25/01/2024 - 13:54

إسرائيل بدأت بهدم 2850 مبنى لإقامة "منطقة عازلة" بقطاع غزة

حسب الجيش الإسرائيلي، يتم هدم المباني بعمق 650 مترا داخل القطاع بهدف "تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم". والجنود الإسرائيليون الـ21 الذين قُتلوا الإثنين كانوا يفخخون هذه المباني تمهيدا لهدمها وجرفها

إسرائيل بدأت بهدم 2850 مبنى لإقامة

دبابة وجرافة مدرعة في قطاع غزة، الشهر الماضي (Getty Images)

يعمل الجيش الإسرائيلي على إقامة "منطقة عازلة" داخل قطاع غزة، ويقوم من خلالها بتدمير آلاف المباني على طول السياج المحيط بالقطاع. ويفجر الجيش الإسرائيلي هذه المباني ويسويها بالأرض. وفخخت القوات الإسرائيلية عددا من هذه المباني تمهيدا لتدميرها، يوم الإثنين الماضي، لكن استهداف القوات بقذيفة مضادة للمدرعات أطلقها مقاتل في حماس، أدت لانفجار الألغام وانهيار المباني ومقتل 21 جنديا إسرائيليا.

وفي أعقاب مقتل هؤلاء الجنود، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، في أول تأكيد علني على إقامة "منطقة عازلة"، إن "القوات كانت تقوم بإزالة المباني والبنية التحتية الإرهابية" على بعد حوالي 650 مترا من السياج الحدودي، بادعاء أن إقامة المنطقة العازلة يهدف إلى "تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم".

وبينما كانت المنطقة العازلة، قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، تمتد على مساحة 330 مترا على طول السياج الفاصل البالغ طوله 36 ميلاً، وكان بإمكان الفلسطينيين الزراعة فيها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم، الخميس، عن مصادر إسرائيلية قولها إن المنطقة الجديدة تزيد عن هذه المساحة بأكثر من الضعف.

ونقلت الصحيفة عن متحدث سابق باسم جيش الاحتلال، جوناثان كونريكوس، قوله إن ما يفهمه هو أن المنطقة ستمتد لمسافة تزيد قليلاً عن 800 متر من الحدود، أي أكثر من ضعف حجم المنطقة العازلة قبل الحرب. وأضاف أنه "في بعض المناطق قد تكون أوسع، وفي بعض المناطق قد تكون أقل قليلاً".

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه يتواجد في هذه المنطقة 2850 مبنى، وأن الجيش الإسرائيلي دمر 1100 منها حتى الآن.

وأشارت الصحيفة إلى مقاطع نشرها الجيش الإسرائيلي وصور التقطت بواسطة أقمار صناعية، تظهر تدمير عشرات المنازل والمجمعات السكنية والمدارس وتسويتها بالأرض في المناطق الشرقية للقطاع المحاصر من جهتي الشمال والجنوب.

ورغم معارضة الولايات المتحدة لخطة "المنطقة العازلة"، إلا أن جيش الاحتلال ماض فيها. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، قد صرح في ديسمبر/كانون الأول، بأنه "إذا كانت هناك أي منطقة عازلة مقترحة داخل غزة، فسيكون ذلك انتهاكاً لمبدأ الحفاظ على أراضي القطاع وهو أمر نعارضه".

كذلك قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة كانت واضحة في "معارضتنا للتهجير القسري للناس"، وأنه "من المناسب اتخاذ إجراءات أمنية حتى يتمكن الإسرائيليون من العودة إلى منازلهم في الجنوب. لكن عندما يتعلق الأمر بالوضع الدائم لغزة، فإننا نبقى واضحين بشأن عدم التعدي على أراضيها".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة بأن المنطقة العازلة التي يتم بناؤها داخل غزة ليست سوى مكان أمني مؤقت للقضاء على مواقع إطلاق النار التابعة لحماس بالقرب من الحدود.

لكن المتحدث الإسرائيلي السابق كونريكوس قال للصحيفة إنه يتوقع أن يستمر تطبيق المنطقة العازلة طالما كانت هناك جماعات مسلحة موجودة في غزة.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول المناصرة في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، باسل الصوراني، قوله إن المنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل قبل الحرب كانت تشمل أكثر من 40% من الأراضي الزراعية في غزة، وهو ما منع المزارعين من الوصول إلى حقولهم لأكثر من عقد من الزمن. وفي عام 2006 سمح لهم باتفاق توسط فيه الصليب الأحمر الدولي بالعودة إلى أراضيهم.

وأضاف أنه "الآن مع هذه المنطقة العازلة التي يبلغ عمقها كيلومترًا واحدًا ويتحدثون عنها، وأنا متأكد من أنها أوسع من ذلك، ماذا سنفعل؟"، مشيراً إلى أن مزرعة عائلته، التي تضم حوالي 10,000 شجرة زيتون وتقع على بعد حوالي 2.4 كيلومتر من الحدود، تم تجريفها بالفعل، "ولم يبق فيها غصن زيتون واحد".

التعليقات