30/01/2024 - 12:41

تقرير: قادة المستوطنين في الضفة أعدوا مخططا للاستيطان في قطاع غزة

المخطط يبدأ بتشكيل لوبي في الكنيست بهدف سن قوانين، مثل إلغاء "قانون فك الارتباط عن غزة"، وتجنيد الرأي العام الإسرائيلي ومؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، وتجهيز "المستوطنين الجدد" للانطلاق نحو نقاط الاستيطان في القطاع

تقرير: قادة المستوطنين في الضفة أعدوا مخططا للاستيطان في قطاع غزة

دباية إسرائيلية قبالة قطاع غزة المدمر، الأسبوع الماضي (Getty Images)

يُعدّ قادة المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية مخططا للعودة إلى الاستيطان في قطاع غزة. ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الثلاثاء، مؤتمر "العودة إلى غزة"، الذي عُقد في القدس، أول من أمس، بأنه كان "طلقة البداية وحسب" لخطوات يخطط المستوطنون لتنفيذها في الأشهر القريبة المقبلة، وهو مشابه لمخططات إقامة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية.

وبادرت إلى هذا المخطط رئيسة الحركة الاستيطانية "نِحالا"، دانييلا فايس، التي تقود عملية إقامة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة، مع رئيس "مجلس السامرة" لمستوطنات شمال الضفة، يوسي داغان. ويتم تنفيذ مخطط الاستيطان في قطاع غزة من خلال السعي إلى كسب تأييد أحزاب وجهات خارجية لهذا المخطط، إلى جانب تجنيد الرأي العام الإسرائيلي ورصد عائلات توافق على الانتقال للاستيطان في القطاع.

وشارك العديد من الوزراء وأعضاء الكنيست في مؤتمر "العودة إلى غزة". وحسب المخطط، فإنه يجري في هذه الأثناء تشكيل لوبي سياسي. وفي هذا السياق، زارت فايس الكنيست ثلاث أيام متتالية قبل انعقاد المؤتمر، حيث التقت مع وزراء وأعضاء كنيست، وفقا للصحيفة.

والتقت فايس مع أي وزير أو عضو كنيست يوافق على الاستماع لتفاصيل المخطط الاستيطاني في قطاع غزة، وادعت أن "أي شيء ليس استيطانا إسرائيليا يشكل خطرا متجددا على إسرائيل".

ووصفت الصحيفة داغان بأنه "شخصية قوية" في حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وأشارت الصحيفة إلى أن داغان تمكن من إقناع أعضاء كنيست، ليس من الليكود فقط، في تحويل البؤرة الاستيطانية العشوائية "حوميش" إلى مستوطنة "شرعية". ويعتزم داغان وفايس "غرس فكرة الاستيطان في قطاع غزة في صفوق منتخبي الجمهور، كي يتمكنا لاحقا من دفع قوانين تدعم إقامة المستوطنات، وبينها إلغاء قانون فك الارتباط"، الذي تم سنه لدى تنفيذ خطة الانفصال، في العام 2005.

ويوجه قادة المستوطنين رسائل بالروح نفسها وباللغة الإنجليزية إلى الولايات المتحدة. وحضرت مؤتمر "العودة إلى غزة" وسائل إعلام أجنبية كثيرة، وأجرى داغان مقابلات عديدة مع وسائل إعلام أميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن "المستوطنين يعرفون كيف يربطون مؤيديهم الأميركيين مع مبادراتهم. وهذا حدث خلال ولاية ترامب، عندما وصل مستوطنو الخليل إلى واشنطن بوساطة السفير الأميركي الأسبق في إسرائيل، ديفيد فريدمان".

وتسعى حركة "نحالا" في هذه الأثناء وقبل انتهاء الحرب على غزة إلى "تطبيع" وجود مستوطنات مجددا في قطاع غزة لدى الرأي العام الإسرائيلي. "وفيما يتحدث داغان عن الاستيطان في شمال القطاع فقط، تشدد فايس على الاستيطان في القطاع كله"، وفقا للصحيفة.

ويقضي المخطط بعدم نقل مستوطنين من الضفة إلى القطاع، وإنما نقل سكان من جميع أنحاء إسرائيل، وخاصة من جنوبها، للاستيطان في القطاع. وعُقدت لهذه الغاية اجتماعات في أسدود وسديروت، تخللها إبحار بقوارب مقابل شواطئ القطاع. وعقدت فايس "حلقات بيتية" في فندق في القدس لسكان تم إجلاؤهم من سديروت، في بداية الحرب الحالية.

وبحسب المخطط، فإن "نوى الاستيطان هي عمليا التي تخرج هذه الرؤية إلى حيز التنفيذ. وينبغي أن تكون مستعدة ليوم التنفيذ وأن يصل أفرادها حاملين عتادهم ومعداتهم للاستيطان في نقاط الاستيطان. وبإمكان حدث حزبي، أمني أو سياسي أن يدفع هذه العائلات. والتجربة التاريخية تدل على أن هذه الأمور تحدث بسرعة، وأحيانا بسرعة فائقة، مثلما حدث في حالة البؤرة الاستيطانية العشوائية إفياتار"، حسب الصحيفة.

وتابعت الصحيفة أن العائلات التي عبرت عن موافقتها على الاستيطان في القطاع تجري نقاشات فيما بينها، وتوزع خيام ومعدات عليها للإقامة في بؤر استيطانية داخل القطاع. وتخطط "نحالا" لمكوث هذه العائلات في منطقة "غلاف غزة" كي تكون "مستعدة للانطلاق إلى نقاط الاستيطان" داخل القطاع.

وأشارت الصحيفة إلى أن دخول المستوطنين إلى القطاع يتم تحت حراسة قوات الجيش الإسرائيلي، وبذريعة "الصلاة في نقطة معينة، وربما بإقامة مزرعة أو الدخول إلى منطقة مرة كل بضعة أيام، وربما باستيطان شبان معدودين قريبا من السياج الحدودي داخل القطاع".

التعليقات