16/03/2024 - 21:00

تقرير: محادثات وقف إطلاق النار في غزة تستأنف في الدوحة

الوسطاء يعملون على "سد الفجوات المتبقية" في محاولة للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بموجب صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس؛ الدوحة تستضيف جولة جديدة من المحادثات، الأحد؛ "تفاؤل أميركي حذر".

تقرير: محادثات وقف إطلاق النار في غزة تستأنف في الدوحة

(Getty Images)

تتواصل المحاولات للتوصل إلى هدنة في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر على قطاع غزة المحاصر، في ظل التقارير التي تشير إلى محادثات تستضيفها الدوحة، مطلع الأسبوع المقبل، يجتمع خلالها الوسيطان القطري والمصري مع الجانب الإسرائيلي، في أعقاب المقترح الذي قدمته حماس وُعدّ موقفا أكثر مُرونة من الحركة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع (لم تسمه)، اليوم السبت، إنه من المتوقع أن يستأنف رئيس الموساد، دافيد برنياع، محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع رئيس وزراء قطر، ومسؤولين مصريين، في الدوحة، يوم غد، الأحد.

بدورها، نقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي أن "الوفد الإسرائيلي الذي يترأسه رئيس الموساد، سيغادر إلى قطر يوم الإثنين وليس غدا"، وذلك بعد اجتماع الحكومة الإسرائيلية للنظر في توسيع صلاحيات الوفد وتوجيه تعليمات محددة له.

وبحسب مصدر "رويترز"، فإن المحادثات ستركز على "الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس في المفاوضات بما يشمل عدد الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح بقية الإسرائيليين، إلى جانب المساعدات الإنسانية لغزة".

وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، في أعقاب اجتماع لكابينيت الحرب، أن وفدا سيسافر إلى قطر لاستكمال المفاوضات، مع وصفه مطالب حماس بأنها "غير واقعية".

وذكرت التقارير الإسرائيلية أن "رئيس الموساد يترأس وفدا يتجه إلى الدوحة لواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار".

ومن المقرر أن ينعقد كابينيت الحرب الإسرائيلي، لبحث إمكانية توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض الذي من المقرر أن يتوجه إلى الدوحة، وأعلن مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى أن اجتماع الكابينيت ينعقد الأحد.

وفي حين كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت إلى اجتماع كابينيت الحرب سيعقد مساء السبت، نقلت "كان 11" عن مسؤول إسرئيلي أن الاجتماع لن يعقد قبل مغادرة الوفد إلى قطر. وقال: "كان مقررا منذ البداية عقده الأحد".

كما جاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن الأخير "كان قد أعلن بالأمس (الجمعة) أن كابينيت الحرب والكابينيت الموسع سيجتمعان غدًا (الأحد) لتوجيه وفد المفاوضات قبل مغادرته إلى الدوحة".

وتابع "بالتالي فإن المطالبة بعقد الكابينيت الليلة، ليست أكثر من محاولة مصطنعة لإثارة ضجة إعلامية".

كما سيكون على كابينيت الحرب اتخاذ قرار بشأن موقف إسرائيل في المفاوضات ومدى المرونة التي سوف تبديها والخطوط الحمر التي لن تتجاوزها في إطار مسار المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس.

والرسائل التي تحاول إسرائيل بثها بعد حصولها على رد حماس، كما تظهر من الإحاطات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، هي أن "حماس تطرح مطالب مبالغ فيها لكنها تظهر أنها مستعدة للتفاوض والتحرك نحو التوصل إلى اتفاق".

في المقابل، تصر تل أبيب على أنه في هذه المرحلة "لا يوجد تقدم، وهذا يجعل المفاوضات صعبة"، وتشدد على أنها "تستعد لكل الاحتمالات، بما في ذلك توسيع القتال"، في إشارة إلى شن هجوم بري على رفح.

والنقاط الخلافية التي تشير إليها التقارير الإسرائيلية هي نسبة التبادل، أي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم سلطات الاحتلال مقابل الفئات المختلفة للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وكذلك من بين النقاط الخلافية هو إصرار حركة حماس على عودة جميع الفلسطينيين الذين نزحوا عن شمال قطاع غزة إلى مناطقهم، في حين يوافق الاحتلال على عودة حدودة للنساء والأطفال فقط.

كما تطالب حماس بتحديد موعد متفق عليه لانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع ووقف الحرب كليا، لكنها لا تشترط تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في ذلك. وفي المرحلة الثانية، تطالب حماس بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة.

سموتريتش: على نتنياهو أن يأمر الوفد بالبقاء في إسرائيل واجتياح رفح فورا

من جانبه، اعتبر وزير المالية والوزير في وزارة الأمن الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن "موقف حركة حماس من صفقة الرهائن غير واقعي. على نتنياهو الإبقاء على الوفد الإسرائيلي في إسرائيل (ومنعه من المغادرة للمشاركة في محادثات الدوحة)، وإدخال الجيش الإسرائيلي إلى رفح"، في إشارة إلى اجتياح المنطقة التي يتواجد فيها نحو 1.5 مليون فلسطيني.

