24/02/2024 - 23:59

مقترح باريس: 40 محتجزا مقابل مئات الأسرى وهدنة 6 أسابيع.. وفد إسرائيلي يواصل المباحثات في الدوحة

حالة من التفاؤل تسود في إسرائيل في أعقاب عودة الوفد المفاوض من باريس؛ وفي حين نفى مسؤول رفيع قرب التوصل لاتفاق نهائي مع حركة حماس حول صفقة لتبادل الأسرى، كشفت التقارير عن تفاهمات حول عدد من القضايا فيما تتواصل المحادثات.

مقترح باريس: 40 محتجزا مقابل مئات الأسرى وهدنة 6 أسابيع.. وفد إسرائيلي يواصل المباحثات في الدوحة

عائلات الرهائن في مظاهرة أمام مقر إقامة نتنياهو للمطالبة بالتوصل لصفقة تبادل (Getty Images)

ذكرت تقارير إسرائيلية أن المحادثات التي عقدت في العاصمة الفرنسية، باربس، نجحت في تحريك الجهود الرامية لإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس والاتفاق على هدنة في قطاع غزة، فيما يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، محاولاته للضغط على حركة حماس عبر الربط بين المفاوضات وبين الاجتياح الإسرائيلي الوشيك لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

واجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي لشؤون السياسية والأمنية، الليلة، هاتفيا، وتلقى الوزراء الأعضاء تحديثات من الوفد المفاوض الذي عاد صباح السبت من باريس، بشأن التطورات التي شهدتها المحادثات، وبناء على ذلك، صوّت الكابينيت على إرسال وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية، الدوحة، خلال الأيام المقبلة، لمواصلة الجهود الدبلوماسية في محاولة للتوصل إلى صفقة.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الكابينيت صادق على إيفاد وفد بمستوى منخفض إلى العاصمة القطرية، لمواصلة المحادثات التي انطلقت الجمعة في باريس في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى؛ وكان نتنياهو قد أوضح في بيان، أن الكابينيت سيناقش الليلة "الخطوات التالية في المفاوضات".

وقال نتنياهو إنه سيدعو المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت الموسع)، للانعقاد الأسبوع المقبل، "للمصادقة على خطط عملياتية للعملية في رفح، بما في ذلك إخلاء السكان المدنيين من هناك"، في إشارة إلى اجتياح إسرائيلي مقرر للمنطقة التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني.

وشدد نتنياهو على أن "الدمج بين الضغط العسكري والمفاوضات الحازمة سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس وتحقيق جميع أهداف الحرب".

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن أبرز النقاط التي تم التوافق حولها في باريس تتعلق بآلية التبادل وقائمة الأسرى، وعدد أيام الهدنة، وقضايا تتعلق بالمساعدات الإنسانية التي ستم السماح بدخولها إلى القطاع.

أبرز ما تم التفاهم حوله في باريس:

  • إطلاق سراح حوالي 40 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، من النساء والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
  • ⁠موافقة إسرائيلية على إطلاق سراح عدد من الأسرى، أكبر مما تم الاتفاق عليه في السابق، مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين في قطاع غزة من "فئات معينة".
  • هدنة لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة
  • استعداد إسرائيلي لمناقشة الإفراج عن أسرى محررين في "صفقة شاليط" أعاد الاحتلال اعتقالهم خلال الفترة الماضية، بحسب ما نقلت القناة عن مصدر أجنبي.
  • موافقة إسرائيلية على إبداء مرونة في القضايا الإنسانية – سواء في ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة أو في ما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
  • إسرائيل لن تلتزم بإنهاء الحرب أو بوقف دائم لإطلاق النار.

بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن معادلة التبادل ستكون 10 أسرى فلسطينيين بالمعدل، مقابل كل أسير إسرائيلي سيتم الإفراج عنه، فيما أشارت إلى أن معادلة الهدنة ستكون يوما مقابل كل أسير إسرائيلي يتم الإفراج عنه.

