومة الإسرائيلية فضلت تكليف ضباط في الجيش الإسرائيلي بإقناع هؤلاء السكان، الذين تم إجلاؤهم من البلدات الحدودية الجنوبية والشمالية بعد هجوم "طوفان الأقصى"، بالعودة إلى تلك البلدات، من خلال شرح "خطة الدفاع الجديدة".

وتشمل هذه الخطة تحصين المنطقة عند الحدود اللبنانية من خلال إقامة "عائق هندسي جديد"، بتكلفة مليارات الشواكل، وأن "يمنع اجتياحا تنفذه كتائب الرضوان في حزب الله".

متظاهرون ضد نتنياهو في شمال إسرائيل، الأسبوع الماضي، يرفعون لافتة كتب فيها: "من تخلى عن الجنوب لن ينقذ الشمال" (Getty Images)

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية وافقت، في السنوات الأخيرة، على تمويل بناء سور في ثلث منطقة الحدود اللبنانية، الممتدة من جب الشيخ إلى رأس الناقورة. ووافقت الحكومة الآن على بناء سور على طول هذه الحدود، بهدف منع إصابات من جراء إطلاق قذائف مضادة للدروع من الأراضي اللبنانية باتجاه بلدات وشوارع محاذية للحدود.

وحسب الصحيفة، فإنه في حال أن الضغوط الأميركية والفرنسية لم تنجح في جعل حزب الله يسحب قواته عدة كيلومترات عن الحدود، فإن "إسرائيل ستبدأ هجوما جويا واسعا ضد حزب الله، ومن شأنه أن يتدهور إلى مناورة برية في جنوب لبنان".

وتقضي "الخطة الدفاعية الجديدة" في البلدات الحدودية باستدعاء عدد كبير من قوات الاحتياط، التي تم تسريح قسم منها في هذه الأثناء، ونشرها في المناطق الحدودية مع قطاع غزة ولبنان، في الأشهر القريبة. وسترصد ميزانية بمئات ملايين الشواكل لتمويل استدعاء قوات الاحتياط، فيما القوات النظامية ستواصل الحرب على غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن الجيش سيساعد بقدر الإمكان سكان "غلاف غزة" على العودة إلى البلدات والدوام المدرسي، إلى جانب ترميم البيوت فيها، وإقامة منطقة عازلة داخل القطاع.

وأضافت المصادر العسكرية أنه تبين من محادثات أجراها الجيش مع سكان "غلاف غزة" أن "كبار السن يميلون إلى الموافقة على العودة إلى بيوتهم، بينما العائلات الشابة التي يوجد فيها أطفال لا تزال ترفض بشدة العودة".

ويعتزم الجيش الإسرائيلي مضاعفة عدد "الفرق المتأهبة" التي تضم مواطنين مسلحين في "غلاف غزة"، وأن يكون مخزن أسلحة في كل واحدة من البلدات، إلى جانب أسوار ونصب كاميرات مراقبة.

وأفادت الصحيفة بوجود انتقادات بين سكان "غلاف غزة" على هذه "الخطة الدفاعية"، وأنه "عدا القضية الأمنية، هناك انتقادات لمطالبتهم بإعادة أطفال فيما جهاز التعليم غير موجود أبدا. وثمة مشكلة أخرى، وهي أن الذين سيعودون إلى بيوتهم لن يتمكنوا من العودة إلى الفندق" الذي تم إجلاؤهم إليه.

التعليقات