وقال سموتريتش، في بيان، إن "موقف حماس الخيالي يظهر أن أتباع الصفقة في كابينيت الحرب والجهاز الأمني ​​قد ضلوا طريقهم، وسلوكهم هذا لا يزيد السنوار إلا تمسكا في موقفه وصعودا على الشجرة ويجعل عودة المختطفين أبعد"، وأضاف "لقد عارضت مغادرة الوفد إلى باريس وقطر في المرة الماضية، وثبت أنني كنت على حق".

وتابع "لقد حان الوقت للاستيقاظ من التصورات القديمة والتعلم من الأخطاء. وعلى نتنياهو أن يأمر الوفد بالبقاء في إسرائيل، وعلى الجيش الإسرائيلي أن يدخل رفح فورًا، ويعزز الضغط العسكري حتى يتم تدمير حماس. عندها فقط سيكون من الممكن تحقيق النصر وإعادة المختطفين".

غالانت يجرى مداولات خاصة

بدوره، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أنه أجرى مداولات خاصة بشأن المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بموجب اتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، مساء اليوم، السبت، بحضور كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك وممثلي الوفد الموفاوض.

جاء ذلك بحسب ما أوردت وزارة الأمن الإسرائيلية، في بيان. ولم تشر الوزارة إلى مخرجات الاجتماع الذي عقده غالانت مساء اليوم، بالتوازي مع التقارير الإسرائيلية عن مماطلة نتنياهو في عقد اجتماع للكابينيت لإجراء مداولات حول هذا الشأن، واكتفى البيان بالإشارة إلى أن غالانت بحث "الجهود المبذولة لإعادة المختطفين لدى حركة حماس في قطاع غزة".

واقترحت حركة حماس، في رد مكتوب سلمه الوسطاء للجانب الإسرائيلي، اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن تبادل رهائن بأسرى فلسطينيين. وقال قيادي في حماس إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 إسرائيليا من النساء وكبار السن والمرضى.

وقال إن ذلك مقابل أن "تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي". وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 أسيرا فلسطينيا في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها.

وتحدثت الحركة، بحسب القيادي الذي تحدث لوكالة "فرانس برس"، عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات.

كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة من قبل حماس، "الانسحاب العسكري من كافة المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بدون قيود وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الدول الوسيطة، خصوصا الولايات المتحدة وقطر ومصر، تعمل "بلا كلل على سد الفجوات المتبقية"، فيما أبدى البيت الأبيض "تفاؤلا حذرا" بإمكان التوصل لهدنة.

ولفت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إلى أن اقتراح حماس يندرج "ضمن حدود" ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة.

وتزايدت انتقادات واشنطن التي تزود إسرائيل بمساعدات بمليارات الدولارات، لنتنياهو لكنها لم تدعم وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء الإيرلندي، ليو فارادكار، المؤيد لوقف النار، بعد لقائه بالرئيس جو بايدن في واشنطن، "لا أعتقد أنّ أحدًا منّا يرغب بأن يرى أسلحة أميركية تُستخدم بهذه الطريقة. الطريقة التي تُستخدم بها في الوقت الراهن (من قبل إسرائيل) ليست للدفاع عن النفس".

وفي ظل الدمار الهائل والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وانقطاع الماء والكهرباء، تخشى الأمم المتحدة من مجاعة تعم القطاع ولا سيما في الشمال الذي يصعب الوصول إليه ويعاني من حالات "انفلات أمني".

ويقول السكان في الشمال إنهم ما عادوا يجدون ما يقتاتون عليه بعد أن تمكنوا من البقاء عبر أكل نباتات برية وأعلاف الحيوانات. وينتظر كثيرون منهم قدوم شاحنات المساعدات، في حين ارتكبت قوات الاحتلال عدة مجازر عبر استهداف المواطنين خلال مثل هذه التجمعات لانتظار المساعدات.

وتصل المساعدات أساسا من مصر عبر معبر رفح في جنوب غزة، بعد إخضاعها لتفتيش إسرائيلي دقيق. لكنها تظل غير كافية على الإطلاق بالنظر إلى الاحتياجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وثمة سباق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية مباشرة إلى شمال القطاع من خلال إلقائها من الجو أو عبر ممر بحري انطلاقا من قبرص.

وبعد ثلاثة أيام من انطلاقها من لارنكا، وصلت سفينة تابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية التي قطرت منصة تحمل 200 طن من المؤن من منظمة "وورلد كيتشن سنترال" إلى شاطئ غزة حيث بنت رصيفا عائما مكنها من إفراغ حمولتها استعدادًا لتوزيعها السبت.

وقالت المنظمة غير الحكومية إنها تعد سفينة ثانية في لارنكا تحمل 240 طنًا من المعلبات والحبوب والأرز والزيت والملح إضافة إلى "120 كيلوغراما من التمور الطازجة من الإمارات لسكان غزة".

وقالت إنه لا يمكنها إعطاء "معلومات بشأن موعد إبحار قاربنا الثاني وسفينة الطاقم" في العملية التي أطلقت عليها اسم "عملية سفينة" وتنفذها مع الإمارات و"أوبن آرمز"، بدعم من حكومة قبرص.

وشددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أن نقل المساعدات بحرا أو جوا لا يمكن أن يكون بديلا عن إدخالها برا.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "انتشرت لتأمين المنطقة"، مؤكدا أن "السفينة خضعت لفحص أمني كامل".

وأضاف أن دخول المساعدات الإنسانية بحرا "لا ينتهك" الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 2007 وأحكمته بالتزامن مع حربها على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

التعليقات