06/02/2024 - 23:07

مساع أميركية للتوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وحزب الله تفضي إلى تهدئة

واشنطن تسعى إلى الإعلان عن التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وحزب الله لإنهاء المواجهات المتصاعدة في المنطقة الحدودية؛ التفاهمات تتمحور حول "تطبيق جزئي" للقرار الأممي رقم 1701، بما يشمل "تجميد الوضع" والتزام الجانبين بوقف تبادل إطلاق النار.

مساع أميركية للتوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وحزب الله تفضي إلى تهدئة

من المنطقة الحدودية مع لبنان (Getty Images)

تعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى تفاهمات تسعى إلى الإعلان عنها خلال الأسابيع المقبلة، من شأنها إنهاء المواجهات المتصاعدة بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الحدودية، بحسب ما نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر مطلعة، مساء الثلاثاء.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأشار التقرير إلى رعاية دبلوماسية أميركية - فرنسية - بريطانية - ألمانية - إيطالية، لهذه التفاهمات التي تأمل واشنطن أن تفضي إلى تهدئة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، على غرار تلك التي جرى التوصل إليها بوساطة أميركية عقب الهجوم الإسرائيلي على الجنوب اللبناني في نيسان/ أبريل عام 1996.

"خلال أسابيع"

وذكر التقرير أن التفاهمات تتمحور حول "تطبيق جزئي" لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بما يشمل "تجميد الوضع" والتزام الجانبين بوقف تبادل إطلاق النار الذي تشهده المنطقة الحدودية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على خلفية الحرب على غزة.

وتأمل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الإعلان عن هذه التفاهمات، في بيان مشترك مع حلفائها (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا) يصدر في الأسابيع المقبلة، في إطار جهود البيت الأبيض لمنع نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله ومنع اتساع رقعة المواجهة والتصعيد في الشرق الأوسط.

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة "تأمل أن يؤدي مقترح التهدئة في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس إلى تسهيل عملية تحقيق التهدئة على الحدود الشمالية، غير أن إدارة بايدن تستعد للإعلان عن التفاهمات الجديدة بين إسرائيل ولبنان حتى لو يتم التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة".

وكان الرئيس الأميركي قد أوكل للمسؤول في البيت الأبيض، آموس هوكشتاين، لتولي محادثات الوساطة في هذا الشأن، علما بأن هوكشتاين كان قد توسط لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وأجرى المسؤول الأميركي جولة مباحثات جديدة في تل أبيب وبيروت في الأيام الماضية.

"إعلان مشترك دون توقيع ثنائي"

وعرض هوكشتاين مقترحه للتهدئة على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، والوزير في "كابينيت الحرب"، بيني غانتس، يوم الأحد الماضي، ويشمل "تفاهمات جديدة" بين إسرائيل وحزب الله، ترتكز على نموذج تفاهمات بين الجانبين، أعلنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على لبنان عام 1996.

وأشارت المصادر إلى أنه لن يتم التوقيع بشكل ثنائي (بواسطة حزب الله وإسرائيل) على "التفاهمات الجديدة"، وإنما سيتم الإعلان عنها في بيان مشترك يصدر عن الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وسيعمل على تحديد الالتزامات التي تعهد بها كل طرف بموجب التفاهمات.

"لا امتثال كاملا لبنود القرار 1701"

كما ستعلن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، بحسب التقرير، عن حزمة من الإجراءات الاقتصادية لصالح لبنان "بهدف تحفيز حزب الله ودفعه إلى الموافقة على التفاهمات بحيث يكون لديه إنجاز يمكن تسويقه للشعب اللبناني"، ولفتت المصادر إلى أن التفاهمات هي عمليا التزام بـ"تطبيق جزئي للقرار 1701".

واعتبر التقرير أنه "بما أن الطرفين لن يكونا ملزمين بالامتثال لكل بنود القرار 1701، فسيكون من الممكن تنفيذ التفاهمات الجديدة حتى لو لم يكن هناك وقف كامل لإطلاق النار في غزة، كما يطالب حزب الله"؛ وبحسب المصادر فإن التفاهمات الجديدة ستتضمن التزام الجانبين بوقف تبادل إطلاق النار في المنطقة الحدودية.

"تجميد الوضع"

وأوضح التقرير أنه "في إطار التفاهمات، لن يطلب من حزب الله سحب قواته إلى شمال نهر الليطاني كما يطالب القرار 1701، وإنما إبعاد القوات مسافة تتراوح بين 8 و10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل". وذكرت المصادر أن التفاهمات سترتكز على مبدأ "تجميد الوضع".

وبموجب هذا المبدأ "لن يُلزم حزب الله بسحب قواته من الأماكن التي تتواجد فيها في هذه المرحلة، لكنه سيتعهد بعدم إعادتهم إلى المواقع التي كانت فيها بالقرب من الحدود قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي"، وادعى التقرير أن "حزب الله سحب بالفعل قوات الرضوان إلى مسافة 7-10 كيلومترات تقريبًا على طول الخط الحدودي مع إسرائيل".

التزامات إسرائيلية

وفي إطار التفاهمات، فإنه سيتم نشر 10 إلى 12 ألف جندي من الجيش اللبناني على طول المنطقة الحدودية جنوبي لبنان؛ وذكرت المصادر أنه في إطار التفاهمات سيُطلب من إسرائيل أن تتخذ "خطواتها الخاصة"؛ وأشارت إلى أن واشنطن طالبت تل أبيب "بوقف تحليق الطائرات المقاتلة في المجال الجوي اللبناني. وإسرائيل لم ترفض هذا الطلب".

ولم يأت التقرير على ذكر إمكانية تسوية النزاعات حول المنطقة الحدودية البرية، بما في ذلك مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر؛ فيما أشار إلى أنه سيُطلب من إسرائيل الالتزام بسحب بعض القوات التي كانت حشدتها في المنطقة الحدودية خلال الأشهر الأربعة الماضية، وخاصة قوات الاحتياط.

وذكرت المصادر أن "المرحلة الثانية من التفاهمات قد تشمل مفاوضات بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية، لتسوية الخلافات المتعلقة بالحدود البرية. وقد وافقت إسرائيل ولبنان من حيث المبدأ على مثل هذه المفاوضات، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بعد استعادة الهدوء في المنطقة الحدودية".

التعليقات