06/02/2024 - 19:48

غانتس: ماطلنا في تفكيك حماس وأضعنا وقتا ثمينا

غانتس يشدد على أن الهدف الإسرائيلي يتمثل بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة مقابل 0% من السيطرة المدنية، وأضاف أن على إسرائيل العمل على الدفع بمخطط لوقف أنشطة الأونروا واستبدالها بغيرها من المنظمات الدولية "غير المرتبطة بحماس".

غانتس: ماطلنا في تفكيك حماس وأضعنا وقتا ثمينا

(Getty Images)

قال الوزير في كابينيت الحرب الإسرائيلي ورئيس تحالف "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، إن إسرائيل "أضاعت وقتًا ثمينًا في التقدم نحو تفكيك حكم حماس مع التركيز على شمالي قطاع غزة، بسبب المماطلة"، وشدد على ضرورة وقف عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة واستبدالها بـ"منظمات دولية غير مرتبطة بحركة حماس"، حتى لو أدى ذلك إلى"وقف أو تقليص كميات" المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غانتس مساء اليوم، الثلاثاء، أعلن فيه أن قرر الانتفاق للعيش في "ياد مردخاي" وهو أحد الكيبوتسات الواقعة في "غلاف غزة"، ووجه خلاله انتقادات إلى معسكر اليمين وسلوك رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خصوصا في ما يتعلق بالمحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.

وخلال المؤتمر الذي عقده في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، وجه غانتس انتقادات حادة لنتنياهو دون أن يذكره بالاسم، الأنر الذي أدى إلى تفاقمت المواجهة العلنية بين الجانبين، إذ نتج عن ذلك بيانات متبادلة صدرت عن "المعسكر الوطني" والليكود يردان من خلالها على بعضهما البعض.

وقال غانتس، في مؤتمر الصحافي، إن "حتى لو كنا نمر بفترة صعبة وطويلة ومليئة بالتحديات، فإننا لن نعود إلى السادس من تشرين الأول/ أكتوبر؛ لسوء الحظ، في الأيام القليلة الماضية، هناك من نسي هذا الأمر، بالتحديد في القيادات الذين باتوا يديرون خطابات فئوية في الكنيست ويحولون اجتماعات الكابينيت إلى عروض لإهانة الجيش".

وتابع، في إشارة إلى نتنياهو، "يقارنون (الانتقادات في) الاستوديوهات التلفزيونية بمن قتلوا بناتنا وأبنائنا. إن كونك قائدًا عامًا أثناء الأزمات يعد مسؤولية كبيرة. أدعو الجميع من جميع أطراف الخريطة السياسية، قبل لحظة من التصريح، فكروا في المقاتلين والرهائن، وتذكروا إلى أين وصلنا ولماذا وصلنا إلى هنا؟ مواطنو إسرائيل يستحقون ما هو أفضل".

"نعمل على إعادة الرهائن.. من الخطأ تقديم معلومات للعدو"

وأضاف "حن نعمل هذه الأيام على وضع مخطط لإعادة الرهائن. هذا نتيجة للضغط العسكري المستمر، ولقوتنا كمجتمع يسعى إلى الحياة، وللإجراءات الدبلوماسية التي نتخذها، بما في ذلك بمشاركة عائلات الرهائن التي تتحلى بالشجاعة؛ إن مهمة إعادة الرهائن جزء لا يتجزأ من النصر ولا تحل محل واجبنا في إزالة خطر حماس".

وتابع "إذا وصلنا إلى مخطط، سيكون مخططا على طريق النصر. في هذه المرحلة من الخطأ أن نقدم لأعدائنا معلومات ونخترع خطوطًا حمراء قد تكون موجودة بالفعل. يجب أن نحتفظ بها في الغرف المغلقة حتى لا نضر بالجهد المبذول للتوصل إلى مخطط جيد، حتى لو كان ذلك مؤلما".

وأضاف "عندما نبلور مخططا، سنعرضه على الجمهور بشفافية، وسنصادق عليه في الحكومة".

