24/01/2024 - 19:30

رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر مراقب الدولة من التحقيق بأداء الجيش خلال الحرب على غزة

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرفض إجراء مراقب الدولة فحصا رقابيا لأداء الجيش الإسرائيلي قبل وأثناء وبعد هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، معتبرا أن ذلك "يصرف انتباه القادة عن القتال، ولن يسمح باستخلاص العبر اللازمة لتحقيق أهداف الحرب".

رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر مراقب الدولة من التحقيق بأداء الجيش خلال الحرب على غزة

(تصوير: الجيش الإسرائيلي)

حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، مراقب الدولة، متنياهو أنغلمان، من التحقيق في مجالات مرتبطة بالجيش الإسرائيلي وإخفاقاته في التعامل مع هجوم القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، معتبرا أن ذلك يشكل ضررا قد يؤثر على أداء الجيش في إطار حربه على قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك في رسالة رسمية بعث بها هليفي لمراقب الدولة أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، شدد خلالها هليفي على أن فحص مراقب الدولة "سيصرف انتباه القادة عن القتال، وسيضر بقدرة التحقيق العملياتي وجودته، ولن يسمح باستخلاص العبر اللازمة لتحقيق أهداف الحرب".

وقال هليفي: "من أجل تحقيق أهداف الحرب على مختلف الجبهات والحفاظ على حياة المقاتلين، سيقوم الجيش بإجراء تحقيقات عملياتية شاملة كما هو مطلوب، مع التركيز على الدروس المستفادة لحماية البلدات وفي الأحداث التي لها تأثير مباشر على ساحة المعركة".

وشدد هليفي على أنه "لا توجد سابقة لإجراء عملية فحص رقابية على أداء الجيش أثناء الحرب". وادعى أن "الجيش الإسرائيلي يرحب بأي عملية رقابية، وقد تعاون مع المراجعات التي أجراها مراقب الدولة في السابق، وسيواصل القيام بذلك. الجيش يدعم النقد والانفتاح والشفافية ويعتبرها مهمة".

وأضاف هليفي "الآن، الجيش الإسرائيلي بأكمله يركز على القتال وعلى الإجراءات التي تخدم القتال. يجب أن تكون الأولوية للتحقيق العملياتي واستخلاص الدروس والعبر. وبناء على ذلك، أطلب تحديد تاريخ بدء الفحص بطريقة تسمح للجيش الإسرائيلي تكريس الاهتمام والموارد المناسبة لذلك".

ووفقا للقانون الإسرائيلي، يقوم مراقب الدولة، بالمراقبة الخارجية على شتى أعمال الوزارات الحكومية، والسلطات المحلية، وهيئات عامة مختلفة (مثل الجيش)، لضمان عملها وفقًا للقانون، والإدارة السليمة والنزاهة ووفقًا لمبادئ النجاعة، ولمراقب الدولة الصلاحية لفحص أي شأن آخر يرى حاجة لفحصه.

وكان أنغلمان قد وجه رسالة إلى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، مطلع الشهر الجاري، أبلغه فيها بنيته إجراء فحص تفصيلي خلال الحرب، وذلك بالتزامن مع الهجوم الحاد الذي شنه وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو على قرار رئيس الأركان، بسبب عزمه تشكيل فرق تحقيق داخلية حول أداء الجيش خلال الحرب.

وقال أنغلمان، في رسالته لغالانت، إنه بدأ بفحص أداء المسؤولين الحكوميين في المسائل المتعلقة بالجبهة الداخلية، بعد وقت قصير من هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. لكنه، على حد قوله، "لديه التزام عام وأخلاقي بإجراء تدقيق شامل لفحص أداء جميع المستويات، السياسية والعسكرية والمدنية، قبل الهجوم وأثناءه وبعده".

ويبدو أنه من ضمن القضايا التي يعتزم أنغلمان فحصها (33 مسألة، وفقا لما ورد في رسالة رئيس الأركان الإسرائيلي لمراقب الدولة)، تقع ضمن نطاق صلاحيات لجنة تحقيق مستقبلية، ومن الناحية العملية لا تترك أي موطئ قدم تقريبًا لتحقيقات مستقبلية.

وأعرب مسؤولون في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن "حيرتهم" من خطوة أنغلمان، الذي يعتبر الكثيرون أنه "تجنب بشكل منهجي أي صدام مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو". علما بأن الأخير كان قد شدد على أنه "من الضروري الانتهاء (من الحرب) من أجل البدء في تحقيقات متعمقة"، غير أنه لا يزال يتهرب من تحمل مسؤولية الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر.

التعليقات