وبجسب موقع "واللا"، فإن المرحلة الأولى من صفقة التبادل ستشمل المجندات الإسرائيلية، وأنه سيتم الإفراج عن أعداد مختلفة من الأسرى مقابل كل أسير إسرائيلي، وذلك بناء على "فئة الأسير"، إذ سيتم الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى مقابل المجندات، وذلك قد يشمل أسرى من ذوي المحكوميات العالية.

وبحسب موقع "واينت"، فإن الصفقة ستشمل إطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، مقابل 35 إلى 40 محتجزا إسرائيليا في قطاع غزة. في حين لم تؤكد أية جهة إسرائيلية رسمية أن تكون المحادثات قد أفضت إلى اتفاق حول عدد أو أسماء الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مساء اليوم، السبت، إن إسرائيل لا تزال بعيدة عن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، في إطار جولة المفاوضات الجديدة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، باريس، مشددا على "تراجع حركة حماس عن بعض مطالبها".

جاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي الذي يبدو أنه من الأوساط المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في إحاطة لوسائل الإعلام، في أعقاب عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض، صباح اليوم، من باريس، وسط تقارير عن "تقدّم" في المباحثات.

وقال المسؤول الإسرائيلي إنه "ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى صفقة، لكن حماس تراجعت عن بعض مطالبها، في أعقاب المواقف الحازمة التي عبّر عنها رئيس الحكومة، نتنياهو".

"تفاؤل حذر"

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تحدثت في وقت سابق اليوم، عن عودة الوفد الإسرائيلي من باريس بـ"بتفاؤل حذر" بشأن إمكانية المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أنه "تم الاتفاق على إطار جديد خلال محادثات باريس. هناك تقدم ويمكن التوقيع على الاتفاق قريبا. لا ينبغي للمفاوضات أن تستغرق وقتا طويلا".

وذكرت "كان 11" أن "إسرائيل تلقت رسائل من الوسطاء مفادها أن حماس معنية بالمضي قدما في المفاوضات"، وأشار مسؤول إسرائيلي إلى "تقدم في موضوع إطلاق سراح الأسرى (الفلسطينيين) وقريبًا سيتم مناقشة الأسماء أيضًا".

ومع ذلك، شدد المسؤول على ضرورة المحافظة على "الشفافية" في التعامل مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، معتبرا أنه "في النهاية نحن نجري مفاوضات مع منظمة إرهابية وكل شيء يمكن أن يتغير".

ومن المقرر أن يلتئم "كابينيت الحرب" الإسرائيلي، مساء اليوم، حتى يطلعه الوفد المفاوض على آخر المستجدات؛ فيما ذكر موقع "واللا"، نقلا عن مصدرين مطلعين، أن "محادثات باريس شهدت تقدّما في ملفات عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين" الذين ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق التي يتكون من ثلاث مراحل.

وأجمعت التقارير الإسرائيلية على أن المفاوضات كانت بشكل عام "جيدة وإيجابية"، وشهدت تقليصا للفجوات في عدد من القضايا، من بينها التفاصيل المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة مقابل أسرى فلسطينيين وأيام الهدنة.

وعلى الرغم من التفاؤل السائد في إسرائيل، إلا أنه لا توجد أية تأكيدات من حركة حماس، التي لم تشارك في محادثات باريس، أنها قد تقبل بالخطوط العريضة التي تم التوافق حولها؛ وذكرت التقارير الإسرائيلية أن المحادثات ستتواصل في الأيام المقبلة.

من جانبه، صرّح القيادي في "حماس"، عبد الرحمن شديد، لـ"التلفزيون العربي" بالقول: "إننا لسنا جزءا ولا طرفا في لقاءات باريس ولم نُبلّغ بأي تقدم وهذا إعلان من طرف واحد".

وأضافت مصادر أخرى في حماس أن "الوقائع تشير إلى تراجع الاحتلال عن التزاماته في لقاء باريس السابق، ولا معلومات لدينا عن لقاء باريس أو وجود مؤشرات إيجابية في مواقف الاحتلال".

وفي إطار المباحثات في باريس، الجمعة، اجتمع رئيس الموساد، دافيد برنياع، مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركي (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الحكومة القطرية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل.

التعليقات