"سنصل إلى رفح"

وقال إن الحرب على قطاع غزة "انتقلت إلى مرحلة القتال المركز، إنها ليست بالضرورة مرحلة أقل قوة - ولكنها موجهة نحو المساحات والأهداف. وإذا اضطررنا لذلك فسنكثف القتال. خان يونس عاصمة الإرهابيين باتت مطوقة، هناك مخرج ولكن لا مجال للدخول إلى المنطقة. الأمر ذاته ينطبق على شمالي قطاع غزة".

وتابع "سوف نصل قريبا إلى رفح وفي أي مكان يتواجد فيه مخربو حماس. كما أننا مستمرون في تحصيل ثمن في شمال (في إشارة إلى المواجهات المتصاعدة مع حزب الله في المنطقة الحدودية مع لبنان"، وشدد على أن ذلك سيتواصل "حتى يعود سكاننا بأمان إلى منازلهم".

واعتبر أن جيش الاحتلال "أثبت في الأشهر الأخيرة أنه يعرف كيفية إيجاد الحلول لأية مهمة. لقد كان هناك من حذرنا من التوغل في غزة. لكن مقاتلينا يظهرون عزيمة غير عادية وقدرات خارقة في القتال ضد جيش إرهابي. إننا نثبت أن بإمكان قواتنا البرية تحقيق نجاحات عملياتية غير مسبوقة".

واستدرك قائلا: "لا توجد انتصارات فورية. سوف نفوز، وسيكون الأمر طويلاً ومعقدًا. إنه لسوء الحظ يتضمن بذل الدم والعرق والدموع. لكننا سنفوز لأنه ليس لدينا بلد آخر، لأنه ليس لدينا خيار آخر. سوف ننتصر لأن الشعب الأبدي لا يخاف من طول الطويل".

"استبدال أونروا بمنظمات دولية غير مرتبطة بحماس"

وتابع "للأسف، فقد أضعنا وقتًا ثمينًا في المضي قدمًا لتفكيك سلطة حماس مع التركيز على شمال قطاع غزة، بسبب المماطلة. والآن، وعلى وجه السرعة، يجب الدفع بمخطط لنقل المواد الغذائية إلى غزة من خلال منظمات دولية غير تابعة لحماس مثل أونروا. حتى لو كان ذلك يتطلب وقف أو تقليص كميات (المساعدات التي يسمح الاحتلال بدخولها إلى غزة".

وقال إن ذلك ضروري "حتى لو سمحنا بدخول الشاحنات من شمال قطاع غزة وليس من الجنوب. كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، واعتبر أن الخط الأحمر الوحيد في هذه المسألة هي ضمان عدم وصول المساعدات إلى حماس. وتابع "هدفنا هو السيطرة الأمنية بنسبة 100% - السيطرة المدنية 0%".

وتابع "لكي يحدث هذا، يجب أن يشارك العالم أيضًا. عندها فقط سيصل المزيد من المساعدات إلى السكان ولن تمر عبر المخربين".

التطبيع مع السعودية وربط ذلك برؤية الاحتلال لمستقبل غزة

وعن التطبيع مع السعودية، قال غانتس إن "دولة إسرائيل تعمل على الدفع باتفاقيات لتطبيع العلاقات مع السعودية ودول أخرى بدعم من صديقتنا العظيمة، الولايات المتحدة الأميركية، وهي عملية أشارك فيها أنا بشكل مباشر"، واعتبر أن ذلك قد يساهم في "تقويتنا في مواحهة المحور الإيراني".

وأشار إلى أن التطبيع مع السعودية سيساهم "في جلب جهات معتدلة تجعل من الممكن إلغاء حكم حماس في غزة، واستبداله بجهات لا يمارس الإرهاب ولا يثقف على الإرهاب"، وشدد على أن "توسيع اتفاقيات أبراهام سيكون بمثابة إنجاز إقليمي سعت حماس إلى منعه في (هجوم) 7 أكتوبر".

وعلى صلة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أكد على اهتمامه في إقامة علاقات مع إسرائيل لكنه يريد وضع حد لحرب غزة ومسارا نحو دولة فلسطينية. وصرح بلينكن، اليوم، بأنه "في ما يتعلق تحديدا بالتطبيع، كرر ولي العهد اهتمام السعودية البالغ في السعي نحو تحقيق ذلك".

وأضاف "لكنه أوضح أيضا ما قاله لي من قبل، وهو أنه من أجل القيام بذلك، لا بد من أمرين، إنهاء النزاع في غزة ومسار واضح وموثوق ومحدد زمنيا لإقامة دولة فلسطينية". وتحدّث بلينكن عن "منافع هائلة لكل من يهتم باندماج إسرائيل في المنطقة، أولها منافع لإسرائيل نفسها"، وأضاف "إنه أمر يتعين على الإسرائيليين أنفسهم أن يقرروا بشأنه".

وخلال مؤتمره الصحافي، قال غانتس إنه "من المهم التأكيد على ما سنواصل القيام به تحت أي ظرف: وسنواصل جهودنا لإعادة الرهائن حتى عودتهم أحياء؛ ولن نتوقف حتى نزيل تهديد حماس ونطرد حزب الله ونسمح للسكان بالعودة بأمان إلى الجنوب والشمال؛ وسنحافظ على أمننا في أيدينا. وستستمر سيطرة إسرائيل الأمنية ومكافحة الإرهاب في كل مكان".

موعد عودة النازحين من الشمال والجنوب

وعن عودة النازحين، قال غانتس: "أود أن أتوجه بالحديث إلى سكان النقب الغربي وقادتهم، إن الجيش الإسرائيلي منتشر لحمايتك في المنطقة الحدود وغيرها من المناطق، وسنسمح لكل مواطن ومجتمع باختيار موعد العودة، وفقًا لتوجيهات وزارة الأمن، التي أقف خلفها مثل المستوى السياسي بأكمله. نتحمل المسؤولية".

وختم خطابه بالقول: "أنا شخصيًا قررت أن أنقل مكان إقامتي إلى ‘ياد مردخاي‘. سأنتقل إلى هناك في الأسابيع المقبلة. أنا متأكد من أن الجيران سيكونون كثيرين وصالحين. ومن الأزمة الصعبة، سنصبح أقوى وننمو معًا".

واليوم، وفي ظل الحصار الذي يفرضه المستوطنين وأنصار اليمين على معبر كرم أبو سالم، دخلت 204 شاحنات إلى غزة، حيث مرت 132 حالة عبر معبر كرم أبو سالم، فيما تم فحص 72 حالة في معبر نيتسانا ومرت عبر معبر رفح إلى قطاع غزة. وبعد تصريح غانتس، أيد الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، "وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة".

احتدام المواجهة بين الليكود و"المعسكر الوطني"

في المقابل، وجه حزب الليكود انتقادات لغانتس، وقال في بيان، إن "رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يقاتل من أجل النصر الساحق. ومن يظن أن إدخال مسؤولي السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة سيؤدي إلى هزيمة حركة حماس فهو مخطئ. لا بديل عن ذلك النصر التام".

وفي بيان بدا وكأنه رد على بيان الليكود، قال "المعسكر الوطني" إن ""غانس، وكذلك أعضاء الكابينيت والشعب الإسرائيلي، يقاتلون من أجل النصر. من يماطل ويسمح لحماس باستعادة قدرات الحكم وينخرط في اختلاق أمور غير موجودة - يضر بتحقيق أهداف الحرب".

وهذه في الواقع المشادة الثانية بين نتنياهو وغانتس خلال اليوم - بعد أن هاجم نتنياهو، في وقت سابق، التمرين الذي أجرته قيادة المنطقة الوسطى وحاكى احتمال قيام مستوطنين باختطاف فلسطيني. بدوره، انتقد كذلك غانتس التدريب، لكنه اعتبر أن نتنياهو يهاجم الجيش ويضر بتماسكه لأسباب سياسية.

التعليقات